سواء إن كنت تقود منظمة تعليمية أو تجارية أو خدمية فلن تستطيع أن تنأى بعيدًا عن مهارات الاتصال من أجل التنمية أو بما يعرف اصطلاحًا بالـ C4D، لا سيما أنه يسهم في تَحقيق معدل مرتفع من التنمية الاقتصادية وبالتالي يسهم في تَحقيق الأهداف المنشودة من المنظمات.

ناهيك عن أنَّ الاتصال من أجل التنمية يسهم في إدارة النزاعات بين مختلف الفرق داخل المشروع الواحد، كذلك تحسين كفاءة هذه الفرق إلى جانب تَعزيز نجاح المشاريع واستدامتها مع مرور الوقت.

ليس هذا فحسب، إذ أنَّ هناك انعكاسات إيجابية عدة عن تطبيق مبدأ الاتصال من أجل التنمية في المجتمعات المختلفة بعضها يعود على تنظيم العمل والبعض الآخر على نتائجه، لذا نسعى في مقالنا المدرج أمامك إلى إلقاء نظرة موجزة على مفهوم الاتِصال من أجل التنمية وكيف استطاع مقاربة الاتصال بين الأفراد على المستوى الشخصي والمجتمعي وحتى على مستوى الشركات.

ما هو الاتصال من أجل التنمية  (Communication For Development)؟

يصف الدكتور توماس أنَّ الاتصالات التنموية هي عملية تغيير وتحويل باستخدام التعليم ووسائل خاصة لإعلام الجماهير، لا سيما أنه وبشكل عام تقوم فعاليات الاتِصال من أجل التنمية اليوم في دعم وتنمية التَواصل بين الأمم داخل مجتمعاتهم، والذي يعتبر مركز رئيسي لا غنى عنه في ديمومة العلاقات الشخصية أو العامة تحت مسمى الود والولاء.

كذلك يعتمد مفهوم الاتصال من أجل التنمية على البرنامج الذي يسلط الضوء على فهم ماهية الاتصال الفعال ومحاولة الامتثال لـ الأمثلة الواقعية ذات النتائج الإيجابية من تسهيل المشاركة وإعطاء الصوت وغيرها من وسائل وأدوات لها أثر في تعزيز التغيير الاجتماعي نحو الأفضل.

ما هي خطوات تحقيق الاتصال من أجل التنمية (C4D)؟

ضمن أي مشروع أو مبادرة أو ابتكار لا يكفي التوصل إلى الحلول ومن ثم انتظار تطبيقها من قبل المهتمين بشكل تلقائي، فحتى تؤتي ثمارها المنشودة يجب أن يكون هناك خطوات مدروسة يُسار عليها لتحقيق أفضل نتائج، وإن خطوات استراتيجية الاتصال لتحقيق التنمية المستدامة هي:

- ادرس جمهورك

قبل البدء بتقديم أي خدمة أو منتج و حتى نشاط تدريبي من المهم أن تحدد الشريحة المستهدفة وتجمع معلومات كافية عنها لمخاطبتها بما يتناسب مع اهتماماتها المتعددة والمختلفة، حتى تضمن بذلك نيل القبول من قبلهم بكل ما ستقدمه لهم.

- اختر أفضل طريق للوصول إلى جمهورك

هنا عليك تحديد الوسائط الإلكترونية أو التقليدية الأنسب للتواصل مع الجمهور بما يتوافق مع ساعات أو أيام تواجدهم الدائم، كما عليك أن تردف ذلك بتصميم استراتيجية اتصال فعالة تجذبهم نحو ما تقدمه بغض النظر عن ماهيته.

- اختبر استراتيجيتك

لا يمكنك اعتماد أي خطة والبدء بتنفيذ بنودها ما لم تختبرها وتدرس منعكساتها على جمهورك وتفاعلهم، لذا حاول أن تخصص فترة زمنية معينة تطلق بها خياراتك وتحدد أي منها الأنجح.

- ابدأ بالتنفيذ

بعد أن تأكدت تمامًا من أن خططك تكاد تحدث مجموعة نتائج مثالية، يأتي دور تنفيذ السلوك والخطط التي اعتمدتَها في التَواصل مع الجمهور عبر قنوات ومركز وسائل الاتصال الملائمة.

- راقب وقيِّم

بعد مرحلة التنفيذ التي كانت ممثلة بتطبيق بعض الخطوات المعنية والمدروسة، لن تستطيع أن تستمر في البقاء عليها ما لم تتأكد من أنها تهدف تمامًا لتحقيق نتائجك المرجوة وأهدافك المنشودة للتنمية المستدامة.

يمكنك في هذه الخطوة القياس على نموذج التقييم ضمن برنامج الاتصال من أجل التنمية لتستطيع من خلال ذلك الحكم على خططك بالنجاح أو بالفشل، حيث يتضمن هذا النموذج:

- مدى تلبية الخطة لاحتياجات الاتِصال الأساسية.

- مقدار السعي العام وراء المنافع الاقتصادية والتنموية.

- مدى انعكاس الحماية للعمل وللمستخدمين.

- مجال التنوع بالوسائط والمحتوى المستخدم.

- زيادة معدل التفاعل مع الأنشطة التي تطلقها للاتصال التنموي.

- معدل تنمية الإبداع والتطوير والابتكار الناتج عن خطة عمل المنظمة.

- مدى الامتثال لـ برامج التنمية عبر استخدام الوسائل الحديثة وتكنولوجيا المعلومات.

- مقدار تطبيق استراتيجيات إنشاء شراكات مع بعض الجهات لأغراض التنمية والاتصال.

- كمية الموارد المستهلكة في سبيل تَحقيق الخطة.

ما هي التحديات الرئيسية في برنامج الاتصال من أجل التنمية؟

بالطبع ليس هناك شيئًا كاملًا ومثاليًا، فكما أن هناك تحديات سيواجهها كل قائد تنفيذي في شركته فإن للاتصال من أجل التنمية أيضًا عددًا من التحديات بحسب المعيار العالمي للاتصالات الفعالة، والتي لا بدَّ من الإحاطة بها لمعرفة كيف يمكن تجاوزها أو مواجهتها ببعض الحلول.

- تعقيد معنى المشاركة والتواصل.

- الافتقار لوجود سياسة كلية في تمكين الاتصالات الفعالة.

- اللجوء الدائم لبناء التحالفات.

- وجود عدد من الشراكات العالمية الجديدة المتحكمة بوكالات التنمية ووسائل الإعلام.

ختامًا

مما لا شكَّ فيه أنه من الواجب العناية بتطبيق جميع معايير الاتِصال الفعال، إذ أنه وبالشراكة مع تكنولوجبا المعلومات والاتصالات من أجل التنمية سيتم تقديم خدمات أكثر كفاءة وتميزًا إلى جانب تقوية الشبكات الاجتماعية وتحقيق القوة والتنمية الاقتصادية، لا سيما أن تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات أصبحت تمثل في عصرنا الحالي العديد من جوانب اقتصادات العالم.

لذا يمكنك فهم البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتِصالات وعلاقتها بمفهوم الاتصال من أجل التنمية والإلمام بكيفية إصلاح السياسات المجتمعية فيما يخص التواصل والاتِصال من خلال حضور تدريب مهارات القيادة في لندن.