”الاكتئاب غضب لم يتم التعبير عنه.“جورج سانتايانا

من منا لم تجتاحه موجة اكتئاب حادة على حين غرة ادت به الى انعزال العالم ومافيه ،اظننا جميعا مررنابمرحلة لم نعد نطيق انفسنا فيهاوقررناخلالها مرغمين الانغلاق والركن في زاوية معتمة،منتظرين ايدي تنتشلنا وتسير بنا الى بر الامان،منا من تخلص من الشعور بنفسه انتفض وقرر الصمود ومنا من تطلبه الامر زيارة طبيب نفساني،اما من لم يتسنى لهم النجاة فقد اصبحوا ماض وفي طي النسيان تمكن منهم الاكتئاب وادى بهم الى اذية انفسهم واحيانا غيرهم كذلك.

الثقب الاسود هكذا يحلو لي تسميته،الفراغ المظلم الذي يستحوذ علينا ويجبرنا على الانطفاء فالذبول،نفقد من خلال الاصابة به الشغف حتى في الاستيقاظ صباحا ومقابلة العالم ،يصبح القيام بالاعمال العادية واليومية امر شاق وكانك تحمل ثقلا مضاعفا لذلك تجد نفسك تتجنبها فيصيبك الخمول الى اجل غير مسمى،ترى انك اصبحت بعيدا عن الاخرين وحين تتفقد دائرة الاصدقاء والعائلة تجدها شبه فارغة،وهنا تقل فرصة التمسك بالحياة اذ يجد المصاب نفسه وحيدا او هكذا يخيل اليه، ذلك لانه في وقت مضى قطع علاقته بالعالم الخارجي واقبع نفسه في دوامة القلق ،الاضطراب،والبكاء وعندما تتفاقم الامور ينصح المصاب بزيارة مختص للعلاج هنا تبدا رحلة الطريق المعبد بالاشواك ، اذ هنالك من يرى ان زيارة طبيب نفساني دليل على الاصابة بمرض نفسي والمتعارف عليه في مجتمعنا هذا ان من يستشيرون اطباء نفسانيين اقرب الى الجنون ويعانون خطبا ما من كونهم بحاجة الى التخلص من الشعور بالعزلة الذي اكتسحهم،اي انهم كغيرهم من المرضى العاديين ومرضهم هذا يتطلب الخضوع لمراحل علاج،لذلك نرى اغلب المصابين بمرض الاكتئاب يتفادون هذا الحل بسبب قسوة نظرة المجتمع لهم،المجتمع العقيم الذي غيب ضرورة التعامل مع هاته الفئة التي هي بحاجة الى المساعدة اكثر من غيرها فما ان يتمكن المرض منها وينتشر اذ يصبح من غير الممكن احتوائه وقتها سيفقد فرد اخر من منظومة السلم البشري المكون لهذا العالم ،تخيلوا معي مجموع الاشخاص اللذين كابدوا الامرين لوحدهم وانتهى بهم المطاف ان وضعوا حدا لحياتهم التي لم تعد تدر عليهم بالفائدة في نظرهم ،كان بالامكان انقاذ شخص من ثلاثة اشخاص وذلك كحد ادنى لو اننا مددنا يد العون.

اختلفت المعاير الان والحل في القضاء على الاكتئاب يكمن بداخل كل مصاب،نعم اذا قرر المصاب بانه يريد الاستمرار فبامكانه ذلك من خلال طريقة ناجعة ان لم تقضي على اكتئابه كليا فباستطاعتها التقليل منه،اومن خطر الاصابة به لمن هم على مشارفه.

هل سبق وان سمعتم عن مايسمى بعلاج التداوي بالكتابة؟ قد يبدو الاسم غريبا للوهلة الاولى لكنه فعال، معضلة المصابين انهم لايبوحون لذلك يتطلب الامر منهم حمل انفسهم  الى اقرب مكتبة  وابتياع مذكرة وان كان الامر سيكون صعبا قليلا، بعد ذلك سيجدون انفسهم يدونون مايختلجهم بداخلها كلما اجتاحتهم رغبة في التحدث سيرمون بافكارهم هناك ،في بادئ الامر ستكون كلها افكار سوداوية لكن ستتحسن الامور ما ان يقومو بتقطيع الورقة ورميها ،هنا سيرحل كل شعور برحيل ماتم البوح به سيشعر المصاب براحة عند قيامه بذلك وسيتكرر الامر في كل مرة وهنا اؤكد بانه سيخلصهم من الكثير من الطاقة السلبية وسيخفف وطاة مايثقل كاهلهم .