"مشاركة فعالة = مجتمع فعال"
المهمة الختامية للمساق الاول " مفهوم ومبادئ تنظيم المجتمع من خلال المشاركة "
نشر في 19 غشت 2019 .
في علم الاجتماع نتعلم أن المجتمع و المؤسسات المجتمعية أكثر من مجرد مجموعة من الأفراد، فهما يتضمنان كيف يتصل الافراد ببعضهم البعض . و هما مجموعات من الأنظمة مثل الاقتصاد و التنظيم السياسي و القيم و الأفكار و التكنولوجيا و أنماط السلوك المتوقع (التفاعل الاجتماعي) .
التفاعل الاجتماعي الناتج من خلال المشاركة الفعالة في المجتمع و العمل على تنسيق الجهود داخل هذا المجتمع, و كذلك تحديد المشكلات و الاحتياجات و توفير الموارد المتاحة لإحداث التغيير الاجتماعي .
من هنا بدأت رحلة معرفية في المنصة الالكترونية لمعهد الفضاء المدني و ذلك خلال برنامج "تنظيم المجتمع من خلال المشاركة", و هو عبارة عن برنامج بناء و إنتاج و تشارك المعرفة، يدور حول تعليم المجتمع من خلال المشاركة و تبادل الأفكار و تنمية المهارات و تناقل المعلومات و رفع مستويات الوعى الاجتماعي و التشجيع على المشاركة فيها .
إننا في ظل الحديث عن تنظيم المجتمع من خلال المشاركة و عادة ما يحبذ هنا التطرق إلى فلسفة تنظيم المجتمع كطريقة أساسية تستخدمها مهنة الخدمة الاجتماعية أثناء عملها مع المجتمعات، و بالتالي - عند الحديث عن هذه الطريقة - كان لا بد ذكر ماهيتها و ماهية المبادئ و الأسس و المقومات التي ترتكز عليها هذه الطريقة لتصبح من أهم و أبرز طرق مهنة الخدمة الاجتماعية و العمل الاجتماعي بشكل عام، و إذا ما تم التطرق للمفهوم و التركيز على مبادئ تنظيم المجتمع - كأهم موضوع متصل اتصالاً وثيقاً بالتطبيق و الممارسة للطريقة - فسنجد أن مفهوم طريقة تنظيم المجتمع، و بشكل مبسط جداً، هو أنه طريقة من طرق الخدمة الاجتماعية تهدف إلى إحداث تغييرات اجتماعية غايتها مقابلة الاحتياجات و مواجهة المشكلات .
و لا بد هنا من ذكر المبادئ الأساسية لطريقة المشاركة و العمل على تنظيم المجتمع، حيث تتمثل هذه المبادئ بـ الآتي:-
- مبدأ المشاركة المجتمعية .
- مبدأ التقبل .
- مبدأ حق اتخاذ القرار .
- مبدأ المسؤولية الاجتماعية .
- مبدأ الموضوعية .
على هذه المبادئ يرتكز الافراد و الجماعات لإشباع الاحتياجات و حل المشكلات، و عليها كذلك يبنى اشتراكهم في تنسيق الجهود و بذلها لتنظيم المجتمع من خلال المشاركة .
حيث يمكننا القول أن المشاركة المجتمعية تأتي بعدة فوائد تعود على المجتمع ، لعل أهما الترابط و التماسك المجتمعي و زيادة أوجه التعاون في المجتمع, و أيضا اكساب المهارات و القدرات للأفراد و الجماعات من خلال التجارب و تناول/ معالجة القضايا التي تواجههم ، مع تفعيل دورهم للعمل مع مجتمعاتهم .
وإذ أن المشاركة المجتمعية تعتبر العمود الفقري لطريقة تنظيم المجتمع و تعتمد على الدور الهام الذي يلعبه الأفراد فيها.
حيث يتمثل هذا الدور المهم في المشاركة المجتمعية الفعالة, و العمل على تنسيق الجهود داخل هذا المجتمع لتحديد المشكلات و الاحتياجات و توفير الموارد المتاحة لإحداث التغيير الاجتماعي المنشود, و يمكن تلخيص هذه الأدوار التشاركية في تنظيم المجتمع كالتالي:-
تنظيم المجتمع :
حيث تتم تحديد احتياجات الحى/ المجتمع المحلي و أهدافه ، و ترتيب هذه الاحتياجات و الأهداف حسب أهميتها، و من ثم إذكاء الثقة و تحفيز الرغبة في العمل، و بالتالي القيام بتفعيل الأنشطة العملية لتلبية هذه الحاجات و تحقيق الأهداف . إن التنظيم لا يدور فقط حول إيجاد الحلول للمشاكل، بل حول إيجاد الأشخاص الذين يعانون من المشاكل، لكي يقوموا بتوظيف مواردهم المتوفرة لحلِّها و الحفاظ على هذا الحل، و بذلك بناء قدراتهم لحل غيرها .
القدرة :
نحن نحصل على هذه المقدرة من الأشخاص الذين يحتاجون إلى التغيير و القيام بتنظيم مواردهم ليحصلوا على القدرة التي يحتاجون إليها لإحداث هذا التغيير .
القوة :
حيث لا توجد القوة في العمل للتنظيم إلا باستثارة داخلية للمواطنين و تعزيز الشعور بالانتماء المجتمعي، بحيث يشعرون بوجود المشكلات أو تأثرهم بها أو حاجات اجتماعية غير مشبعة و يعايشونها و يعملون على تغيير هذه الظروف بفعالية .
المشاركة :
تستخدم المشاركة كوسيلة فعالة لتنظيم المجتمع و تحقيق التغيير, حيث يعتبر التغيير أمر محدد، ملموس و هام، كما يحتاج إلى التركيز على هدف معين يمكنه إحداث فرق كبير، فـ "خلق الوعي" أو إجراء محادثات مجدية أو إلقاء خطاب رائع كلها خطوات بناء مهمة، لكن الأهم - قبل كل ذلك – هو تحديد هدف واضح و شرح أهمية تحقيق هذا الهدف في إحداث فرق كبير لمواجهة التحديات التي تقابل الحي أو المجتمع المحلي .
بناء العلاقات :
حيث يعمل الأفراد على إقامة علاقات مستمرة و دائمة بهدف تطبيق الرؤية الجمعية لإفادة المجتمع . و في حين أن تنظيم المجتمع ينطوي على عملية إقامة حركة أساسية تضم المجتمعات، تتناول المشاركة المجتمعية أساسًا ممارسة تحريك المجتمعات المستهدفة نحو التغيير .
يتضح من ما سبق إن الالتزام بآلية عمل المشاركة المجتمعية الفعالة بين الافراد والجماعات المحلية، يثمر بالتأكيد نتائج إيجابية تزيد من وعى الافراد في التعامل مع المشكلات و كيفية القيام بالأدوار، كما تزيد من قدرة المجتمع على اتخاذ القرارات المجتمعية و أيضا المتعلقة بحياة الافراد .
و من خلال وجود برامج كهذه التي يعمل عليها معهد الفضاء المدني (برنامج تنظيم المجتمع من خلال المشاركة؛ مثلاً) يمكننا القول أن بناء القدرات المحلية و تمكين المجتمعات المحلية من المشاركة المجتمعية الفعالة من شأنه أن يسهم في إحداث التغييرات الإيجابية و بالتالي التنمية المحلية المنشودة للمجتمع . . .
عماد عبدالجليل جابر
رائد بمعهد الفضاء المدني
-
عماد جابرعماد عبدالجليل جابر ( ناشط مجتمعي) , ادرس في كلية الآداب والعلوم الإنسانية - قسم الخدمة الاجتماعية . أؤمن بأن الشباب هم مورد وليسوا مشكلة ,,وان من حقنا كشباب ان يكون لنا موقف مما يدور حولنا ويمسنا كبشر يعيشون على هذه الارض , ...