ما هي ريادة الأعمال وما هي الشركات الناشئة؟
نشر في 08 ديسمبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
نعيش اليوم في عالم جديد يرسم رواد الأعمال ملامحه، حيث أدى ظهور ريادة الأعمال حول العالم إلى حدوث ثورة على الصعيد الاقتصادي مع وجود أثر اجتماعي واضح.
في سلسلة المقالات هذه سأقوم بتقديم بعض المفاهيم الأساسية في ريادة الأعمال والتي تهم أي شخص قبل دخوله هذا العالم.
وفي المقال الأول سأحاول الإجابة عن الأسئلة الأولى التي تتبادر إلى أذهاننا:
- ما هي ريادة الأعمال؟
- من هو رائد الأعمال؟
- ما هي الصفات الأساسية التي يجب أن أتمتع بها لأصبح رائد أعمال؟
- ما هي الشركات الناشئة؟
وذلك قبل الانتقال إلى المقالات الأخرى ضمن السلسلة والتي ستكون دليلك لفهم ريادة الأعمال.
ما هي ريادة الأعمال؟
يمكن تعريف ريادة الأعمال Entrepreneurship بأنها عملية إنشاء عمل تجاري أو شركة ما بهدف تحقيق الربح أو تلبية الاحتياجات الاجتماعية.
ويعرفها BusinessDictionary بأنها القدرة والرغبة في تطوير وتنظيم وإدارة مشروع تجاري وتحمّل المخاطر بهدف تحقيق الربح.
وفي الاقتصاد، فإن ريادة الأعمال هي العامل الذي يجب أن يقترن بكل من الأرض والعمالة والموارد الطبيعية ورأس المال (أي عوامل الإنتاج) بهدف تحقيق الربح.
حيث تتميز ريادة الأعمال بالابتكار والمخاطرة، وهي جزء ومؤشر أساسي لقدرة أي بلد على النجاح ضمن هذه السوق العالمية التي تتسم بالتغير الدائم والتنافسية الهائلة.
أما التعريف الرائع والشامل، فهو التعريف الذي قدمه هوارد ستيفنسون من كلية هارفارد للأعمال:
"ريادة الأعمال هي السعي وراء الفرص التي تكمن وراء الموارد التي نملكها حالياً".
وهناك من يقول بأننا جميعاً رواد أعمال! بمعنى أن ريادة الأعمال هي طريقة تفكير، وليست مجرد وسيلة لكسب المال!
وهي وجهة نظر مثيرة للاهتمام، حيث يجب أن نكون قادرين على التكيّف تحت الضغط ونستطيع أن نرى الاحتمالات المتعددة، بحيث نخرج دائماً بأفكار مبتكرة وخلاقة.
من هو رائد الأعمال؟
أما رائد الأعمال Entrepreneur فهو الشخص الذي يقوم بتطوير نموذج عمل Business Model، ويقوم بجمع رأس المال المادي والبشري اللازم لبدء مشروع جديد، ويعمل على تشغيله متحمّلاً مسؤولية نجاحه أو فشله.
بعبارة أخرى، فإن رائد الأعمال هو الشخص المُبتكر والذي يتحمل المخاطرة، بالإضافة إلى كونه مبدعاً ويقوم بإنشاء الحلول من خلال شركات جديدة، في حين أن المدير بشكل عام هو الشخص الذي يقوم بتنفيذ العمل ببساطة.
ماذا تحتاج لتصبح رائد أعمال؟
قبل أي شيء، يجب أن يكون رائد الأعمال مبدعاً ويمتلك فكرة تقوم بإحداث تغيير معين أو تخلق مفهوم جديد يمكن أن يشقّ طريقه في السوق.
في الحقيقة، جميعنا نمتلك أفكاراً وأفكاراً مبتكرة حتى، تصلح لمشروع جديد قابل للاستثمار وقد يحقق أرباحاً ضخمة، لكن لا يمكن أن نطلق على أنفسنا صفة رياديين فقط لأننا نمتلك تلك الأفكار.
إن طرح الأفكار دون تنفيذها يعني أن هذه الأفكار ليست ذات قيمة أبداً، وتنفيذ الأفكار ليس بالأمر البسيط، وانطلاقاً من هنا نستطيع أن نقول بأن الريادي يحتاج لعدة صفات أساسية كي يكون قادراً على تنفيذ أفكاره، وأهمها:
1- القيادة
حيث يحتاج رائد الأعمال إلى امتلاك مهارات تنظيمية وإدارية تساعده في بناء المشروع من الصفر.
يجب أن يكون رائد الأعمال قائداً يلهم موظفيه، بالإضافة إلى امتلاكه رؤية وإحساس بالمسؤولية والحماس.
وهذا يعني بأن القيادة والقيم والمهارات اللازمة لبناء الفريق بالإضافة إلى المهارات الإدارية هي المهارات والصفات الأساسية التي يحتاج إليها رائد الأعمال.
2- التدمير الإبداعي
يشير مصطلح "التدمير الإبداعي Creative Destruction" إلى استبدال المنتجات والشركات الرديئة ببدائل أكثر كفاءة وإبداعية.
بعبارة أخرى هي عملية تدمير القديم وغير الكفؤ بأفكار جديدة وإبداعية، وهذا ما يقوم به الريادي غالباً عندما يقوم بإطلاق مشروع جديد.
3- تحمّل المخاطر
إن رواد الأعمال بشكل عام -وخاصةً أولئك الغارقين في دوامة التدمير الإبداعي والذين يأخذهم الوهم ويحاولون خلق مشروع يدمر كل المشاريع السابقة- معرّضون لمخاطر كبيرة.
إن أغلب المشاريع الجديدة معرّضة للفشل ونادراً ما تستمر لأكثر من عام واحد من وجودها.
ويجب على رائد الأعمال أن يتحمّل المخاطرة عند تأسيس أي مشروع، كما يجب أن يكون مسؤولاً عن نجاح أو فشل المشروع، ومسؤولاً أيضاً عن كل تبعات المغامرة التي سيخوضها.
ما هي الشركات الناشئة؟
إن الشركة الناشئة Start-up هي المرحلة المبكرة في دورة حياة المشروع الذي يعمل عليه رائد الأعمال، والتي تستخدم لتنسيق عملية ريادة الأعمال، حيث ينتقل الريادي من مرحلة الفكرة إلى تأمين التمويل، ووضع الهيكل الأساسي للعمل، والبدء بالعمليات الأساسية.
في البداية وخلال المراحل الأولى يتم تمويل الشركات الناشئة بشكل ذاتي من قبل رائد الأعمال قبل أن يجد فرصة التمويل المناسبة لشركته.
ولعل الصفة الأساسية التي تميز الشركات الناشئة هي التغير والنمو، حيث تتطور الشركة إما سعياً وراء هدف تجاري محدد أو كنتيجة لنجاحها، وهي ما تميزها عن المشاريع الصغيرة على سبيل المثال -وهو ما سأتحدث عنه بالتفصيل في المقال القادم.
أما الصفة الأساسية الثانية التي تميز الشركات الناشئة هي أنها مؤقتة، فهي المرحلة الأولى ضمن دورة حياة أكبر.
وقد تواجه في طريقها عدد كبير من الاحتمالات مثل: استمرار وجودها، الاستحواذ، تحولها لشركة أكبر، طرحها للاكتتاب العام، أو حتى إغلاقها.
وخلال هذه المرحلة يهتم رائد الأعمال بمراقبة كل ما يمكن أن تتعرض له الشركة عند إطلاق الخدمة أو المنتج في السوق، ليضيفه كمدخلات مستمرة إلى شركته الناشئة بهدف تطويرها.
نشر لأول مرة في: