🔅خاطرة مفتون🔅(تتمة)
..مالوا ميل السكران المترنح بين الجدران.. الذي تلاحقه الهواجس كالذئب المفترس..فتراه وَجِلاً ..مهزول العقل ..لا يعي أين يطأ برجليه ..وقد يتمادى في غيِّه وأي غَيٍّ وهو لا يدري أنه لا يدري! ..هكذا هو المفتون بزخارف الدنيا ومغرياتها ..الملهوف على شهواتها والمقتصر نظره على الظاهر..وكأنه يقف على أوج جبل شامخ فيرى كل الخلائق صغيرة فيستحقرها على جهل منه، وهو معصوب العينين ..معكوس النظر..فيبدو إليه الأسود أبيضا ، فتختلط عليه كل الأشياء..
فيظن الحلم واقعا والواقع حلما..فيلتبس عليه الأمر حتى يدنو إلى جحر صغير يود لو يبيت فيه ليلة هادئة غير آبه بالغد ..ليلة قاتمة على فؤاده ..ضاغطة على كيانه..منفردا بين زمرة من الآهات النائحة ، تؤنسه وتداعبه مداعبة المغتصب المتمرد..تعذبه ملامح الوحدة وتؤرقه وحشة الظلام..ظن أنه بين النعيم المُنَعَّم..والخير الدافق ..لكنها كانت سرابا وحطاما لا تغنيه شيئا ..تلك جاذبية تستحوذ على الحريص والطماع ومن تمتع بخيرات غيره ..معتديا على أملاكه ومنتهكا حرماته..الذي دعا إلى الرذيلة وسعى إلى تفريق شمل الأحباب و غزو عقول الضعفاء والتأثير عليهم بالقول الكاذب والاستدراج السالب ..ذلك هو البهتان والمكر الفتان وهم كذلك منهم من كان له نفس المراد ..ولا أنفي الحقيقة لأنها الحق ..لا نلقي اللوم على الظالم فقط ..بل على أنفسنا أيضا ..لأننا كنا مفتونين بزخارف القول والمظهر..
طغى أسطول الأفكار المعادية لمعتقد المسلم على محيطه ، حتى هَشَّت بنيته وتلاشت أصوله، حين ضيعها بعض المفرطين وهي كانت بين أيديهم ومازالت..لكنهم يتعمدون المناورة والتلاعب ، كلاعبي كرة القدم أو كصائدي الفرائس ..إنها مصير أمة وليست مجرد "لعبة" تنتهي بالربح أو الخسارة! ..وهي لعبتهم ..حيث يسنون القوانين الوضعية على حسب هواهم .. كمشاهد يقلب قنوات التلفاز بضغطة زر! وهو متكئ على أريكته .
يتبع..
●العلوي محمد أمين●
-
محمد أمين العلويمحمد أمين العلوي ، من المغرب ، حاصل على دبلوم التمريض ، وحاليا أعمل تاجرا ، محب للمطالعة والكتابة..