أتعرف ما هو الوطن ؟

لن أقول كما قال غسّان لصفية ! "هو ألا يحدث ذلك كله "

سأقول أنّ الوطن هو أول أب لك و أول منزل،الوطن هو أول نفس تأخذه رئتيك حين ولادتك،هو خبز رمضان الذي تنتظر لتأخذه في الدور وهو رائحة الأزهار في فصل الربيع هو رائحة حبّات التراب حين تعانق قطرات المطر ،هو ريحة الأم ،

هو الشّوق والحب والحنين هو الذّكريات التي تمر على الذّاكرة ذات غفلة ،هو ليلة ذاتَ سماء صافية مُطرّزة بالنُّجوم ,هو هؤلاء الرّجال الذين باعوا أنفاسَهم وأنفسهم في سبيل أن يستنشق النّاس الهواء بطمأنينة..

ما الوطن أقول وأُعيد السؤال ! فأُجيبُني هو تلك الزّهرة التي زرعها طفل يتيم على قبر والده الذي مات لحظة معركة ..

ما الوطن أقول ! فأُجيبُني هو دموع أم أودعت ابنها حين جنّ الليل في دعائها

هو دموعها التي سالت على وجنتيها وبدلاً من أن تبرّد فؤادها تحولت إلى مقاصل من حديد تطعن في العين فتزيد الأمر مرارةً..

ما الوطن أقول ! فأُجيبُني هو جنّة الشّجعان حين يضحون بأنفسهم في سبيله وهو الجحيم بأم عينه للخونة ، ما الوطن أقول فأجيبني هو الأسوة مُحمد، من أولّه إلى آخره هو عمر و عليّ و أبي بكر ،هو أطفالنا الصغّار كما النبات الذي نشأة نشأةً صحيحة فاستحالت على ريح الحزن أن تخلعه !

وطننا جيش الرّسول حتّى وإن جنّ الظلم عليه لابد أن ينقشع ليأتي وعد الإله "إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا "

وطننا هو الدّعاء الذي أرسلناه على جناحا دمعةٍ في عتمة الليل ..

هو حقنا ومسكننا وسكينتنا إن مازلنا على إيمانٍ بذلك رغم ما يحدث..

الوطن :هو نحن.

د.