حصالة علي شكل خنزير
لماذا نكره الخنزير ؟!وهل التحريم سبب لكراهيته؟!
نشر في 05 فبراير 2021 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
بينما كنت أتصفح موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك ظهر لي اعلان ممول عن حصالة علي صورة جمل للاطفال كتب مسوق الحصالة ،إن الخنزير رمز للشراهة فهو يأكل كل شي أما الجمل فهو مناسب لثقافتنا العربية وهو يخزن الماء والطعام ليتحمل مشقة السفر ،ربما يلعب الجمل دورا كبيرا في الثقافة العربية عند المجتمعات البدوية التي تعيش علي هامش المجتمع المصري في الصحراء والحدود لم يعرف المصريين الجمال الا وارتبط في مخيلتهم بالمحمل والسفر للحج ولا لعب دور كبيرا مثل الذي لعبه البقر والجاموس في الثقافة المصرية وحياة الفلاح المصري منذ عهد المصريين القدماء فلم يرسم جملا في المعابد المصرية ولم يعبد القدماء اله علي شكل جمل ولم يستعمل الفلاح جملا في الحرث والزرع ، فالجمل يلعب دورا صغيرا وهامشيا جدا في الثقافة المصرية
لكن إذا فكرنا في العلة الحقيقة حتي لايجب اطفالنا الخنازير ربما هي العلة التي جعلت دار نشر كبيرة مثل نهضة مصر تحذف شخصية بو الخنزير عندما اشترت حق نشر مجلة ميكي أتذكر صديق لي سلفي كان يحب افلام الانمي قال لي علي شخصية الخنزير الحصالة انها مؤامرة من الغرب ليحب الاطفال الخنزير ،لكن ماذا لو حب الاطفال الخنزير هل يأكلونه؟! أتذكر عندما كنت صغيرا اتي ابي بخروفين قبل عيد الاضحي ليقدمهم أضحية وضعا في حمام المنزل كنت العب معهما وفي يوم العيد لم أجدهم اتي الجزار ليذبحهم حزنت عليهم كثيرا كنت اتقيأ وانا اري لحمهم المسلوق ،
حرم الإسلام تحريما قاطعا لحم الخنزير ( إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) هذا لاشك فيه ولا جدال تحريم الخنزير يوجد ايضا في اليهودية ربما له وجود سابق في الحضارة المصريةالقديمة والحضارة الكنعانية ، فهو الحيوان الذي التهم أدونيس وأعضاء اوزير اله الموتي
لكن هل يعني حب حيوان اكله تشجيع الأطفال علي اكله؟!، في عالم الطفولة يأنسن الطفل محيطه حتي الجماد فمثلا عندما طفل بحائط أو كرسي خشبي لايهدأ ويكف عن النحيب حتي نقوم بمعاقبة هذا الحائط والكرسي بالضرب، وعندما يكبر قليلاوينتظم في الدراسة للتعليم حتي سن المراهقة يتجه الي تجريد العالم فالعالم قطبين اشرار واخيار دون النظر لتعقيدات الشخصية الإنسانية ونسبية الخير والشر، تساهم الثقافة الدينية في هذا التكوين، فالاخيار هم الانبياء والملائكة والصحابة والطائعين ومن علي الاسلام والاشرار هم ابليس والشياطين و الكفار الذين ذكرهم الله في القرأن والذين حاربوا الرسول وغير المسلمين الكفر شر لابد أن يمحي ،لان الله ذكر جزاء الكافرين في الآخرة ونهي عنه، واكل الخنزير شر لانه الله نهي عنه وحرمه ومدام اكل الخنزير شر فالخنزير شرير لايستحق الا الهلاك ، قبل قيام الساعة علي يد المسيح بن مريم وهو ماورد في الصحيحين ليوشكن أن ينزل عليكم ابن مريم فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ولايقبل الا الاسلام .
هذه العقلية لا تستطيع تقبل فكرة أن من يختلف معك في المذهب والدين والراي ليس شريرا أو شيطانا ،وحتي لو كان شريرا أو شيطانا فليس معني هذا تدميره أو تمني هلاكه إنما كراهية الشر الذي يحمله فقد فعندما تغذي في الطفل أن الخنزير هو محرم اكله لكنه حيوان يساهم في حماية الاف البشر من مرض السكري ومن الممكن أن نألفه كما نألف القطط والكلاب ،فاسنغذي في عقله فكرة أن ليس كل انسان خالف عقيدته ومذهبه ورأيه هو شرير فالخوف من حب الخنزير ابعد من فكرة تطبيع اكله عند الاطفال هو خوف من خروج الاطفال من دائرة الكراهية المقدسة التي طالت حتي حيوان برئ مثل الخنزير
-
محمد سالممحمد سالم مهتم بالكتابة