يوميات الغربة . ضياع - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يوميات الغربة . ضياع

  نشر في 24 يوليوز 2023  وآخر تعديل بتاريخ 24 يوليوز 2023 .

بسم الله الرحمان الرحيم    

و الصلاة والسلام على أشرف المرسلين 

 قارئي العزيز . أخبرني كيف سأبدأ الكلام فقد نسيته?

لا أعلم حقا ما سأكتب فقد فقدت شغف الكتابة . ولا أدري كيف سأصوغ الجمل فقد صرت كطفل يتلعثم ولا يجد جملا وإن وجدها يستعصي عليه التعبير


بحثت في معرض الصور عن صورة لائقة أضعها لكني لم أجد. ليس لأني لم أخرج. بل لأني ما عدت أهتم لصور .  كل صوري جاءت سريعة غير متقنة وزاويتها بشعة .. كلها تعبر عن مدى قلة شغفي .. 


لمن أكتب?!! 

تعودت أن تحاول التحليق بعيدا  و الهروب و الإستقلال وحين تحزن تتذكر وتحن وتلقي اللوم على الآخر وتغضب منه 

منذ شهران كنت قد كتبت نهشني المرض وتركني جثة  أكثر مما كنت عليه  حرفيا .لن أظلم المرض وحده فطريقة عيشي واختياراتي زادت الطين بلة 

أكل  التعب طاقتي وصبري وتوازني النفسي .. ولشهران لم تهتم حتى أن تقرأ . كنت مشغولا جدا . عذرتك حقا 

تذكرت حينها أنك  أكدت أنك نجحت وحدك وكنت وحدك وانك تريد أن تكون وحدك .. وأنه لا أحد كان معك 

ابتسمت .فأنت لم تكذب .. كنت وحدك .. وما كنت في شيء معك . 

لكن الإنسان يخوض الإمتحان وحده .. هذا العادي . وفترة الإعداد تكون مع الآخرين .. كم من سنة بقينا نعد للإمتحان ومن كان معنا? قلت كنت وحدك واحترمت ذلك .. 

سعيدة جدا بنجاحك .. أقله أحدنا نجح . وفخورة بك 

حين حان وقت إمتحاني لم أجد شيء 

كان أني قضيت سنوات أعين غيري و أعد ما لا علاقة له بامتحاني .. 

ولهذا كنت خارج النص. تهت ضعت بلا قوة أو نفس 

لكن والله كان الفرح بنجاحك كنجاحي حتى لو فشلت أنا 


إستيقظت من فترة  على صورتي .. أحسستني صوفي في قصر هاول المتحرك 

نامت شابة واستيقظت عجوزا بسبب لعنة 

صرت هكذا ..بلا أحلام أو ألوان 

اكتشفت أن الحلم يلزمه طاقة 

إكتشفت أن الفرح يلزمه طاقة 

إكتشفت أن البكاء يلزمه طاقة 

وما عاد بي طاقة 

صرت آلة .. تنهض لترتب وتنام .. والفوضى تعم داخلها 


مع هذا أحن أن نتحدث في أي موضوع كان .. حتى تافه 

يموت عقلي ببطئ

أعد جنازته وسأدفنه لو واصلت هكذا 

منذ يومين .. تخيلتك تناديني ووالله أجبتك لا تحزن سنكون دائما بخير . بإذن الله 

من أسبوعين رأيتك بمنامي 

قلت لي كنت مع أخرى .. .. واستغربت وابتسمت 

والأم بداخلي فرحت لعودتك للحياة 


ينتظرني طائر النورس .. كل يوم لأصحو .أفتح النافذة و أضع له الأكل 

يأتي مسرعا .. أحيانا يناديني وأخرى ينقر على النافذة 

"لا تروضي طيور النورس فهي سيئة وستهجم وتمزقك"

لكني لم أقدر سوى تدليلها 

يبقى الطائر يتأملني 

.ينظر بعيون باردة لي. 

ذاك  إنجازي الوحيد 

زرعت نعناعا بأصيص.. مات .إقتلعت جذورة لكن أحدها أبى 

كان متمسكا بالحياة . أبقيته وأعطيته فرصة 

فجأة صار نبتة جميلة كالورد .. كان الجذر نائما  في التراب ينتظر اللحظة .وحين قلبت التراب وسقيته إستيقظ ..

ترى هل أستيقظ من غيبوبتي?

أرجوك لا تهتم بهذياني. أنا فقط وجدتها فرصة لأهذي فمن يدري متى أكتب مرة أخرى .. أو بالأحرى متى تعطيني فرصة 


أختنق.. أود الخروج وأخرج وأعود مستنزفة بلا روح 

أبحث عن شيء ولا أجده وأضيع أكثر 

كيف لمن أضاعت نفسها ولا تجدها أن تشعر بانتماء أو أمان أو استقرار 

فشلت في كله .. العمل والبيت والأسرة 

كأم  كصديقة كزوجة .. كبنت كأنثى .. ككاتبة .. كقارئة كناجحة .. كذات .. 

ومع هذا لازالت بعضهن   تحلم أن تحطمني .. دون سبب هكذا .. هي التي بعملها وحياتها و استقرارها .لكن كلما التقينا نظرات السم تقطر منها وتود كما قالت ذات يوم أن تحطمني .. أظنها نجحت 

يداي حرفيا مكبلة مربوطة 

وأحيانا أحاول رفع يدي لا أكثر . فقط رفعها بضع سنتمترات لا أقدر 

أذكر حلما غريبا 

كان تحت سريري عشرات الأشياء البشعة  الغريبة .. ومنها يد ميت بأظافر بشعة .. كانت مقطوعة .. كانت زرقاء مخيفة ومحروقة 

عزيزي 

تشتعل فجأة النيران بكل جسدي ويدي ما عادت تنتمي لي 

تسقط الأشياء التي أمسكها يتكسر زجاج على الأرض .يلفني الدوار .. أتمسك بحافة الأشياء .. أبحث عن الهواء .. .. صراخ يخنقني أكتمه .. يصير طنينا رهيبا بداخلي 

صرخة مدوية بأذناي تشق السمع 

أركض وأنا أرتطم بالجدران وأتقيئ كل ما في جوفي 

.. 

أعذر كل سلبيتي .. فقط هي فرصة لأثرثر وربما لن تقرأ 

لكني حتى نفسي لا أكلمها.نحن في قطيعة .فقط أخدرها بقهوة وكتاب وأبتسم وأدعي أنه إنجاز 

لكننا نعلم انه وهم 

لهذا هي فرصتي أن اتحدث في شيء ولا شيء وكل شيء 


التفاهة المعروفة لطفلة خرساء وجدت أن لها صوتا لكنه فقط سيبقى قليلا 

تحاول أن تحكي كله وتقول كله وتعوض كله 

تصحيح 

لعجوز كتمت كله وتحدثت فجأة 


أشعر بالسخف وأحاول جاهدة أن لا ألغي المقال فما اتعس أن يشعر الناس بالإشفاق علي 

لكنه تحد لي أن أبوح بما بداخلي .فقد بلغ بي الجمود مبلغ أني غير قادرة أن أميز ما بي أو أعبر عنه 


البحر هنا حلو .لكن بحر بلدي أجمل 

هل تريد الإغتراب? الغربة بشعة وستعمل أن تترك الشخص ما بين صفر وصفر فاصل 

الناس هنا لهم طبع العرب في أكل لحوم الغير والسؤال عن ما تملكه والحسد والكره المجاني وخراب البيوت لو وجد بعضهم فرصة 

ثم الضحك عليك 

قارئي العزيز . كن بخير 

وإن حصل لك إستقلال فابتعد عن تلك البؤرة غير المكان وانعزل قليلا واجعل من تحبهم يزورونك وليس انت من يزرهم .اقطع الحبل السري للأمكنة وهكذا تحلق 

أما جاذبية المكان فلن تصيبك إلا بالإرهاق 

داءك فيك وتعلمه .. فاقطع كل مواطن الداء

تغيير العتبة جميل .. مفتاح لكل خير 

للأسف دائي بداخلي وحملته معي ..هذا المرض المتجدد ..  يلزمه طاقة كبيرة لأهرب منه .. طاقة كتلك التي تدفع ا لصواريخلتهرب من الجاذبية 

لم أجدها وليست بداخلي 

عادت الام الرأس لتلفني لكن الحمد لله على كل حال .. 

كن بخير قارئي 

















  • 1

  • Uma's world
    أحب الكتب و القطط و الصباحات الشتوية الغائمة والإستماع لفيروز والأغاني الفرنسية الخالدة . هنا أحتفي بالقهوة ولها عندي طقوس خاصة . قهوتي قطي و كتابي وشمعة عطرية وأغنية وفكرة تجول بخاطري فأشاركها معكم في شكل مقال. هنا أهرب ...
   نشر في 24 يوليوز 2023  وآخر تعديل بتاريخ 24 يوليوز 2023 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا