وإني تائهة في بحر من الفوضى اللعينة، كحورية طموحة، تاقت نفسها إلى مغادرة الأعماق وتجربة حياة البشر الذين لطالما راقبتهم من بعيد، وبعد أخذ ورد مع والديها ، ورغم منعهما لها من خوض هذه المغامرة لعلمهما بما قد تسببه لها من ألام. عاندت وعزمت على المواصلة، بحثت عن طرق تخلصها من ذيلها وتمنحها أرجل عادية. كتلك التي كانت تراها لدى البشر، تخلت عن ما كان يعطيها الحياة - عن نفسها- قبل أعضائها، بعدما حصلت على تلك الطلاميس من كتاب السحر العجيب الذي تركه الجد الاعظم ككنز للعائلة.
خرجت من البحر، لكنها لم تحسن استعمال أعضائها الجديده.. جربت المشي فسقطت، وسرعان ما ارتمت في المحيط، بعدما راودها شعور بالعجز ، الفشل.. أحست أن ما أقدمت عليه كان قرارا غير صائب، وقفت تائهة بين ماضيها كحورية يتغنى بها الشعراء ، وبين حاضرها بأرجل وحياة جديدة لا تعرف عنها شيئا، ومستقبل مخيف ومجهول
لا هي قادرة على العودة إلى ما كانت عليه ، ولا على المضي فيما كانت تطمح إليه.
-
soumia kartitطالبة باحثة بسلك الماستر، تخصص الجيوماتية وتدبير التراب، رسامة وكاتبة هاوية..
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
مقالات مرتبطة بنفس القسم
إلهة الأبجدية والإبداع
عزيزتي .. عزيزي.. منبر كلاود.. منبر جديد ., يسعدني أن أنشر به ويسعدني متابعتكم لكل المقالات به.. كما دعمتموني دومًا ادعموا ها الموقع العربي المؤثر .."بينما يتأوهون.. يسرقون.. يجيدون الفوتوشوب.. هاهاهاوحدي.. سر نبضه .. بهجته عبر الأكوان.. العوالم.. العصوروحده .. عشقي فاكسين..سموم شيخوخة قلوبكم الكاذبة..بلحظاته
الخلاص
الخلاصقصة قصيرةفي ليلة موحشة وفي إحدى القرى التي لا يكترث لمآسيها أحد وفي سنوات الحرب واليأس كان الليل يوشك أن يرحل بعد عناء طويل عندما سقط رأس الأم على صدر زوجها من التعب والإرهاق ، ثلاثة أيام بلياليها وهي تضع
وتوالت الذكريات
قصة قصيرة /وتوالت الذكريات بقلم:حسن غريب أحمدكاتب وناقد مصر__________________________________قالت له ذات يوم : ولدى لا تغادر .. أنت جسر البيت .. نظر إلى الأفواه الجائعة فى الخارج .. كانت حبات المطر ترسم شكلاً ما فوق النافذة .. المدفأة تصدر شخيراً مخيفاً
