ثمانية أشهر وأنت بالغرفة الأخرى ياأبى - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ثمانية أشهر وأنت بالغرفة الأخرى ياأبى

  نشر في 15 يونيو 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

ثمانيةاشهر وانت بالغرفة الاخرى الاخرى وعندما اذهب للغرفة لا اجدك ثمانية اشهر وانا اعتقد انك انك نائم بالغرفة وكلما اذهب اليهالا اراك فيها وعندما حلة ليلة رؤية هلال رمضان بحثت عنك لنستمع للرؤية سويا كالمعتاد اعتقدت انك تستمع اليها من غرفتك لابأس لانى اعرف اننا قد تشاركنا  الاستماع اليها على أي حال وقد أتت ليلة أول يوم فى رمضان لم اكن اعرف لماذا اختنقت بهذا الشكل رغم انى كنت بصحبة اصدقاء استمتع بجلسةلا تحدث إلا على فترات متباعدة لكن لا فائدة ولا ادرى ماسبب ضيقى وحزنى وعندماحل موعد السحور وذهبت لإيقاظك فى الغرفةالاخرى ولم اراك انتظرت موعد عودتك من الصلاة ودخلت الغرفة فهذا موعدالتباهى المسبق بمن فينا سوف يختم القران بعدد مرات اكثر من الاخر ولكن لماذا لا ترد اين انت

ماذا يحدث يا أبى لماذا تتهرب منى وقد كنا متلازمين قبل هذا بقليل حتى وقت النوم لم نكن نفترق الاساعات قليلة لذهابى للعمل واعود سريعا لاراك واظل بجانبك تسعة عشر يوما وانا وانت متلازمين ولكن مالذى حدث بعدها ، ولماذا يمر شهر رمضان هذا العام بتلك الكآبة،لاطعم له،ولا استطيع السحور انا وأمى بمفردنا وانت لا تخرج من الغرفة،اراها تتحايل على الطعام اشعر انه لا رغبة لها به مثلى تماما أخرج وتناول معنا الطعام يا أبى

 ربما ذهبت للمسجدولكن كيف ذهبت انك مريض ولا تستطيع الخروج

الان اتذكر ما كان اشبه بالحلم اتذكر ابنتى اخى واحداهما تبكى والاخرى تتحدث بفزع لم استوعبه (جدو جدو جدو واقع ف الشارع) أرى برأسي منظر الرواق الطويل للمستشفى وانا فى اخره وانت على الكرسي المتحرك وانا اتحدث اليك ،ارى اخى فى عراك مع حائط المستشفى ونظرة عدم استيعاب فى عينه

ارانى اخرج من المستشفى وانا ابكى واخوتى يسألون لماذا البكاء وانت عائد بيننا لاستكمال العلاج بالمنزل و ان الحالة ليست خطيرة

لم اكن اعرف السبب

اسمع الان او بمعنى اصح أرى بعينى بعض الناس حول باب المستشفى تردد(ربنا يشفهولكم) ولكن 

لحظة 

هذه ليلة اخرى اخرج فيها من المستشفى بعد مرور المرة الفائتة بتسعة عشر يوما ولكنى لا ابكى تلك المرة فقط افكر كيف اخبر اخواتى البنات وماذا سيحدث لامى

كان بعض الناس يرددون (ربنا يشفهولكم) فقد كنت تجلس بالسيارة مرفوع الرأس معتدل الجلسة كنت بالفعل موجود هناك،احاول التخفيف عن اخى واردد فى نفسي يارب ثبت أمى


أخ،الذاكرة اللعينة تعود قبل الذهاب للمستشفى فى المرة الاخيرة ارى اخى ينزل من عيادة الطبيب ويجرى امامى نحو السيارة وانا القى بالاشعة التى طلبها الطبيب من يدى حتى استطيع جر قدمى نحوه ونحوك

يالله

ماذا يحدث لا يمكن ان يكون هذا قد حدث

اخى يناديك 

ابن عمتى يحاول ان يهز جسدك ربما كنت نائما لكنك تعود لنفس الوضع على الكرسى معتدل الرأس والجسد كأنك لم تعد تأبه لهما 

ومرت لحظة طويلة لن انساها-انا معك وفى غاية الاطمئنان ،غريب لقد كنت قلقة عليك طوال تسعةعشريوماكنتفيها مريضااما الان هدوء غريب يلفنى ولا اشعر بالانهيار او البكاء ،لا شىء، اخيرا استطيع ان طمئن عليك-

ولكن تنتهى اللحظة واعود لعالم الدنيا وأرى انهيار أخى واقترح أن نذهب بك للمستشفى وتمسك هو بالفكرة رغم اننا فى قرارتنا كنا نعرف جيدا ولكن تعلقنا بلحظات إضافية معك

وداخل المستشفى طبيبة شابة  تقول انك ربما تحتاج لنوع من الحقن غير متوفر لديهم نصرخ فيها انا واخى لينقذ الموقف طبيباخر ينظر فى جفنك ثم يميل على أذن اخى بكلمات سمعتها بعينى،وقد ظللت لاخر تلك الليلة استمع بعينى وارى برأسى على شاشة خيالى اخوتى والناس ونظرة الشفقة فى اعينهم

و

صداع فظيع برأسي واحساس غريب وكأنى كنت برحلة طويلة واخيرا اعود منها

احاول ان ارتاح وانت ايضا يجب ان ترتاح لا اعرف لماذا كل تلك الجلبة بالمنزل ماذا يفعل هؤلاء لا اريد ان اثقل عليك بالسؤال عنهم فأنت تحتاج للراحة فلنتركهم ،تضع احداهن عباءة سوداء امامى لا ،لن ارتدى ذلك اللون فانت لاتحبه لكن جلبابك انت مريح لماذا لاتعيرنى إياه

اذهب لغرفتى وانام واصحو فى جلبابك يالله كم هو مريح ربما تحتاجه ولكن اتركه لى الان

لا أزال ارى الكثير من النساء بالمنزل ومنهم من تبحث عنى وتحتضننى وتاتى صديقتى من السفر وتحتضنى الاعب ابنتها ولكن لماذا تنظر لى بشفقة

ومن وقتها وانا اسمع تكرار لجمل مثل(ماتحبسيش دموعك)،(البكا موش ضعف على فكرة)

كلام غريب لا اشعر برغبة فى البكاء ولماذا ابكى

لماذاياأبى صحيح انك  أصبحت منذ ثمانية شهور  مشغول دائما بالغرفة الاخرى ولكنها ثمانية شهور من الحضور 

كل قرار اتخذ فى المنزل كان برأيك وكل موقف كنت معنا فيه

كنت تصلح كل شىء بالمنزل كعادتك وكنت دائما موجود

فحين اكتشفت ان الغسالة معطلة لم اكن انا واختى اللاتى قمن باصلاحها بل انت ،ألم تكن انت من علمنا ذلك ،لم تكن كالاخرين ممن يطمسون على بناتهم ثم يتركوهم فى معترك الحياة لا حول لهم ولا قوة،بحجة عمل الرجال للرجال وعمل النساء للنساء 

حتى انك كنت تعد اشهى طبق فول للسحور 

الان اعرف لماذا لم يكن السحور شهيا لى ولامى هذا العام

هذا اخر سحور فى رمضان وقد مرت ثمانية اشهر يا ابى 

اجدنى ارتمى على امى أخيرا وابكى لقد احتاجت دموعى كل هذا الوقت كى تعرف طريقها لخدى ،دموع غزيرة لا اعرف مصدرها

دموع لا تنتهى ولا استطيع التحكم بها لم اجد غير حاسوبى الذى حاولت بثه همى سابقا ولم استطع واخيرا استطيع الجلوس عليه والكتابة عنك

ولكن الدموع لا تريد ان تتوقف وانا اكتب عمن علمنى الكتابة وحبب لىالقراءة

الدموع تعيق كتابتى يا ابى

لكن لماذا وانا اعرف انك موجود بالغرفة الاخرى ومازلت تدعمنى ألم تطلب من اختى  فى المنام أن تساعدنى فى بعض امورى

اعرف الان جيدا معنى مقولة الغياب شكل من اشكل الحضور

والان ايضا توقفت عيناى عن تلك الافرازات اللعينة

لا اريد ان ازعجك اثناء قراءتك لقرآن الفجر بل سأقرأ معك مثلما كنت افعل وانا طفلة

واذا سأل احد عنك ربما سأجيب كماتقول ابنت أختى الصغيرة (جدو ف الجنة وراجع).



   نشر في 15 يونيو 2018  وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا