فتاة القطار .. - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

فتاة القطار ..

رحلة اللاعودة..

  نشر في 02 مارس 2020 .

تقف امام سكة الحديد تنتظر قدوم القطار .. قطار يمر كل يوم على نفس المكان ولكن المسافرين فقط من يختلفو ا، يركب فيه كل الفئات؛ كبارا ، صغارا ، شبابا ، اناثا وذكورا .. قطار غير كل القطارات فكل راكب فيه يمتلك تصورا مختلفا عن وجهة ومكان توقف هذا القطار .. عجبا وهل يركب المرى قطارا لا يدري او على الاقل لا يرى وجهته ؟ نعم يركب لان لا خيار لديه فان كان متواجدا من على جانب السكة وقت مرور ه فلا يملك بدا الا الركوب ..

تقف الفتاة ممسكه تذكرة السفر في يدها منتظرة مرور القطار .. لا تدري حقا متى ابتاعت تلك التذكرة ولا من اين ابتاعتها بل لا تدري هل حزمت امتعتها ام لا .. لحظة واحدة ، متى قررت اصلا السفر ؟ كل هذه الأسئلة لا تملك لها اجوبة ، الشيئ اليقين الآن هو انها تنتظر قطار السفر .. نظرت ورائها فرأت حياة طبيعية جدا ، الباعة يصيحون لترويج بضاعتهم ، بعض الشباب يلهوا في المقاهي ، عمال يقصدون أمكنة عملهم ، زحام شديد يملأ الشارع ، نفس الجو الجميل الذي تحبه ؛ غيوم جو معتدل لا هو ببارد ولا بحار زخات مطر قليلة تنثر عطر التراب تعيدها لاجمل الذكريات والايام ، ايام كانت طالبة في الثانوي ثم في الجامعة ثم ماذا ؟ ثم هي هنا تقف في انتظار قطار السفر الغريب .. وفجأة قطع شرودها صفير القطار الآتي من بعيد فدقَّ له قلبها ، لا تدري افرحا ام خوفا او حزنا ، هي لاتدري هو فقط دق واضطرب نبضه .. اخذت تنظر بعيدا مترقبه وصوله الذي اعلن عنه بصوت الصفير ، تنظر تارة ورائها الى الشارع فلا ترى اي تأثر ولا تاثير في وجوه وتصرفات الناس فكل منهم يكمل عمله او لهوه او خداعه .. اتراهم لم يسمعوا صوت الصفير ؟ او اتراها هي التي تتخيل ذلك الصفير ؟ او اترى الناس اعتادت على سماع صفير القطار ورؤيته ؟ ام ان القطار لا يراه ولا يسمع صفيره إلا من يقف على حافتي السكة .. تترك تساؤلاتها عن الناس وتعيد التحديق بعيدا في ارتقاب ظهوره في اي لحظة .. فجأة ارتسم الفزع والرهبة على وجوه كل الواقفين من على حافة السكة وبدا التهامس يرتفع بينهم اعلانا عن وصول القطار .. انفتحت ابواب المقطورات الكثيرة وبدأ الناس يصعدون ، أناس مختلفون في هيئاتهم وأعمارهم ومتاعهم ، لم تستطع الفتاة التركيز جيدا على الركاب بسبب خوفها وهلعها ولكنها لمحت عجوزا لا يكاد يتماسك فوق قدميه اشعث اغبر يحمل متاعا زهيدا تارجحه الرياح من كل جانب ، وشابة نضرة الوجه تحمل حقيبة لا تكاد تستطيع تحريكها ، وطفل صغير مبتسم ينظر بشغف وحب للقطار ولجميع المسافرين ملوحا للناس المنشغلين في الشوارع ، وامرأة تحمل صغيرها بين يديها ويتبعها متاع كبير لا يُرى حامله ، بدأ الكل في الصعود ، والفتاة لا زالت واقفة تراقب الركاب وتحصي متاعهم ، صحيح أين متاعها ، هل تحمل معها متاعا يعينها في رحلة اللاعوده هذه ؟، هل اسعفها الوقت لتجهيز نفسها قبل ان قطع التذكرة ؟ .. وحدها كانت تملك اجوبة لكل هذه الأسئلة .. اما نحن فلم نسمع الا صفير القطار معلننا بدأ رحلته ، ولم نره الا وهو يبتعد حتى اختفى عن الانظار ، تاركا ورائه دخانه واعدا بعودة قريبة من اجل ركاب جدد ...



  • محبة العلم
    لكي نحيا حياة سعيدة يجب ان نعتبر الدنيا معبرا لا مستقرا ، كي نعيش حياة فعالة يجب ان نشغل انفسنا بالأفكار لا بالأشخاص ، كي نحيا حياة سرمديه يجب ان نحيا لافكارنا
   نشر في 02 مارس 2020 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا