اِشـــــــــــــــــــــــتقت إلـيــــــــــــــــــــــــــــك
نشر في 28 أكتوبر 2017 وآخر تعديل بتاريخ 08 ديسمبر 2022 .
ترددت الرغبة في دواخلي و طفا الشعور أياما قبل اليوم، ثم تجمعت بنات أفكاري في ركن عصيب من خاطري، أخذني العتاب بعنف وسط أفكار، تصورات، أحلام، ذكريات، طموحات و إحباطات و خيبات أمل، أو لعلها تشابكت كأقران الصف، كسرب من طيور تأخرت عن موعد هجرتها، فبت إليها ناظرا و لها منتظرا، تلك الأفكار التي لطالما طاوعتني في نقلها من لغة الخيال إلى لغة المقال، تجدها اليوم تعاند بشدة و ترمي بي غير آبهة وسط متاهة أبدية و رغبة عدمية
ولكنني في النهاية اشتقت إليها، إلى رص الكلمات و نسج الجمل، ثم إنها دون البوح قد اشتاقت إلي، إلى كلماتي السخيفة و جملي الركيكة، فلها أحن و أشكي، أئن و أبكي، أروي و أحكي، و بكل شوائبي و عيوبي تقبلني، و تقبل عذري بل و أعذاري، هذه المرة و في كل مرة، أصدقك القول، أنها هي من خانتني، أفكاري تناثر كأوراق الخريف، ركضت خلفها، أجمعها واحدة تلو الأخرى، بل و أجمع قطع الورقة الواحدة إن تفتت، هذه المرة، أصدقك القول، هبت ريح عاصف، بالكاد تمالكت نفسي، وا حسرتاه! ضاعت مني أوراقي أو بالأحرى أفكاري، لملمت بعضها و جئتك صاغرا، لأنني اشتقت إليك و لأنك لن تطرديني.
أما الآن و قد وقفت بين يديك، تنبهت إلى ما كنت فيه، فعلمت أن المصاب في الغاية أشد وطئة منه في الوسيلة، فكيف بي و قد أضعت الرحلة و الراحلة، كيف و قد انطفأت شموعي و طال ليلي. أما الآن و قد تثبت أمري و مرت عاصفتي، استجمعت قواي و لم أستجمع بعد أفكاري، و صرت أكتب لنفسي و أسليها بأفراحي و أتراحي، بانتصاري و انكساري، بآمالي و آلامي، و ما أذبل أجفاني أني سجنت نفسي و منعتها نورا للكتابة تجد فيه طلاوتها و حلاوتها، فقد اشتقت إلى نفسي و هي تكتب، ترتب بيتها و تنظف زواياه ...
-
أحمد الحضريدم قلبي ... مداد ريشتي