نبدأ أولى خطواتنا بالتفكر و النظر لهذه الحياة من خلال مناظير الآخرين حتى نستطيع بعد ذلك تكوين منظورنا الخاص بالحياة بتفاصيلها المعقدة و البسيطة ,,, و مع ذلك فلا ننفصل بشكل تام عن بعض الأشخاص الذين نعتبرهم قدوات في المجتمع أو ملهمين ,, يبدون آرائهم في شتى المواضيع خصوصاً مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي التي باتت ضيفاً عقيماً لا يغادرنا لحظة ,, فأصبحنا نرى جميع الأطياف و الأشكال والألوان و حتى أننا أحياناً نتلون بلونٍ معين دون أن ندري بأننا نتقمص دوراً في المجتمع لا يشبه ذاتنا الحقيقة وهذا لأننا أسرفنا في التمعن و في استقصاء آراء " الملهمين " لدرجة أننا نسينا ملهمنا الأول في هذه الحياة و دافعنا الأكبر فيها و المتغير الحقيقي الذي يجب أن نهتم به و نعقب على أفعاله يوماً بيوم وساعةً بساعة ,,, إنه " الذات " ، أجل فالبعض يغوص في الآخرين لدرجة ينسى فيها نفسه بالمعنى الحرفي و ينجرف مع التيار مما يسبب تلون أعمى أو لنقل " عصبية عمياء " تدفع بالمجتمع نحو الضعف و تسبب ركاكة في بناءه و تصبح اساسات المجتمع هشة بل وربما أكثر مما أستطيع وصفه لأن الفرد هو اللبنة الأساسية في بناء أي جزء بسيط في المجتمع فكيف تكون اللبنة الأساسية عمياء ؟!
بغض النظر عن كل ما سبق فإن الحالة الفلسطينية خاصة تحتاج لتفكر وتدبر عميق لأننا نواجه سياسة التجهيل أو كما يسميها البعض " مؤامرة فكرية " و أؤيد هذا القول لأن المؤامرة تتوجه إلى أفراد منتجين فعَّالين في مجتمعاتهم مثقفيين وواعيين ,, لكن إن أصبح ماء النهر الذي يّرِدونَهُ كل يوم بدلَ الثقافة و العلم والدين ،، جهلاً حقداً وانقسام و تفرق ؟ تُرى ماذا سيبقى للأجيال السابقة لتستقيه من حكمة الأجداد ؟
لا زلت أسائل نفسي ترى ماذا سيكون دوري كفرد في مجتمع كبير ؟ وماذا سيكون التغير الذي أحاول فعله ؟ وما الصدى الذي قد يتردد من فعلي ؟
ولا زال الكف يناطح المخرز كي ينال ما يريد هو وما لا يريد له أعداءه أن يصله !
ولنحاول فقط ان ننظر للمفاهيم بشكل آخر غير الذي تلقيناه في المدارس و الجامعات !
تعلمْ فليس المرءُ يولدُ عالماً
وليس أخو علمٍ كمن هوَ جاهلُ
وإن كبيرَ القومِ لا علمَ عندَه
صغيرٌ إذا التفَّتْ عليه المحافلُ
- الشــافعي
-
Jenan Daadouمهندسة على الطريق . . !