يحكى أنه كان هناك فتاة في ريعان شبابها تعمل في إحدى الشركات الغربية ،و كانت تعمل بجد و اجتهاد ، فكانت أول من يحضر إلى الشركة قبل مجئ الموظفين بها ،و كانت اخر من يرحل إلى منزله بعد أن تنهي العمل ، و عُرِفت هذه الفتاة بأنها فتاة جدّية ، و لم يكن لها أصدقاء .
و في يوم من الأيام طلبت من المدير التغيب يوم الجمعة فوافق المدير ، و لكن قبلها كان المدير يلاحظ أن هذه الفتاة أصبحت حديث الموظفين ، فقد أشاعوا بأنها في علاقة غرامية مع فتى ، و قد راَه المدير فعلياً في الشركة يأخذ منها المال .
بعدما وافق المدير لاحظ أن هذه الفتاة بدأت تتغيب كثيراً ، و أن العمل بدأ يتراكم عليها ، فقرر مراقبتها .
و بالفعل راقبها المدير إلى أن اكتشف ما جعله يسكت تماماً .
و بعد أن عادت الفتاة للعمل مجددا دخلت إلى مكتب المدير و خلعت البطاقة التي كانت معلقة برقبتها و طلبت أن تستقيل من العمل ، فوافق المدير على طلبها و قال لها : " أنتِ لستِ شخصاً صالحاً للعمل في شركتنا " ، و أعطى الفتاة ظرفاً قبل أن تغادر ، و بعد أن غادرت أمسك المدير بالبطاقة التي عليها اسمها و ابتسم .
قامت الفتاة بتجميع حاجياتها من على المكتب في الشركة و جمعتها في صندوق و عادت إلى منزلها .
و في المساء عندما كانت الفتاة تفرغ الصندوق أخرجت الظرف و فتحته و قرأت ما فيه و كان الاَتي :
" إن هذه الورقة ليست شكوى و إنما أردت أن أشكرك على عملك الرائع في شركتنا ، و أردت أن أشكرك أيضاً من كل قلبي على اعتنائك بالأطفال "
* اكتشف المدير خلال مراقبته لها أنها تعتني بالأطفال اليتامى و الذين لا مأوى لهم *
صُدِمت الفتاة عند قرائتها لهذا السطر و أكملت القراءة :
" و الله أنتِ إنسانة رائعة تقومين بالاعتناء بالأطفال و القيام بعملك على أكمل وجه ، و لهذا تقديراً لعملك جمعنا مبلغاً قدره 17 ألفاً لتكملي مسيرتك في الاعتناء بالأطفال ...تحياتي "
و هنا بكت الفتاة ، و لكن سرعان ما جففت دموعها ، و ابتسمت ، و قد اعتراها شئ من السعادة ...الإنسانية لازالت بخير
* الفتى الذي راَه المدير كان أخوها و يساعدها في رعاية الأطفال*
******************************************************************
أعزائي القراء أعتقد الاَن أنكم قد أصبحتم متفقين معي في مقولة " الأنسانية لازالت بخير " أليس كذلك ؟
-
Maha" ما الحب الا لشخص شعر القلب بطمأنينة عندما رآه " "كاتبة منوعات"