انتظار بين همسة وأخرى تلاحقها.
للإنتظار قدم واحدة،الأخرى للعودة.
نشر في 14 غشت 2016 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
بينما أنا مع موعد انتظار الدكتور لمقابلته، شعرتُ أن هذا الانتظار كبحر كبير تتلاشى نهايته، أوشكت على عدّ كُل ثانية ودقيقة تَمُر، بدأت اتعجب من بطئُ الوقت، تمنيته بأن يركض كالعدّاء " بولت " وليس كالسلحفاة، تمنيته بأن يقف معي بينما انا كنت غارق وحيداً.
و لكنّ على خلاف ذلك قررت بأن أقتل وقتي بالتسلل خارج العيادة، مُنتظرا لِمَعاد قد يأتي بين وهلةٌ و ضحاها، مشيت جيئةً و ذهاباً، لكنّ الوقت خذلني، كمرور ساعات الخيبة على حبيبة لم تتجاوز ساعات فراقها اليوم ، لكنها تنتظر ذاك الفارس الذي نسي معادها وخذلها ولكنها باتت تنتظر ولا تفعل الا الانتظار.
رجعت للانتظار القاتل، بدأت أصغي لدقات الساعة، وكُلما اعتلت صوت دقات الساعة، اعتلت دقات قلبي، حاولت أن اكسر انتظاري بالتأمل في وجوه المرضى لعلّي أجد على وجوههم أبتسامة قد تنسيني هذا الانتظار، لكنّ هذا لم يحدث، لم أجد الا تكشيرة و حزنُ وسع المدى، أيضاً بمقابلي أمراةُ عجوز كانت تمكث نفس مدة انتظاري، شعرت بأن تجاعيد وجهها الكئيبة قد أربكت جفوني.
أوشكت على أن انفجر في وجه السكرتير، تبادلنا الكلام قبل موعد مقابلتي بنصف ساعة بصوتٌ عالي، بعدها قد لاذُ الصمت في العيادة بأكملها، و فجأة نادى السكرتير اسمي، شعرتُ بعدها كأني اشاهد فيلم حزين وقد وصلت لنهايته السعيدة كالمعتاد.