أمازون عملاق التجارة الإلكترونية و التقنية واحدة من الشركات التقنية الأكثر تأثيرا و قيمة سوقية، كما أن أغلب المنتجات التي صممتها الشركة هي منتجات ناجحة بشكل كبير. هذا النجاح بلا شك ليس وليد الصدفة،  هو نتاج تطوير منهجيات إدارية دقيقة وفرق عالية الإنجاز. كمثالين منصة أمازون التي تطورت من بيع الكتب إلى أكبر سوق إليكتروني على الإنترنيت و منصة خدمات الكلاود AWS صاحبة حصة الأسد في سوق الخدمات السحابية بالإضافة إلى الاستحواذات والتي كان أهمها: twitch، zapos، سوق.كوم.

من الكتب التي بحق تحتاج تكون مرجعا للشركات ومديري المنتجات: كتاب Working Backwards، العمل للخلف أو العمل العكسي، يشرح طريقة عمل أمازون على المنتجات التقنية و كيف أن طريقة الإدارة هذه ساهمت بشكل كبير في تطوير منتجات ناجحة.

فكرة المنهجية شبيهة بالهندسة العكسية التي يعتمدها الهاكرز لإيجاد مفاتيح دخول منتج ما، عبر الحصول على المنتج النهائي، ومحاولة معرفة التفاصيل التقنية لبنائه من بيانات، شفرات برمجية، ومفاتيح حماية. 

 لكل شركة طريقة إدارة خاصة سواء للمنتجات أو الفرق، سأعود في مقال آخر لمنهجيات أخرى من شركات تقنية ناجحة ك: سبوتيفاي، غوغل، نتفلكس ..

ما هي منهجية العمل العكسي لأمازون Working Backwards؟

طريقة الإدارة و العمل المقترحة هي نهج لتطوير المنتج يبدأ بالفريق الذي يعمل كما لو أن المنتج جاهز وفي مرحة الإعلان.

تتمثل الخطوة الأولى لفريق المنتج (المبيعات، التطوير ..) في صياغة بيان صحفي يعلن فيه عن أن المنتج متاح للاستخدام، ويتم استهداف العملاء المحتملين بهذا البيان .

 ويجب أن يتضمن إعلان(PR) Press Release إطلاق المنتج التفاصيل التالية: إسم المنتج، المشكلة التي يحلها و الفائدة المقدمة للعميل مع تفاصيل التسعير أو الإشتراك .. مع اقتباس كلمة لأحد أعضاء الفريق تعرض بشكل ملهم، الهدف من تطوير المنتج و ماسيقدمه من إضافة للعملاء. بجانب (Call To Action (CTA لكيفية الاستفادة من الخدمة. وبشكل اختياري من الممكن إضافة الأسئلة الشائعة FAQ التي قد يطرحها العميل. الهدف أن يعمل الفريق كما لو أن المنتج متاح الآن.

فعالية منهجية العمل العكسي

أثبتت هذه المنهجية العديد من المميزات وتم اعتمادها بشكل كبير من فرق إدارة المنتجات في أمازون، هذه الطريقة أبسط وتتطلب موارد أقل بكثير من بناء منتج MVP قد يأخذ وقتا (أشهرا في بعض الأحيان) أو حتى عبر بناء استطلاع رأي لخدمة لتقييم السوق و العملاء.

الفكرة في كتابة إعلان المنتج، هو أن يقوم الفريق بفحص داخلي حول ما إذا كان هنالك حماس كاف لتطوير المنتج على نطاق واسع. قياس الحدس، هذا قد يعطي مؤشرات إذا ماكانت فكرة المنتج تفتقر إلى شيء ما، أو أن الفريق لم يفكر بشكل كامل في المشاكل أو الحل.

هذه المنهجية ستعمل على تعطيل العديد من الأفكار Ideas Invalidation من دون إستهلاك موارد، وإذا قرر الفريق أن فكرة ما تستحق التطوير، فيمكن استخدام الإعلان الصحفي كمسودة خطة أثناء الانتقال إلى التطوير، ويمكن تحويل صياغة الإعلان كأفكار لخارطة طريق المنتج النهائي Product Roadmap.

دعم مبدأ مركزية العميل

تدعم هذه المنهجية المبدأ الذي أسست عليه أمازون وهو الهوس بالعميل ويجب أن يكون فريق المنتج مهووسا بالعميل في كتابة الإعلان، وإلا لن يقدم هذا المستند حجة لبناء المنتج فعليًا. هذه الإستراتيجية تبدأ بالتركيز على العميل، ومن ثم تحديد المنتجات التي يجب العمل عليها لخدمته وإرضائه. يحتاج فريق المنتج إلى التفكير في جميع الأسباب التي دفعته إلى إنشاء المنتج الافتراضي، حتى يتمكن من صياغة بيان للإعلان عن إصدار المنتج بطريقة تقنع العميل المستهدف بشرائه.