حينما كانوا يتهافتون على السمك كنت اتعلم كيف اصطاده ، قديما سمعت من احد اساتذتي قولا ، لا تعطيني سمكة بل علمني كيف اصطادها ، يسمى ذلك استهلاك الحكمة و هو استهلاك نادر جدا لأن معظم الناس ليست لديهم شهية تناول الحكمة ، انهم يعتقدون ان ذلك مضر بالتفكير ، و يكون هذا الاعتقاد مرضا بأكثر من طريقة ...اكون انسانا مهووسا لدرجة الجنون بكلمتي المنطق و الحكمة ، انه مجرد مرض فحسب ، هوس مرضي ، كنت احاول ان ارى تلك السمكة حلما كبيرا مثلا او هدفا يبدو مستحيل التحقيق ، الحق يقال كنت احب الامور الكبيرة و الكبيرة جدا ، لذلك قررت و كان ذلك على شكل وضعية ، ما دمت افكر في اصطياد سمكة فلماذا لا تكون سمكة كبيرة ؟، كبيرة جدا ، منطقيا يكون الفرق بين الحصول على الامور الصغيرة و الكبيرة هو الوسائل و الامكانيات و استغلال كل ما هو متاح بحكمة ... يلزمك ان تفكر بشكل منطقي و هذا يتيح لك ان ترى كل شيء عبارة عن معادلات تترابط في ما بينها ، معادلات تفكير، دائما ما تحمل مجاهيل غامضة ، تتطلب منك ان تتعامل معها بحكمة وكل ذلك سيجعلك قادرا على تغيير تلك المعادلات و التأثير فيها و استخلاص القيم الحقيقية لكل المجاهيل التي تدور في حياتك . ليس من المنطقي و ليس من الحكمة في شيء ان تكون شخصا لا يعرف قدراته و وسائله ، ليس من الجيد ابدا ان تكون شخصا لا يملك اهدافا كبيرة و طموحا يجعله يعيش حياته بشغف ، ليس من العدل في حق ذاتك ان لا تكون لك سمكتك الخاصة التي تعمل على اصطيادها .
وسط كل الركام و مهما كانت الظروف معك يجب ان تكون هناك فكرة عظيمة تنمو بداخلك، يجب ان تكون لديك افكار فمن دون افكار قوية و سليمة لا يمكنك ان تستمر بشكل سليم ...
-
Morad ELدعني افكر ، دعني اعمل و لسوف اخبرك القصة بعدما ينتهي العمل ... تائه في الدرب الصحيح