تركته او بالاحرى تركني -هو- دون مصافحة الوداع ..لالشيئ سوى انني اكره لحظاته ( الوداع) ....لقد قضينا سنين معا ..تلاحمنا فيهما ..نتناقش في كل الامور..ونخوض في كل القضايا العامة والخاصة..كما نتقاسم الهموم ..ونتجول معا ....نحزن معا..نضحك معا ...كلما سمحت لنا الفرصة..لهذا صعُب عليّ مفارقته ..تعمدت عدم ملاقاته لأني أكره لحظات الوداع ...أشعر أني ضعيف أمام عبارات الرحيل، السلام، الدموع، النحيب المكتوم. كنت سأبكي كطفل حينها.. كانت اخر محادثة بيننا منتصف الليل وهو بمحطة العبور صوب البلاد الطاهرة ...شعرت بشيئ من الحنين نحوه مسبقا...تذكرت مكانه الذي سيصبح شاغرا لمدة لااعرفها ..تلملمت دمعتان متلئلئتان في عيني النحيفتين ..حبستهما ..صحيح خنقتهما..لكن الضعف إستوى علي اخيرا ...جلست على كرسي بجدع نخلة غير بعيد عن البيت ..ومسحت دمعتان سقطت على خذوذي..لم أشأ لهما ان تنزلا..