أذكر ذات مرةٍ كنت أصارع أمراً من شدة ثقله على قلبي ما ظننته ينقضي ، و كان ذلك ظنُ طفلةٍ صغيرةٍ ، حتى عرفتُ اللّه ، أو إن صح القول كان حتى منّ الله علي بمن يدلني على طريقه ، توقعت حينها أنني في هذا الدرب الآمن لن أشقى و ستصبح حياتي مليئة بالنعم و خالية من الابتلاء تماماً ، كان ذلك ما ظننته، فما وجدت إلا أن الأمر الذي كان يثقلني تعسر كثيراً ، لازلت أذكر حينما حدثت نفسي قائلةً:"ولكن كيف ذلك ؟ أليس من المفترض أن تكون الحياةُ رغيدةً الآن؟" ، و مضت الآيام على هذا الحال و وجدتها تضيق أكثر، إلى أن لاحظت شعوراً لم أُجربه من قبل ، و لقد كان هذا شعور السكينة التي تنزل مع البلاء ، فأنا في مصابي و لكن قلبي ليس حزيناً و ضائقاً فيمكنني أن أناجي اللّه فأنا لست وحدي هذه المرة ، حينها ابتسمت لنفسي على توصلي لذلك المعنى لأن شعور فهم الأقدار هو شعور مريح للعقل ، من هنا بدأت رحلة إدراكي عن ذلك الدرب الجميل و معانيه العظيمة التي تثلج الصدور حتى يذهب غضبها و تحنو على القلوب حتى تتشبع بالمواساة تماماً، لا يمكنني أبداً أن أقول أن سيري كان مستقيماً على هذا الطريق و لكن ما يمكنني أن أجزم به أن هذا هو الطريق المستقيم الوحيد الذي يمكن للمرء أن يسلكه مطمئناً ، في قوله تعالى: "وَأَنَّ هذا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَٰلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، أكتب هذا المقال علّ أحدهم تائه يتخبط وحده فيكون له تذكرةً ، و قوله تعالى:"وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ" ، و هذه الآية أيضا تجعلك تؤمن أنك دوماً في معية اللّه و لا يخفى عنه -سبحانه- همك ولا حزنكَ.
-
فاطمةأُدعى فاطمة ، فتاة في مقتبل العمر ، أتخبط بين الأشياء و بعضها، أكتب من باب الترويح عن النفس لكنني لا أستطيع أن أجزم أن ما ستجده لدي احترافي و مبهر ، لكنه صادقٌ و هذا جُلّ ما أعرفه.🤍