قضبان !
أنا أعشق حريتي فأرجوك لاتحرمني منها ..
نشر في 21 نونبر 2018 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
كانت تتنقل في السماء تطير
وبهديلها تغني كا أي حمامة سعيدة ترقص فوق الغيوم وتفرد جناحيها لأبعد الحدود.
كم يغمرها الفرح وهي تسابق الطائرات في الهواء
كانت تحلق هنا وهناك وتتجول مع صديقاتها الحمامات إن الحرية هي حياتها كما الماء والهواء لايمكنها أن تتخلى عنهما.
طارت ولعبة وحلقت وإبتعدت وفي المساء عادت لتجلس فوق شجرتها كانت حمامة مجهده ومتعبة فسرعان مارتاحت فوق مسكنها الأمن وفي الصباح التالي عادت تحلق كعادتها بسعادة وتتسكع مع صديقاتها إنها كانت تحب التحليق بالسماءوقرب النجوم والسكن أعلى الأشجار .... وفي يوم من الأيام كانت تطير عاليا تلك الجميلة البيضاء بجوار صديقاتها المحبات أطلقت تلك الرصاصة السوداء من فك تلك البندقية التي يزمر بها الصياد وقعت صغيرتنا البيضاء مصابة على جناحها وأغمضة الإبصار ؛ حملها الصياد وعلاجها ووضعها بقفص حديدي محكم الإغلاق وحينما إستيقظت وجدت نفسها داخل ذاك القفص العملاق الذي يفصل بينها وبين السماء ..... رفرفت محاولة الفرار ولكن هيهات هيهات ؛فكل رفرف تشبه أختها لاتكاد تحمل القفص ولا تهز القضبان ....ومع مرورالأيام أصبحت تدرك حمامتنا الصغيرة أنه لامفر من هذا القفص المتين .
كانت تتوق كل يوم لتطير في السماء وتشتاق لكل لحظة بقرب تلك الغيوم البيضاء المتناثرت بالأفق كالجليد ؛ ما أصعب هذا البعد عن موظنها الحبيب هي لاتطيق أن تبقي جناحيها مطويتين على جانبيها بل هي معتاده على أن تفردهما بعيدا حتى محاذات السماء ،بقية تلك الحمامة تعيسة ودموعها تجري ليل نهار تريد العودة تريد حريتها ورغم أن ذاك الصياد اللئيم أحبها فأخذها إلى بيته وأسكنها بأجمل الأقفاص؛ إلا أن قلبها ظل معلق بالسماء فمكانها ليس هذا القفص البأس ولا خلف هذه القضبان بل العيش والتحليق فوق الأشجار وطعامها ليس هذه الحبوب المغلفة ؛بل هي تحب البحث عنه مع رفاقها والتنقيب .... هكذا ولدت وهكذا تحب أن تعيش ؛وتعشق هذه الحرية فكيف تسلب منها بهذه السهولة ؟...... مرة أعوام من اليأس والدمار فكل يوم بعيد عن التحليق يعني الموت بالنسبة لتلك الحمامة ولكنها كانت تبحث عن الأمل وتفتش عنه بأبسط الأشياء فما ان يفتح باب القفص حتى تحاول الفرار ولكن لامجال فمحال أن تفلت من قبضت الصياد ؛تحاول إصال حزنها لذلك الصياد ليتركها وشأنها ولكن يبدوا أن لغتها لاتصل إليه.. بقية بهذه الحال حتى جاء يوم فتح فيه ذاك الصياد قضبانه الحديدية فوجد الصغيرة البيضاء تمتنع عن الحراك فبدأ يقلبها يمينا وشمال وهي لاترضى الحراك ؛ لقد كانت تشتاق لحريتها وحينما حرمت منها بات اليأس هو سيد الموقف .... وأصبح ذاك اليأس كفيلا بجعلها تموت من حزنها على السماء ..
-
رحمة حسنأنا هنا لأنشر ثقافتي المختلفة لا أفرض رأي ولا وجهة نظري على أحد مقالتي الخاصة بنكهة مختلفة أهلا بالمجانين والشغوفين بالقراءة _أكتب عندما أكون موجودة _دعمكم بمتابعتي ☺
التعليقات
إننا فى أوطاننا العربية تماما كهذه الحمامة..سجناء سلبنا حرياتنا وسعادتنا...صارت الحرية حلم يخبو مع كل يوم يمر.
لا حرمنا قلمك.. رحمة.