بحث تحنيط بقلم د.م جمال ندا صالح السلماني - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

بحث تحنيط بقلم د.م جمال ندا صالح السلماني

بحث تخرج

  نشر في 21 غشت 2023 .

الاهداء

اهدي هذا البحث للاستاذ العزيز د.م جمال ندا صالح السلماني واهدي هذا البحث لوالدي العزيز و الدتي الغالية و لكم الشكر و التقدير.

الاية القرأنية

بسم الله الرحمن الرحيم

(( وَيَوْمَ يَحُشُرُ كَأَن لّمُ يَلبَثُوَاْ إِلاَّ سَاعَةً من آلنهَّاَر يَتَعَارَفُونَ بَيُنَهُم قَدْ خَسِرَ آلَّذيِنَ كَذَّبُواْ بِلِقَآءِ آللهِ وَ مَا كَانوُاْ مُهْتَديِنَ ))

صدق الله العظيم

سورة يونس اية (45)

المقدمة

الحقيقة في هذا البحث المختصر عن التحنيط في مصر القديمة و اشتهارها به , ان التحنيط سر من اسرار التي احتفظ بها القائمون على عملية التحنيط و لم يبوحوا بأسرار تلك المهنة إلا إلى المقربين منهم غير ان ذلك السر لم يستمر حتى النهاية اذ تمكن الباحثون المحدثون من التعرف على معظم اسرار التحنيط من خلال ثلاث مصادر هي 1- معلومات كتابية اصلية تركها المصريون القدماء , وان كانت قليلة جداً و متناثرة هنا و هناك .

2- سجلات الكتاب والمؤرخون الكلاسيكيون الذين زاروا مصر في اواخر عهود ازدهارها , ودونوا عن ما شاهدوا وسمعوا عن التحنيط .

3- المعلومات القيمة التي قدمها لنا العلم الحديث عن طريق التحنيط و المواد والعقاقير التي استخدمت فيه بالاطلاع على الجثث ( المومياءات ) المحنطة و تحليلها كيميائياً و العثور على بعض الأدوات و العقاقير التي كانت تستخدم في التحنيط.

سنحاول في هذا البحث المختصر في المبحث الاول بالتحنيط لغة ومصطلحا و اسباب التحنيط و انواع التحنيط والمبحث الثاني خطوات التحنيط و المواد التي تستخدم بالتحنيط و فئة المحنطين و خاتمة البحث .

المبحث الاول

اولاً : التحنيط لغة و مصطلح

(( الحفاظ على الجسد )) هو أقرب التعبيرات دقة لما يصنعه المحنط و ينفذه على الجسد من معالجة طبية. وقد شاعت بين علماء المصريات كلمات كثيرة تغطى تعبير الحفاظ على الجسد ولكن هذه الكلمات لم تكن دقيقة حقاً !

من أقدم الكلمات التي اطلقت على علم الحفاظ على الجسد هي الكلمة المصرية القديمة (( وت)) او (( وتى)) و هي كلمة ظهرت منذ بدايات الكتابة المصرية القديمة و تكونت من رمزيين صوتيين (اي حرفي هجاء ) - الواو و التاء - بالأضافة إلى رمز تصويري غامض لم يستطع علماء اللغة تفسيره إلا أنه أقرب لأن يكون بيضة وأراد المصريون بهذه الكلمة وصف مرحلة و احدة فقط من خطوات الحفاظ على الجسد ألا وهي التكفيين أي لف الجسد بلفائف الكتان حيث إن ((وت)) او ((وتى)) في قواميس اللغة المصرية القديمة تعني (يكفن – يلف اللفائف ) , و الكلمة الثانية لاتنية و هي كلمة mummification والتي اشتقت من كلمة ((مومياء)) أو ((مومياء)) ولايزال البعض يعتقدون خطأ أنها مشتقة من كلمة عربية معتبرين أن (( مومياء)) كلمة عربية خالصة.

ولكن هذه الكلمة مشتقة من أصل فارسي والتي تعني (( أسود اللون)) لأنهم في القرن الخامس ق.م لاحظوا أن ألأجساد تحولت بعد تحنيطها إلى اللون الأسود .

و من الكلمات التي شاعت أيضاَ الكلمة الإغريقية embalming أي إغراق الجسد في البلسم وهي مادة شاع استخدامها في العصر الإغريقي في تحنيط الأجساد أي أن الكلمة هنا أطلقت على المادة المستخدمة في التحنيط أما أشهر الكلمات على الإطلاق فهي ((التحنيط)) و هي كلمة عربية اشتقت من كلمة ((الحنوط)) و هي مواد الحفظ التي كانت لها خاصية عطرية و استخدامها المحنط العربي في دهن النعش و الجسد مثل العنبر و المسك و الكافور , و من كلمة الحنوط جاءت لفظة (( الحانوتي )) و هو الشخص الذي يقوم بدهن النعش و الجسد .

ولاتزال كلمة الحانوطي تعيش في لغتنا الدراجة في مصر بعد أن أصبحت الطاء تاء وأصبحت تطلق كلمة ((الحانوتي)) على الشخص الذي يقوم بغسل الموتى و تحضير النعش.

ثانياً : أسباب التحنيط

يعرف التحنيط بصورة عامة على انه الطريقة التي يتم بها الحفاظ على الجسم من التلف و التفسخ , أما الجسم المعالج بالتحنيط فيطلق عليه مصطلح (( مومياء)) من باب اطلاق الجزء على الكل .

وبحسب ما متوفر من ادلة اثارية مادية و كتابية فأن السبب الرئيسي الذي دفع المصرين القدماء الى اختراع التحنيط هو عقديتهم بوجود حياة ما بعد الموت , و هذه الحياة مرهونة ببقاء الجسم سالما من التلف و التفسخ في القبر , بمعنى أن سلامة الجسم ألهيكل من التفسخ هو الضمان لعودة الروح إليه مرة أخرى .

فما هو ذلك الفكر العقائدي الذي يربط بين شرط بقاء الجسم سالما بعد الموت و بين عودة الحياة إليه مرة أخرى في القبر ؟

يتمثل ذلك الفكر في مصر القديمة في الاعتقاد بأن الإنسان يتألف بصورة رئيسة من ثلاثة عناصر هي , 1- الجسم .2- القرين (وتعرف بالمصرية القديمة ((بالكا)).3- الروح (وتعرف بالمصرية القديمة بـ((الباء)) طبعا يقصد بالجسم هنا جسد الإنسان , وهو العنصر المادي الذي يحوي بداخله خاصية قبول عوامل الفناء و التحليل , أما ((الكا)) أو القرين فأنه وفق العقائد المصرية القديمة بأن كل أنسان يأتي إلى الدنيا تتبعه صورة مرئية (غير مادية ) تستقر في جسده عند مولده , وهذه الصورة تشبه صاحبها تماماً , وبصورة أخرى يمكن القول إنه هذه الصورة عبارة عن النسخة الثانية للشخص تستقر في جسده منذ الولادة , و القرين ( الكا) في نظر المصريين هي القوة الحيوية الكامنة في كل فرد , وهي التي تنجب له الأبناء , و هي أيضاً الملاك الحارس الذي يحمي إلانسان في أثناء حياته و بعد مماته .

ثالثاً : أنواع التحنيط

ذكر هيرودوت في كتابه عن مصر (الجزء الثاني ) أن طرق التحنيط تنوعت في مصر طبقا لاختلافه الطبقات الاجتماعية ومدى الثراء . وأشار إلى أن هناك ثلاث طرق رئسية , يعرضها رئيس المحنطين على أسرة المتوفي في شكل (( ثلاثة موديلات خشبية )) وعلى أهل المتوفي أن يختاروا أحدها طبقاً لما يتناسب مع طبقتهم الاجتماعية .

اولاً : ( النموذج الكامل )

يقوم فيه المحنط بتطبيق كل خطوات التحنيط كاملة مع استيراد مواد التحنيط عالية الجودة من لبنان و سوريا و اليونان و الصومال و تبدأ هذه الطريقة باستخراج أنسجة المخ من الفتحة المصفوية ثم استخراج باقي الأحشاء.

ثانياً : (نموذج الطبقة الوسطى )

ويتم استخراج الأحشاء بتحليلها عن طريق حقن الجسد بحقنة شرجية مملؤة بزيت الأرز ثم يحقن الجسد بعد ذلك و يتم دهنه و لفه بلفائف الكتان . و تختلف هذه الطريقة عن سابقتها في عدم الاهتمام بالحفاظ على أعضاء الجسد الداخلية وإنما يحللها عن طريق الحقنة الشرجية و أيضاً يستخدم المحنط مواد محلية بديلة مثل زيت الخروع .

ثالثا : (تحنيط الفقراء )

في هذه الطريقة لا تستخرج أحشاء المتوفي و لا مخه ولكن التحنيط يقتصر على تجفيف الجسد و دهنه بالدهون و لفه باللفائف .

المبحث الثاني

اولاً : خطوات التحنيط

بانسبة آغلاها ثمناً و على الأغلب هي خاصة بالملوك و حاشيتهم , و أصحاب الأموال الكثيرة . وفي هذة الطريقة كان المحنط يبدأ بالدماغ , حيث يسحب المخ من جوف الدماغ بواسطة قطع معقوفة ( خطافاً) من الحديد , فيدخل المحنط تلك القطعة الحديد , فيدخل المحنط تلك القطعة الحديدية أو ما تسمى بالخطاف في المنخرين ثم يخرج ما يستطيع إخراجه من المخ , و ما يتبقى من المخ فيستأصلونه بواسطة عقاقير يقذفوها في جوف الجمجمة مثل نبيذ البلح و غيره من المواد الحامضية او حتى الماء , و لم يذكر لنا هيرودوتس انواع تلك العقاقير . وهناك طريقة أخرى للتعامل مع المخ , إذ يقوم المحنط بفتح الجمجمة من المقدمة و يستخرج المخ منها مباشرة . وقد أثبتت ألأبحاث العلمية من الحديثة ان قطع الحديد المعقوفة كانت تسحب المخ من الخياشيم مخترقة طبقة العظم من فوق التجويف الأنفي حيث تحدث ثقباً قطره سنتيمترين تقريباً , وعن طريقه يخرج المخ مندفعاً بفعل السوائل المذيبة التي يتم قذفها في جوف الجمجمة من خلال فتحة الانف , اما محتويات الجوف ( البطن ) فإن المحنطين الخاصين بهذا الجزء يقومون بفتح البطن من الجانب الأيسر حجرها حاد جداً كان يستورد من الحبشة ( اثيوبيا ) و بعد ذلك يستخرجون الأحشاء كلها الموجودة في البطن و الصدر ما عدا القلب (مركز الروح و العاطفة ) , وبذلك لا تبقى في الجسد أية مواد رخوة قابلة للتعفن بسهولة , بعد ذلك ينظفون الجوف من بقية الفضلات عن طريقة غسله بنبيذ التمر , اما العملية التالية فهي ذلك الجوف بمواد مججفة كالمر النقي و القرفة , بعدها يحشر الجوف بلفائف الكتان المشبع بالراتنج و نشارة الخشب , ومواد معطرة , ولم يذكر هيرودتس اسم هذه المواد , لكن تم معرفتها من خلال التحاليل الكيميائية الحديثه .

و بعد هذه العمليات تخاط الفتحة التي استخرجت منها الأحشاء , ثم يتم غلق فتحات والفم و العينين والأذنين بمادة تبين من خلال الأبحاث الكيميائية الحديثة أنها مادة شمع العسل , و بعد كل ذلك يتم وضع الجثة في حوض مملوء بسائل النطرون مدة سبعين يوم , ولا شك أن هذه العميلة الأخيرة كان القصد منها هو تجفيف الجسد تماما من كل ذرة مياة موجودة فيه , فضلا عن تخليصه من كل المواد السائلة ( الدهون) التي تسبب التحلل و التفسخ , و بعد انقضاء السبعين يوم ترفع الجثة من الحوض و يتم غسلها من الخارج , ثم تدهن بمادة الراتنج السائل المر , و مسوح أخرى مثل زيت الزيتون أو زيت خشب الأرز و القرفة و غيرها , و أحياناً يتم تلوين الشفاه و الخدود بلون احمر , و مواد تجميلية أخرى و القصد منها جعل المومياء تشبه إلى أقصى حد حالتها الطبيعية , ثم بعد ذلك تأتي العملية الأخيرة و هي لف الجسم كله بلفائف من الكتان مغمورة في مادة الصمغ كي تلتصق مع بعضها عند لف الجسد بها , و هذه اللفائف أحيانا تكون طويلة قد تصل الى مئات الأمتار الغرض منها منع الرطوبة في القبر من الوصول إلى الجثة و بالتالي لا يحدث التعفن .

و بعد نهاية ذلك كله تسلم الجثة الى أهلها , وهم بدورهم ينقلونها في صندوق خشبي مصنوع على هيئة إنسان لينتهي به المطاف أخيراً في القبر المخصص له , و بانسبة للمخ و الأحشاء الداخلية التي انتزعت من الجسد فإن هيردودتس وديودورس لم يخبر اننا بشيء عما يفعل بهما , لكن تم معرفة ذلك من خلال المشاهدة العينية , و التحاليل العلمية التي اجريت على الجثث المحنطة , و في ضوء ذلك فإن تلك الأحشاء كانت تنظف بملح النطرون و مواد حافظة أخرى و مواد عطرية , و بعد أن تجف يتم لفها بالكتان , ثم توضع في أربعة جرار أو أوان مصنوعة من حجر الرخام أو الكلس أو من الفخار , و تكون أغطية هذه الأواني في أغلب الأحيان على هيئة رؤوس أبناء الإله حورس (الاله الصقر) الأربعة , و هم الهة أيضاً من أجل حراسة تلك الأعضاء , و هم كل من الاله (( أمسيتي أو أمست )) برأس إنسان لحراسة الكبد و ((جى اوجابي )) برأس قرد لحماية الرئتين و ((دواموتف )) برأس ابن آوى لحراسة المعدة و (( قبحسنوف )) برأس صقر لحراسة الأمعاء و كانوا يضعون هذه الأواني في القبر بجانب التابوت , و لحرصهم على هذه الأحشاء لقد كانوا أحيانا يلفونها و يضعونها بين لفائف الجثة .

ثانياً : المواد التي تستخدم بالتحنيط

يضم متحف التحنيط بالأقصر تسع عينات من المواد التي استخدمها المحنط وهي :

1- عينة من نشارة الخشب العطري ( من الصنوبر و العرعر ), عثر عليها بمقبرة (ابى) بالدير البحري وترجع للقرن العشرين ق.م .

2- دهن عطري من القرن الثامن ق.م عليه بسقارة.

3- راتنج ( سائل طبيعي من الآشجار ) عثر عليه بتابوت (ورت) ويرجع للقرن العشرين ق.م .

4- راتنج من أحد مواقع الحفائر بإدفو و يرجع للقرن الثالث و العشرين ق.م .

5- خليط من الزفت و الراتنج و يرجع للقرن الثامن ق. م.

6- بقايا مواد عطرية عثر عليها بمقبرة الجنرال (أمون تف- نخت) و ترجع للقرن الخامس ق .م.

7- لفافة كتان تضم بداخلها ملح النطرون و عثر عليها عالم الآثار الآمريكي ونلوك بالدير البحري و ترجع للقرن الخامس عشر ق.م .

8- زيت التربنتينا ( تم استيراده من جزر كيبوس باليونان )و عثر عليه في أحد التوابيت رهينة بالبدرشين .

9- عينة من ملح النطرون و طبقاً للبرديات المتبقية و التي تتعلق بالتحنيط ( بولاق – اللوفر 5158 – ابهرست 125 وغيرها) و المواد التي حفظت داخل الأجساد و تم فحصها في أواخر القرن التاسع عشر و العشرين , فمن الممكن ان نقسم المواد التي استخدمها المحنط المصري القديم إلى ست مجموعات :

اولاً : الماء استخدمه المحنط كمادة تطهير : معنويا بهدف إعادة الميلاد ومادياً بهدف إزالة الأوساخ المتعلقة بالجسد .

ثانياً : ملح النطرون : عنصر أساس يساعد على التجفيف و استخلاص المياه و السوائل و هو مخلوط ملحي يتكون من (كربونات / بيكربونات / كلوريد / وسلفات الصوديوم ) و كربونات الصوديوم تعمل كمججف يسحب المياه من الجسد و في نفس الوقت تدفع و تكون بيكربونات الصوديوم الـ ((فيجوسايت)) أي البلعم أو الخلية التي تبلع الأجسام الغريبة و البكتريا و استخراج الملح من ثلاث مناطق رئيسة في مصر و هي وادي النطرون و الكاب بإدفو و نقراش بالدلتا .

و المعروف أن كلمة نطرون مشتقة من كلمة مصرية قديمة و هي نشر أي الشيء المقدس إشارة إلى قداسة هذا الملح عند قدماء المصريين و هناك كلمة أخرى مصرية أطلقت على الملح و هي بدى .

ثالثاً : مواد ذات رائحة طيبة

تضم في تكويناتها مواد قابضة و حامض الدهيد السيناميك أو زيوتاً طيارة , و كان الهدف منها طرد الحشرات و الروائح الكريهة منها :

1- قشر جذع شجرة القرفة و كان المحنطون يحضرون منه نوعاً من الزيوت ذكر ببردية رايند المحفوظة بالمتحف البريطاني .

2- السائل المستخرج من نبات المر و يميل لونه إلى الأصفر و قد استورده المصريون من الصومال .

3- الكندر((اللبان الدكر)) و هو السائل الصمغي الذي يميل للصفرة و يستورد من الصومال أيضاً و قد أشارت بردية بولاق 3 بالمتحف المصري إلى أن رأس المومياء كان يدهن باللبان الدكر و ذكرت تركيبات هذا الدهان .

4- ثمرة شجرة السنط .

5- سائل مستخرج من شجرة المستكه و كان يجمع و يجفف , و يتميز هذا السائل بالرائحة العطرة .

6- البصل و قشره .

7- لب خيار الشنير ذو اللون الأسود , و يحتوي على زيوت طيارة .

8- نشارة الخشب العطرية .

رابعاً : المواد الصمغية

هي عبارة عن نوعيين : أ- الراتنج الصمغي و هو مستحلب طبيعي يؤخذ من أشجار الصنوبر و العرعر و كان هناك راتنج محلى ينتج في مدينة قفط بصعيد مصر (مذكور في بردية بولاق ).

ب- شمع النحل و كان يستخدم في إغلاق فتحات الجسد .

خامساً : الزيوت و الدهون وتضم هذه المجموعة

1- زيت التربنتينا , و كان يستورد من اليونان .

2- زيت الأرز و استخرج من حبات شجر العرعر بعد نقعها في الدهون الحيوانية (أوضحت بردية ليدن 344 أهمية عندما شح من ألأسواق في عصر الأنتقال الأول ).

3- زيت الخروع و استخدم بديلاً عن زيت الأرز .

4- دهن الثور و كان يغلى و يصب داخل صندوق الجمجمة و على السطح الخارجي للجسد ( أشارت مقبرتا جحوتى و انتف بالبر الغربي بالاقصر إلى نوع من الدهون سمى (( دهن تحنيط المومياء )) ).

سادساً : نبيذ البلح

اعتبره المحنطون من المواد المعقمة و قد استخدم في تنظيف الفراغين الجمجمي و البطن و في تنظيف اليدين قبل وضعها داخل الجسد , هو عبارة عن عصارة تؤخذ من شجرة النخيل و يحتوي على 14% كحول إثيلي .

و هذه المجموعات السته لايقاف تحليل الجسد و ازالة انسجة الدماغ الرخو وتذويب الدهون حتى لا يتعرض للتعفن حتى لا تسمح بدخول البكتريا .

ثالثاً : فئة المحنطين

حسب ما ذكر هيرودوتس و ديودورس الصقلي , بالاضافة الى ما عثر في مصر من اثار كتابية و مادية عن التحنيط فإن الذين اختصوا بالتحنيط فئة خاصة من الكهنة كانت تتعلم و تتوارث هذه المهنة من الآباء و الأجداد , وكان المحنطين رئيساً يشرق عليهم هو أكثرهم خبرة و درايه بعملية التحنيط , و يذكر ديودورس إن هذا الرئيس هو الذي يتعامل مع أهل الميت في تحديد تكلفة تحنيط الجثة , بحسب نوع الطريقة التي يرغبون بها , هل هي الطريقة الاولى ام الثانية ام الثالثة التي سبق ذكرها , وبعد الاتفاق تسلم الجثة للمحنطين للقيام بعملية التحنيط .

وكان اولئك المحنطون يتقاسمون الاختصاصات في عملية التحنيط , فبعد ان توضع الجثة على مكان مرتفع فوق الأرض كأن تمدد على سرير أو ما شاكله يبدأ رئيس بوضع علامة مميزة على خاصرة الجثة تكون هي الموضع الملائم لشق البطن ليأتي بعده محنط أخر مختص بشق الخاصرة فيشقها في المكان الذي علمه الرئيس , ثم يضع يده في الجوف و يستخرج الاحشاء الداخلية , ثم يأتي محنط أخر ليستخرج الكليتين , وآخرون يستخرجون المخ , و هكذا تبدأ عملية التحنيط أما المكان الذي كانت تتم فيه عملية التحنيط فيبدو انه كان في معبد خاص يسمى معبد التحنيط , ويوجد في هذا البيت او المعبد جميع الأدوات اللازمة لعملية التحنيط مثل المواد والعقاقير الطبية , و الالات الحادة كالمساطر و السكاكين , بالاضافة الى الحبال و الاحجار وانواع الزخرف و الحلي و غيرها . ويقسم هذا المعبد الى باحات او اقسام , فالقسم الاول كان يسمح لاقارب المتوفى بالدخول فيه للاتفاق مع رئيس المحنطين على طريقة التحنيط و تكلفتها , اما القسم الثاني فهو خاص بالمحنطين , اما الثالث فكان معدا لتسليم الجثة المحنطة الى ذويها , ومن خلال الرسوم و التصاوير المصرية القديمة التي توضح عملية التحنيط فإن المحنط كان يلبس قناعا على هيئة راس ابن اوى اثناء عملية التحنيط مع ترديد بعض الصلوات و الادعية .

الخاتمة

ان التحنيط هو الحفاظ على الجسد و نستنتج منها ما يلي : -

1- نرى معنى التحنيط هو الحفاظ على الجسد هو اقرب التعابير , هناك اعتقاد ان كلمة مومياء جاءت من اللغة المصرية القديمة تعني يكفن يلف اللفائف و الكلمة اللاتينة و هناك اعتقاد خاطىء ان المومياء جاءت كلمة عربية خالصة.

2- ان السبب الرئيسي الذي دفع المصريين القدماء الى اختراع التحنيط هو عقديتهم بوجود حياة ما بعد الموت و الحياة مرهونة ببقاء الجسم سالما من التلف و التفسخ في القبر لضمان العودة الروح اليه مرة اخرى.

3- هناك ثلاث انواع للتحنيط تنوعت في مصر طبقا لاختلافه الطبقات الاجتماعية و مدى الثراء .

4- هناك خطوات للتحنيط الطبقة الاولى الاثرياء تشمل خروج المخ و البطن و بقاء القلب .

5- من المواد التي تستخدم بالتحنيط اولها الماء للتطهير معنويا و لازالة الاوساخ و ملح النطرون ثانيا و مواد ذات رائحة طيبة ثالثا و المواد الصمغية و خامسا الزيوت و الدهون والسادسة نبيذ البلح .

6- ان فئة المحنطين لم يكونوا اطباء او عندهم الالمام بالطب و كان مقتصر عملهم على التحنيط و الدفن و كانوا مكروهين في المجتمع بسبب ارتباطهم بالموت و تشريح الجسد المكروه اذيته عندهم .

الملاحق و الصور

المصادرو المراجع العربية

1- احمد صالح, التحنيط فلسفة الخلود في مصر القديمة , ط1, (القاهرة : دار الشؤون الثقافية العامة , 1986).

2- ادولف ارمان و هرمان رانكه , مصر و الحياة المصرية في العصور القديمة ,تر : د. عبد المنعم ابو بكر و محرم كمال ( القاهرة : مطبعة النهضة المصرية , د. ت).

3- اسامة حسن , مصر الفرعونية(القاهرة , 1988).

4- حسن كمال , الطب المصري القديم , ط2, (القاهرة : مكتبة مدبولي ,1996).

5- رانيا الهاشم , قصة و تاريخ الحضارات بين الأمس و اليوم (مصر) (بيروت ,1999).

6- سليم حسن , مصر القديمة ( القاهرة , 1992),ج2.

7- طه باقر , مقدمة في تاريخ الحضارات القديمة ,(بغداد : دار الشؤون الثقافية العامة ,1986).

8- فيليب فاندنبرغ , لغة الفراعنة , تر : خالد أسعد عيسى و احمد غسان سبانو ( دمشق , 1982).

9- محمد ابراهيم بكر , صفحات مشرقة من تاريخ مصر القديم ( القاهرة : مطابع هيئة الاثار, د.ت ).

10- محمد الخطيب , مصر ايام الفراعنة , ( دمشق : دار علاء الدين للنشر ,2007).

11- محمد ابو المحاسن عصفور , معالم حضارات الشرق الادنى القديم ,(بيروت : دار النهضة العربية للطباعة و النشر , 1987).

12- نيقولا جرمان , تاريخ مصر القديم , ط 2,(القاهرة : دار الفكر للدراسات و النشر و التوزيع ,1993).

13- هارفي بورتر , موسوعة مختصر التاريخ القديم , ط 1,(القاهرة : مكتبة مدبولي , 1991).

14- يوليوس جيار و لويس روبير , الطب و التحنيط في عهد الفراعنة , تر : انطون زكري (القاهرة : مطبعة السعادة ,1926).

المصادر الاجنبية والمجلات العلمية

1- التحنيط في مصر القديمة (لماذا و كيف ) , مجلة (مجلة كلية الأداب ) , العدد 104, (بغداد ,د.ت).

2- 8(London , 1958) ,p . 955 Encyclopedia.B.r .,vol .


  • 1

   نشر في 21 غشت 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا