قد يتحول حلم الدراسة و تحقيق الذات إلى كابوس العهر و الانحلال الأخلاقي، فتتحول الجامعة من مكان مقدس يطلب فيه العلم إلى غول ينخر براءة فتيات كن أرضية خصبة للتحرر ، تحرر جعل من أجسادهن الطاهرة في ما مضى إلى لحوم رخيصة مهما غلى الثمن فلا ارتفاع الثمن مبرر لهذا الفعل المشين ولا حتى فقر بعضهن مبرر فالفقر يجب أن يكون حافزا لك لا مطب.
تذكري العهود و الوعود التي قطعتيها قبل أن تأتي و كم ترجيتي أباك الذي خاف أن تأكلك الذئاب البشرية و أنت حمله الضعيف ، تذكري أمك التي حاكت لك كنزة من الصوف و قد تبللت بدموعها ، و لا تنسي وجس أخاك الذي أراد منك دكتورة يفتخر بها و داس على كل عادات مجتمع الذكورة من أجلك ، أمات ضميرك أم قتلتيه .
كيف لفتاة كان همها الأول و الأخير النجاح في الباكلوريا لبداية مشوار الكفاح الجامعي أن تتحول هذا التحول المخيف و تغدو فتاة هوى تحت مسمى الحرية ، هل كانت أسلحتك الأخلاقية و الدينية ضعيفة إلى هته الدرجة ، التي تجعلك تنسين ما أتيت لأجله أن تنسي كل حلم عانقته في تلك الليالي الباردة في القرية التي كنت تنوين أن تعودي لها و أنت تحملين الأمل الذي ولد من الألم.
عزيزتي الطالبة، لا يسعني إلا أن أقول لك أن الحرية حرية فكر قبل أن تكون حرية جسد ، و أن تقبل الآخر لا يعني أن نكون مثله . لا تنسي أنك هنا بعد معاناة و دفاع عن حلمك بالتغيير للأفضل ،فلا تضربي بهذا عرض الحائط.
لست ضد أن تنسجمي مع محيطك الجديد ، لكني ضد أن تكوني غير ما أنت عليه لتتأقلمي ، و لتتذكري أن أسهل الطرق أرخصها و أكثرها استنزافا لكرامة الفتاة.
-
نهيلة فاضليسكنني شغف القراءة ليتحول إلى إدمان كتابة ، أعشق الحرف و أهيم بالحبر