أنا شابة.. لقد كبرت.. صارت ملامحي بالبثور على وجهي حقيقة.. ابتسم اكتمال التغيرات في جسدي وصارت أحلامي مستقبلاً ظننته حاضراً. لا يمكن الهرب والاختباء في الوسائد الان, لا مجال لفض البكاء بالعناق, ما من أذرعٍ تستقبل جسداً بالغاً وكبير. أسوأ ما في التقدم بالعمر أنه يفقدك حقوقك الصغيرة بعد أن تكبدتَ دائماً عناء الفصل بين الواجبات والحقوق.. أن الإهتمامات تصير أكبر وأصعب ومؤلم تصديقها والإيمان بها.. وأن الأحلام تصير عظيمةً وناضجة, مؤلم عجزكَ عن تحقيقها. كبرت فجأة.. هذه الحقيقة التي لا مفر منها بعد الآن. في غرفة دمى صغيرة نلهو بالوقت معا، طفلة وألعاب.. الوقت ليس جمادا، ليس شيئا -يعني- للعبث. ربما تصير الأحداث غدا أفضل! ربما يسهل العودة لنقطة الفراغ! ربما يصير الإنسحاب أكثر خفة وتصير المسؤولية أصغر والعبء الثقيل أحن والمر ألذ والصعب لين أكثر! هذه جملة اعتقاداتنا عن الغد الكبير.. الغد الأكبر سناً. الماضي الذي بكينا لنهرب منه كان جميلاً حقاً, والحاضر الذي قاتلنا لأجله جميلٌ لكنني لا أريد العيش فيه.. أتمنى أن يكون في الغد مستقبلاً أرغبه وأقبل العيش فيه ولو لم يكن جميلاً. 'يا أيها الغد الذي يأتي على مهل: هبني السلام.
-
آية يونسكسرة خبزٍ تعترض مريء العالم
التعليقات
نعيش قلقا من كثرة التفكير في المستقبل ، حتى بتنا نرغب بالسلام والراحة وإن كان الغد ليس جميلآ ~ سلمت اناملك يا آية ...