كُل إنسَان مِنَا يَمتلِكُ أحلَامًا وَ أهدَافًا كَثِيرة فِي الحيَاةِ يَسعىٰ لِتحقِيقهَا بِكلِ قُوتِه وَ لِكي يَصل لِمرَاده يَجِبُ عَليهِ أن يَمتَلِك إرَادة حَقِيقِية تَدفَعهُ نَحو تَحقِيق هَدفَه، وَ السَعِي لإستِثمَار قُوته الذَاتِية وَ أن يَثِق بِقدرَاته حَتىٰ يَصِل للنتَائِج التِي تُرضِيه فِي النهَاية.

مَا مِن تَجرِبة حَلَت بِي إلّا وَ أنطَقتنِي شِعرًا،

فَكلِ الصُعُوبَاتِ لم تُقلِقُنِي فَقَضِيتِي مَع الحيَاة عَظِيمَة جدًا لدرَجةِ أن نِقَاط ضَعفِي لا تَستَطِيعُ تَدمِيرهَا.

تعَلمتُ كيفَ أبنِي سُلمًا مِن الأحجَارِ التِي تعَثَرتُ فِيهَا، وَ أن اتقَدم بِبطءٍ وَ لكِن لا أتقَهقَر للخَلفِ إطلاقًا.

فعظَمةِ الحيَاةِ ليسَت فِي التَعثُر وَ لكِن فِي القِيَام بَعد كُل مَرة أتعثَرُ فيهَا، وَ اذا كَان الطرِيقُ صَعب وَ غَيرُ مُمَهدٍ للسَيرِ فبإمكَانِي أن أسلُكَ العدِيد مِن الطُرقِ للوُصُول.

إن السببَ ورَاء اخفَاق الكَثِيرُ مِنَا ليسَ غِيَاب الرُؤيَا بل غِيَاب العَزِيمَة، فلا نَتَوقف عن المُحَاولة مَا لم يَتم النَجَاح، وَ مَا يُدرِكَه العَقل وَ نُؤمِن بهِ يَستَطِيعُ الإنسَان أن يُحقِقَهُ فِي حَيَاتِه.

ثلاثُ كلمَاتٍ هِي ( المِعوَل ) الأسَاسِي فِي الفَشل؛

* لا أعرِف

* لا أستطِيع

* مُستحِيل

فإذَا كَانت جِبَالُ الأَلبِ الشَاهِقة تَمنَعُنَا مِن التَقَدم فيجِبُ أن تَزولَ مِن عَلىٰ الأرض،

فنحنُ نَسقُط كي نَنهَض، وَ نُهزم فِي بعضِ المَعَارك لنُحَرِرَ نَصرًا أرَوَع،

تمَامًا كمَا نَخلُدُ للنَومِ كي نَستَيقِظ أكثَر قُوةً وَ نشَاطًا؛

فلنَبحَثُ عَن أُنَاسٍ يَكرَهُون الهَزِيمَة لأن

صَاحِب الإرَادة القَوِية لا يُطِيلُ الوُقُوف فِي هَذه المَحطَات بل يَختَرِقهَا لأنه لا يَلتَفِتُ إلىٰ الورَاء؛

فالعُقُول تَتحَارب أيًا كَان مُستَوَاهَا وَ لا تَجِدُ رَاحتِهَا وَ استِقرَارِهَا إلا فِي التَحدِي لأن مِقيَاس التَجَارب هُو ثُقلهَا لا عددها؛

فخَلف كُل عَزِيمَة هُنَاك دَافِع، وَ بقُوةِ الدَافِع تَقوىٰ العَزِيمة؛

قَد تَكون أفضلُ الطُرقِ أصعَبهَا وَ لكِن عَليكَ دَائمًا اتبَاعهَا، إذ إن الاعتيَاد عَليهَا سَيجعَلُ الأمُور تَبدُو سَهلة.

فالإرَادة هِي مَا تَدفَعنَا للخُطوةِ الأولىٰ عَلىٰ طَرِيقِ الكِفَاح، أمَا العَزِيمَة فَهِي مَا تُبقِينَا عَلىٰ هَذا الطَرِيق حَتىٰ النِهَاية؛

فمن كَان لديه المَوهِبة وَ صَقلهَا بالإصرَار فحتمًا سيصِلُ للقِمة؛ لأن السُقُوط ليسَ فَشلًا وَ لكِن بِدَاية لتذوُقِ طَعمُ الحَيَاة، فكُلمَا كَان السقُوط أقوىٰ، فسَيكُون الإرتدَادُ أعلىٰ.

أبدًا لم يَسلَم أحدٌ مِنَا مِن صَفعَاتٍ الزَمن، لكِنَ الأقويَاء فَقط هُم الذِينَ امتَلكُوا مِن الإرَادة قَدرًا مَنعُوا بهِ أيدِيهُم مِن أن تَتَحسَسَ مَوضِع الصَفعَة فَلم يَشعُر بألمِهِم أحد.

فَلا نَستَسلِم عِند مُنتَصفِ الطَرِيق فمَا زَال هُنَاك أمل🌹

.