الانتقال من الحياة ذات النمط الفردي إلى حياة تدور بك مع الآخرين في عمل جماعي أمر يحدث سريعا عندما تقول لنفسك ضع القلم الآن ،وقت اختبار صلاحية أفكارك ،وقت دراسة الجدوى من كل ما كنت تنظر له .

المعيار الحقيقي لصلاح فكرة ما هو قابليتها على التطبيق .

ولابد من وحدة قياس نقيس بها تطبيق اي فكرة ،

وحدة القياس كأي وحدة قياس نستعملها في حياتنا اليومية .

المتر وحدة قياس الطول

المتر المربع وحدة قياس المساحة

الأمبير وحدة قياس التيار الكهربائي

بوجود وحدة قياس لتطبيق ما ... يعني إمكانية معرفة نسبة صلاح الفكرة .

ولكن هل كل الأفكار لها تطبيقات؟

وهل لكل التطبيقات وحدات قياس ؟

هنالك أفكار تتعلق بذهن المتلقي و قابليته على التفاعل مع الأفكار .

كل ما يستهدف الذهن و ما يعتمد على تفاعل الآخرين مع الأفكار تكون عملية قياسه صعبة ولا يمكن حصد ثمارها في وقت محدد ، بل و قد تدخل ضمن أفكار أخرى مما يجعل تأثيرها بشكل تراكمي .

نحتاج مثال ؟

لتعلم إمرأة ما على استخدام ماكنة الخياطة لا تحتاج إلا أن تعرف كم نسبة بيع منتوجاتها في السوق لتقيس نجاح تعليمك ، الأمر ذاته في تعلم الحاسوب أو أي مهارة متعلقة بالجهود المرئية.

ولكن لقياس تقبل الآخرين لفكرة من شأنها تبديل القناعات عندهم فهذا صعب ،

يمكن للاستبيانات أن تقدم لك تصور عن الأمر ولكن استمارة الاستبيان التي تعطى بعد الانتهاء من طرح الفكرة لا يمكن اعتبارها نتيجة نهائية لان المتلقي مازال تحت تأثير الفكرة .

تقبل الناس لفكرة معينة (نختلف أو نتفق معها ) لا يأتي من خلال محاضرة أو ورشة تدريب أو حدث معين.

الأمر لا يتشكل بهذه الطريقة ، إنه أمر تراكمي يشارك في حدوثه مجموعة أفكار وأحداث عالمية ومحلية و قضايا تاريخية و حقائق علمية وجملة أمور أخرى حتى تصل الأفكار إلى نقطة قبولها لتشيع بين الناس وتصبح ثقافة سائدة.