في كل يوم من أيام السنة
يطل علي الأمل من شباك صغير لا يتجاوز محيطه الربع متر، شباكٌ ضيقٌ قديمٌ تآكل على مر الأزمان و لكنه ان شاء يسع الكون كله، يسع العالم كله برمته، و لكنني أأبا أن أُدْخل أحداً من خلاله .. لن يدخل أحد بعد اليوم.. كنت قد فتحته منذ فترة و لكن اليوم أغلقه بشمعٍ أحمر، أقطع جميع أسلاك الإحساس لدي، أقطع صِلاتي كلها، و أقسِم أن لا شيء سيتغير بعد اليوم، سأظلُ أنا و نفسي .. فليس لي في هذه الدنيا سواها .. غدا جرحي عميقاً جداً، خانته جميع السبل لإيقاف نزفه، ربما رحيلي سيوقف هذا النزف و سأنعم بروحٍ خاليةٍ من الآلام ...... و كما قال أحدهم يوماً لا الجرح يلتئم و كل شيء يعود كما كان .
وفي كل ليلة من ليالي هذه السنة ..
يلجم قلبي بألسنةالنار كل ليلة، أغدو متألماً متورماً منعزلاً متدهوراً
تُحرق كل ثنايا فؤادي ثنية تلو الأخرى
كغابة استوائية ممطرة أُشعل عود كبريت في أحد أطرافها
أنظر حولي لا أحد أستغيث كي يغدق علي أحدهم قطرة ماء
لا أحد فقط فؤادي المشتعل و أنا
أراهم جميعاً يحزمون أمتعتهم و يرحلون واحداً تلو الآخر
فقط أنا المحروقة المتألمة المهجورة المنكسرة
أصنع من رماد قلبي ما أجمع بقاياه به
و أكمل المسير و معي بقايا قلبي المجروح النازف
أسير خطوة خطوة و أنا أتمايل من سخط ألمي.....
ألم يتساءلو يوماً أن ما بداخل الحجارة روحُُ نابضة
ألم يتساءلو يوماً أن ما وراء الجبال سهلٌ بديع
ألم يتساءلو يوماً أن ما وراء الجدار العالي صوت خافت
ألم يتساءلو يوماً أن ما بداخل القسوة رحمةٌ لا نهائية
أم أنهم لا يتساءلون ، أم أنهم لا يدرون ، أم أنهم لا ينظرون إلام أمامهم ... أم أنهم يدهسون كل ما يمر أمامهم بلا رحمة
التعليقات
دمت بخير