هل الذكاء العاطفي في بيئة العمل ضرورة أم ميزة ؟ إن إبتداع بيئة العمل الذكية يرتكز على مايُسمى عند غالبية متخصصي ومتخصصات "الموارد البشرية" بالذكاء العاطفي ، ولكن يا لتعاسة الحظ فإن الكثير منهم يظنون أن بيئة العمل الذكية هي التي تمتلئ بالحائزين على أرقى الشهادات الجامعية وأرفع المحاصيل العلمية ! فالذكاء العاطفي هو مجموعة متعددة من القدرات والمهارات التي تتيح للموظفين والموظفات التعامل مع ضغط العمل في بيئة العمل ، يتطور تلازماً مع تقدم العمر والخبره ، وهكذا أعتقد أن الشركات القديمة موظفينها أذكى عاطفياً من الشركات الناشئة ، الخبر المُفرح في هذا الشأن هو أن الذكاء العاطفي من الممكن تعلمه وصقله وليس من الضروري أن ينتظر الموظف والموظفة أن يشيب رأسهم حتى يكون أذكياء عاطفياً .
ولكي نصبح موظفين وموظفات أذكياء عاطفياً في بيئة العمل هناك أساسيات ينبغي أن نتعلمها : وهي القدرة على التأقلم السريع مع البقاء في حالة إندفاع للعمل وحب للوظيفة بغض النظر عن الحوافز المادية رغم أهميتها ، والوعي الذاتي العميق بكيفية التفاعل في بيئة العمل ، والقدرة على فهم مشاعر الآخرين ، وإدارة الذات بفهم نقاط القوة ونقاط الضعف العاطفية والكفاءة في إدارة العلاقات السلوكية في المهارات الإجتماعية .
بالإضافة إلى ذلك أشارت بعض البحوث والإحصاءات إلى أن المديرين التنفيذيين اللامعين يمتلكون قدرات من الذكاء العاطفي تزيد عن 85% من الصفات التي تتوفر في الناس ، لكن نتيجة لحداثة المصطلح وضعف إدراك بعض الإدارات به فإن كثيراً من بيئات العمل المختلفة تؤمن انه أمر رائع ومستحسن ولكنه غير ضروري حتماً !! باستثناء بعض الشركات الكبرى عالمياً لديها معايير توظيف يترأسها الذكاء العاطفي ، لهذا نستنتج أن الذكاء العاطفي مطلب أساسي ولايصنف من المزايا الجانبية في بيئة العمل .