كنت أتحدث عن زيارتي الأخيرة لإيران، دلفت إلي تاريخهم فإذا بمحدثتي تفاجأني بخبر صاعقة:
-هل تعلمي عفاف أن الساسانيين الآريين الإيرانيين نسخوا حضارة أشور العراقية ؟
-كيف هذا ؟
-هذا ما وقع في بدايات الألفية الميلادية الأولي، تأملي جيدا أثار الساسانيين و أشور و ستكتشفين بنفسك تزويرهم للحقيقة.
-أختي الكريمة من السهل جدا إدعاء مثل هذا الكلام، إلا أننا في حاجة إلي أدلة دامغة و رأي حصيف في الموضوع، إعترضت عليها.
-بلي، بلي هذه هي الحقيقة. إحتجت.
-كل حضارة تأخذ من سابقتها، أليس صحيح هذا ؟
-نعم لكن ليس بالشكل الفاضح المشهود في إيران.
-رائع أنت إذن وقفت بنفسك علي هذه المشاهد الأثرية ؟
-ابدا لكن هذا الإحتمال...
قاطعتها بحزم :
-أنت تتكلمين عن إحتمال ؟
-طيب أعطيك مثال واحد.
-تفضلي ؟
-هل رأيت الثور المجنح و له رأس إنسان علي جسم ثور ؟
-نعم.
-ألم تلاحظي شدة التطابق بين التمثالين لدي الأشوريين و الساسانيين ؟
-بلي لكن هل هذا هو مثالك الوحيد ؟
-إنه الأهم.
-معذرة لكن لا نبني نظرية تاريخية علي مثال واحد. ظهور الأشوريين كان مبكر جدا في 2012 قبل الميلاد بينما جاء الساسانيون يزاحمون الحكم البارتي في 242 بعد الميلاد، مسافة شاسعة بين الإثنين و لا ننكر تأثرهم بحضارة اشور، هذا و الحدود كانت متحركة آنذاك.
-لم تقنعيني، ردت علي الأخت الكريمة.
-كما أنت من جانبك، تبدو حججك ضعيفة.
-المهم أن الكل يدين إلي حضارة الفراعنة التي هي الأعظم من الكل.
إبتسمت و لم أعقب، صراحة لم أكون مستعدة للخوض في موضوع لا أقدر عليه.
22/03/2017
www.natharatmouchrika.net
-
نظرات مشرقةروائية و قاصة باللغة الفرنسية مناضلة حقوق إنسان باحثة و مفكرة حرة