يسألنى الصغير : ما الضلال ؟
قُلت لهُ : الضلال يا صغيرى هو أن لا تعرف الله و أن لا تبلغ اليقين .
قال : إنى أعرف الله .
قُلت : إن أعظم ضلال هو ضلال العارفين .
قال : كيف ؟
قُلت : أخبرنى من هو الله ؟
فأجاب بـصـمـت طـويل !
قُلت : العارف ضالّ يا صغيرى إن سَلك الطريق و هو عارف , فالغايات نبلُغها فى المُنتهى .
قال : و متى أعرف ؟
قُلت : حين تَصدُق فى مُرادك بالعرفان بهِ حتى تبلُغ اليقين ,
فترى النور بعين قلبك و يصدر مِنك و تراه فى الآخرين .
قال : و من يُرافقنى فى الطريق ؟
قُلت : ذاتك .
قال : و من يؤنس وحدتى ؟
قُلت : صوت الضمير .
قال : من أين يبدأ الطريق ؟
قُلت : يبدأ من حيثُ الروح .
قال : و إلى أين ينتهى الطريق ؟
قُلت : ينتهى حيثُ عودة الروح .
قال : عودة الروح !
قُلت : نعم , عودة الروح طاهرة إلى رَب الروح .
قال : إن الطريق إليهِ طـويـل .
قُلت : الغايات يا صغيرى نبلُغها فى المُنتهى .
قال : و ما الذى يُبقينى على الطريق ؟
قُلت : حُب الله و التشبُث بالفِطرة .
قال : إنى أُحب الله .
قُلت : و إن الله يُحبك .
ابتسم الصغير و صاح : " اللهم العِلم بكَ و نور الطريق إليك "
فكان النور !
نورهان محمود
2015