دروس تعلمتها من الحياة عن السعادة، النجاح قد تفيدك !
عن السعادة، النجاح، الفشل، الإدراك، السلام، الشعور بالرضى
نشر في 08 غشت 2016 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
لأننا نكتب لنتذكر ، ونكتب لنفيد و نستفيد، أحببت أن أدون بعض الدروس عن النجاح، السعادة، الأهداف، التي تعلمتها من تجربتي الخاصة، من الممكن أن تشاركني أو تختلف معي في بعضها.
1 - قم بتحسين إدراكك و ذكائك
العمل فقط لن يأخذك إلى مكان ما، فقط العمل الصحيح و التواجد في المكان الصحيح هو ماسيجلب لك الأمور الصحيحة في حياتك ولكي تحدث الأمور الصحيحة ستحتاج للعمل بشكل دائم على تحسين الإدراك و الذكاء. النجاح و الفشل ليس سوى أحداث صغيرة في هاته الحياة، لا تجعل معنى حياتك يختزل في أحداث صغيرة عابرة، لا تجعل النجاح غايتك التي ستقف عندها، كما لا تجعل الفشل حائطا يوقف مسيرتك. فقط تعلم من كل تجربة، واستمر في عمل الأشياء الصحيحة!
2- تولى مسؤولية حياتك
كل ما يحدث من تجارب محسوسة يبدأ أولا من داخلك، النور و الظلام، الألم و المتعة، الفرح و البؤس، كل هذه المشاعر تحدث داخل نفسك. إذا بما أن كل هاته الأمور تحدث في نفسك فمن يتحمل مسؤولية كيفية حدوثها ؟ إنه أنت وليس شخصا آخر !! إذا تحكمت في الداخل فإنك في الطريق الصحيح للتحكم بكل حياتك.
ربما لا علاقة لك بالأحداث الخارجية و ما يقع من أشياء إيجابية أو سلبية لكن لديك كامل التحكم في كيفية التعامل معها.
3 - أن تدرك دائما أنك ميت
هذه الحياة هي أغلى ما تملك، وهي تحدث لك بهدف و غاية ما، ولا تحدث عبثية، يجب أن تولي لها و لكيفية حدوثها بعض الأهمية. أنا و أنت أيامنا في هاته الحياة مهما طالت فهي معدودة، أتمنى للجميع حياة طويلة طيبة!
إذا لا تأخذ حياتك على أنه أمر عادي، غدا حينما تستيقظ بحول الله (علما أن الآلاف في هذا العالم قد لا يستيقظون)، فقط أنظر إلى السماء و ابتسم لأنك ومن تحب لا زلتم على قيد الحياة، أليس هذا أمرا رائعا
المشكلة هو أننا نعيش على فكرة أننا لن نموت ولو أننا نؤمن بذلك حقا، لكننا لا ندركها حق الإدراك يوميا. كم من الأوقات في اليوم تتذكر و تدرك أنك ستموت، إذا كنت تدرك هذا هل سيكون لديك الوقت لتجزع، لتقاتل شخصا، لتقلق بخصوص المستقبل، أو لتعمل شيئا سلبيا بحياتك، لن يكون لديك الوقت إلا لعمل ما تراه ضروريا و لازما لمدتك المتبقية في الحياة.
تذكر الموت ليس سلبيا بقدر ما يضيف قيمة حقيقية لحياتك، إذا كنت غير ميت فإنه لن يكون لديك دافع لتقوم بشيء !!
4 - لاتكن جادا كثيرا !
إضافة إلى الأمور الجادة الكثيرة التي تقوم بها، للحفاظ على عملك و تحقيق أهدافك و العلاقة بمحيطك، قم ببعض الأشياء البسيطة للحصول على قليل من الراحة.
إذا بدأت في الاعتقاد بأن ماتقوم به مهم جدا، فأنت في حاجة إلى عطلة برتراند راسل
العطلة هنا لا تعني السفر و الإستجمام بل تعني أخذ وقت يومي للراحة و نسيان الأمور الجدية، كأن تهتم بمن حولك، تستمتع ببعض الأعمال الروحية كالصلاة و الدعاء، تقرأ كتابا، تشاهد فيلما، تستمع لبعض الموسيقى..
الجدية تتبلور من الاعتقاد الشخصي بكونك شخصا مهما، لكن صدقني فأنت مثل حبة رمل في هذا الكون، وإذا حدث و أن اختفيت غدا من الوجود فلن يفتقدك العالم، فقط من يحبك سيفتقدك ثم تعود الحياة لمجراها الطبيعي !
لا يهم ما يقوله العالم بخصوصك و لا يهم ما قدمته للعالم، الحقيقة الوحيدة هو أن العالم سيستمر بخير بدونك، كن من كنت، لو أدركت هاته الحقيقة فلن يكون هناك سبب للمبالغة في الجدية.
5 - عن الخوف وقوة التخيل
الخوف يحدث غالبا بفعل التخيل الكبير و رسم سيناريوهات محتملة الوقوع عند عمل الخطوات اللازمة في السعي نحو النجاح و السعادة. مايحدث في خيالك و عقلك يحدث في آلاف الصيغ وكل هذه الصيغ أو %99 منها لا يحدث في الواقع.
الخوف هو عبارة عن فيلم رعب أنت المخرج فيه الفرق الوحيد هو أنك لن تتقاضى عليه أجرا سادجورو
الخوف هو عبارة عن تخيل أشياء لا توجد أصلا، إذن فلا يمكنك التغلب عليه، أستمتع بالخوف كما لو كنت تستمتع بأفلام الرعب. كحل للمسألة جرب أن تستلقي و تستعمل قوة خيالك لإخراج أفلام سعيدة، كقصة حب أو فيلم تشويق أو فكاهة، كفى من الأفلام المزعجة فهي مملة، هذا لا يعني أن الأفلام الممتعة ستحدث في الواقع لكن على الأقل ستكون قد ربحت الفائدة و المتعة !
إذا كنت غير قادر على الاستمتاع بما يحدث في العالم فاستمتع بما يحدث في مخيلتك. ليس كل البشر قادرين على ذلك !!
6 - لا تقارن نفسك مع أي شيء
طريقة تفكيرك تتشكل ويتم صقلها بطريقة تفاعلك مع ما يجري حولك و مع ما تدركه بحواسك الخمسة. ما يتصوره عقلك من أفكار هو منظورك الخاص للحياة، وهو لا يشكل حقيقتك الكاملة.
لكل كائن على هذه الأرض منظوره و تصوره الخاص. أهدافك و طموحاتك في الحياة ستزداد بتحقيق المزيد، إذا كنت جائعا فهدفك الأساسي الآن هو الأكل ولن تفكر في أشياء أخرى. لكن حالما تملئ بطنك، ستظهر أمامك العديد من القضايا و المشاكل و الأهداف. إذن فالطبيعة البشرية مهما صنعت سترغب بالمزيد مما هي عليه الآن ، مايجعل رغباتنا غير محدودة وقد تقودنا العملية إلا الجنون و فقدان البوصلة.
إذن لا تحصر نفسك في شخصية أو هوية محددة أو هدف أو مشروع معين و لا تقارن نفسك مع أي كان، و ستفتح لك الحياة ذراعيها الحياة.
7 - أصلح نفسك داخليا لتحصل على المتعة
إذا كان هدف و دافع الإنسان الدائم في الحياة هو الحصول على المتعة و المنفعة، فلماذا سرعان ما نحصل على أحاسيس أخرى كالملل، الاكتئاب، البغض ..
هذا لأننا نحاول دائما إصلاح العالم و الأشياء الخارجية عوض أن نبدأ بإصلاح النفس البشرية أولا.
مع التكنولجيا و ما توصل إليه الإنسان حديثا استطعنا إصلاح العديد من الأشياء الخارجية، وتسهيل الحياة، وسهولة التواصل و الحصول على بعض الترفيه. لكن هل هذا جلب لنا الراحة و السلام الداخلي ؟
أكيد أن الجميع سيتفق بأنه لم يغير في ذلك شيئا بل زاد من تغربنا عن فهم أنفسنا و فهم من حولنا. و أعتقد أننا في الطريق لنصبح الجيل الأكثر راحة في التاريخ، لكن لا نستطيع أن نقول أننا الأكثر سعادة أو استمتاعا.
نحن نشتكي من كل شيء كما لم نشتكي من قبل، هذا لأننا أصلحنا العالم الخارجي فقط، حصلنا على الراحة لكن لم نحصل على السعادة.
8 - السلام الداخلي ضرورة و ليس أسمى غاية
السعادة و السلام هما شرطان لازمان للحياة لتزهر، لا تنتظر أن تصبح سعيدا عندما تحقق شيئا، يجب أن ينبع ذلك من إدراكك الداخلي و تحكمك في الذات، بحاجتك الدائمة للسلام الداخلي.
جودة حياتك لا تتعلق بعملك، ملبسك، سيارتك، أسرتك بل بتحكمك في كيفية إحساسك باللحظة. إذا كنت أو كنت تضعين شروطا و أهدافا مستقبلية ، زوجي لابد أن يكون هكذا، زوجتي لابد أن تكون هكذا، لتصبح سعيدا فصح نومك !
يذهب العديد من الأشخاص إلى الاعتقاد بأن السلام الداخلي هو أسمى أهداف الحياة، وهذا خاطئ لأنك إذا أردت الاستمتاع بأبسط شيء في هذه الحياة فستحتاج أن تكون في سلام، وإلا فلن تحقق شيئا و لن تقوم بخطوة إلى الأمام.
أن تكون في سلام دائم فهذا يعني أنك تستطيع التحكم في عقلك و في كيمياء جسمك و طاقتك ، وهذا هو الأساس الذي يجب أن نعلمه لأجيالنا. فالحصول على السلام الداخلي لا علاقة له بالعالم الخارجي و ما تحققه بل هو من أبسط المتطلبات.
فكر في الأمر كما لو كان العقل + الجسم عبارة عن حاسوب متطور جدا له لغة برمجته الخاصة التي علينا تعلمها. المشكلة هي في أن العديد من الأشخاص لم يكلفوا أنفسهم عناء الإمساك بالفأرة
مادمت قد وصلت إلى هاته النقطة و أنهيت المقالة، يسرني تعليقك و مشاركتي بعضا من أفكارك و تجاربك..
-
عبد الله العبُّوس - Abdellah El Abbousشريك مؤسس لمنصة مقال كلاود، وشركة خدمات الويب ديفين ويب - مهتم بخدمة الويب، المحتوى العربي الإليكتروني، القراءة، ريادة الأعمال - أنشر بين الفينة و الأخرى بعض الخربشات
التعليقات
الطريق المختصر للسعادة يبدأ من دخل الفرد و ليس في العالم الخارجي، وماسيحققه هو
مرتبط بإحساسه بالسعادة،
الشخص السعيد بطبيعته إنسان رائع وباستطاعته تحقيق مايريد،
أحساس الشكر والامتنان للنعم هو مفتاح الحصول على كل نعم الحياة الاخرى
التذمر و السلبية أبسط طريق نحو الشقاء
لذلك نصيحتي البسيطة لي ولغيري هي أن نخصص في كل يوم وقت خاص بالتأمل و الحديث مع النفس و لو عن طريق مونولوج داخلي ، المهم أن لا ننسى ذواتنا و أن نجيد التواصل مع أنفسنا و نعيد تنظيم قطعنا الداخلية قبل أن تتلفها الفوضى ، و حتى أوقات الصلاة و الذكر هي من بين الطرق التي تعين على ذلك
مودتي
تنمية الروح و الاهتمام بالشخصية و سلامة المعتقد...
كلماتك جميلة و تغدو أجمل إذا انتقل بها بها الفرد من ضيق التنظير إلى سعة التطبيق..
أما عني أنا..فأنا مازلتةأسعى لأكون..
بوركت و بورك قلمك^^