. . . . " #أرستوكليس_المفقودة "

. الجزء الأول

. . . . . رواية

.

.

يجب أن تذهب إلى الحقيقة بكل روحك لتعيش ذلك الإنتصار المقدس ، بالنسبة لي ليس المهم أن تعيش بل كيف تعيش وسط فقدان الأمل ،

فمن فقد الأمل فقد الحياة و الكرامة ،

لذلك فأنا بن أبيه يحلل ويفسر كل ذرة في هذا الكون الفسيح ، لا شيء يمر علي مرور الكرام ، فكل شيء له تفسير وله ألف معنى ، فهذا النفس الذي يدخل ويخرج ليس بالعبث ،

وهذا العقل الذي منحه الله كنعمة ثمينة ليس ديكورا، بل هو هدية مقدسة ، و تلك الروح الدافئة التي هي من روح الله هي معجزة بكل المقايس ، أيها الإنسان أدرك ما أنت عليه من نعمة ولا تفقدها بجحودك .

لذلك " أنا " قررت الخروج من مدينة " أرستوكليس " بحثا عن حقيقة " أبي " أفلاطون المفقودة بحثا عن الوثائق التي أخرجها معه ، وتلك الأسرار التي لم نرى منها إلا شيئا ضئيلا جدا تحقق على الأرض الزجاجية ، لذلك قررت البحث عن الحقيقة ، وعن حقيقة اختفاء " أبي أفلاطون " وأسراره .

دعني أخبركم إذن ، من أنا ؟؟

أنا أكون ابن أفلاطون ، إسمي " بلامون " ، وقد مر على حياتي سنوات لا أتذكر أرقامها ولا عدد أيامها ، اليوم هو يوم جديد لي داخل " الأرض الزجاجية " ، رغم المنع الذي طالني من كبار طائفتي بسبب مغادرتي ، لأنني أحببت أن أخوض هذه المغامرة رغم الصعاب التي مررت بها في الخروج والدخول إلى " الأرض الزجاجية " ، و رغم عدم فهمي للغات أهل هذه الأرض الزجاجية ، ورغم الخطر الذي قد يفقدني حياتي ، أحببت أن أتجول في تلك الأرض البعيدة عن بعدنا والتي بيننا وبينها سور من الجليد الذي لم يذب رغم آلاف السنين ،وكأنه سور من الزجاج .

اليوم هو يومي الأول في " أرض الإنسان " ، دخلت إلى مدارهم لأجد نفسي في مدينة يقال لها " تطوان " .

كانت مدينة جميلة خضراء تملأها أشجار النخيل المثمرة وأنهارا جارية ، وحولها بحر أزرق وجبال عالية ،

ركبت قطارا أحمر اللون من وسط المدينة في اتجاه مدينة يقال لها " طنجة " لا أعرفها لكنني سأذهب إلى كهف

" هرقل " تلك البوابة الكونية .

بينما أنا جالس على كرسي القطار أشاهد معالم مدينة " تطوان " التي لم تخلو من الجمالية والجاذبية ، وتلك الروحانية النادرة، أخذت ورقة بيضاء وكتبت فيها رسالتي لأمي التي لم تشأ فراقي رغم كبر سني .

كتبت حروفا من " حبر الشوق الأخضر الزموردي " أقول فيها : . . مضى عامان يا أمي على الولد الذي أبحر برحلته الخرافية وخبأ في حقائبه صورتك ومعطفك الصوفي برائحة العنبر.. أنا وحدي الآن يا أمي أبحث عن رائحة أبي أفلاطون وبقايا رسائله المنسية ، أنا غريب وسط أهل " الأرض الزجاجية " ، لغاتهم مختلفة عن لغتي ولباسهم مختلف عن لباسي ،

أمي أتذكر أن أبي قال في آخر رسالة له قائلا :

"" ألا يخرج أحد من أولادي إلى أهل الأرض الزجاجية ""

، لكنني يا أمي لن أمل حتى أعيد أبي إلى الديار ، فأنا أعلم أنه لايزال حيا في مكان ما .

أمي الحبيبة مازلت أكل لقيمات صغيرة من خبزك الصنبوري الذي يعطني طاقة عجيبة .

أمي العزيزة أنا في السنة 《2022》 بوقتهم ، فالوقت عندهم غير الوقت عندنا ، و أرقام التاريخ عندهم غير أرقام التاريخ عندنا .

أمي الجميلة هذه البلاد التي أنا فيها كانت تعاني منذ فترة من وباء اسمه 《 وباء الشيطان الأسود 》، لكنهم تجاوزوا هذه المرحلة وصارت البلاد والعباد بأفضل حال ، لأنهم عرفوا أنا الدواء يكمن في داخلهم .

أمي يا " أميرة أطلانطيس " رسالتي بعثتها إليك عبر النقل الآني بكل شوق .

أمي الجليلة " سمو الأميرة طانطا " أنا الآن في طريقي إلى 《 مغارة هرقوليس 》 حيث كان يقيم قائد جنود الشمال في " مملكة أطلانطيس " حضرة الأمير هرقوليس " .

أمي أنا أقبل يديك وأنحني أمام مقامك .

سلامي

.

مقطع من روايتي 《 أرستوكليس المفقودة 》

.

بقلم : ريم الشاذلي Reem Shadili

.

.