وقف الاستاذ الجامعي البروفوسير " يوسف " في منتصف القاعة و قد رسم خريطة لأهم مواقع المدن الجغرافية في العالم و لما اتي علي الخريطة اسم مدينة " اوكيانو " و قد نظر للطلاب بحسم 

" " مدينة"  اوكيانو " في اليابان هذه المدينة تحوي كهف يسمي " تشسبيري " و هذا الكهف كان شاهد علي انتحار الجنود اليابنين أثناء الحرب العالمية الثانية و ذلك حتي لا ينهزموا أمام امريكا و الموقع الحالي الكهف يحوي عدد كبير من الهياكل العظمية الخاصة بالجنود اليابنين"

" الا يبدوا المكان مخيف يا " دكتور يوسف  " لماذا لم يتم دفن الجثث و تركها للتحول الي هياكل عظمية  "

"لم تكن الظروف تخدمهم يا " زياد " الحرب توقع بها أي شيء يا ولدي "

"مؤسف و الله يا دكتور و لكن يخلد عنصر هام في الشخصية الاستراتيجية العسكرية للجندي حيث فضل الموت  علي الهزيمة !"

" يسعدني انك تفكرين يا " جهاد " المطلوب منكم الآن يا شباب سننظم جولة ميدانية الي الكهف حتي يتم استكشافه و سنري في النهاية بحوثكم و مناقشتكم "

داخل المطار جلست " جهاد " غاضبة و هي تحدث صديقتها " هالة " 

"يا ليتني لم اتحدث انتهت جميع الأماكن في العالم حتي نذهب إلي ذلك الكهف المرعب !! "

"كفي عن مشاهدة افلام الرعب يا " جهاد " أراها جولة رائعة "

" حسنا اجلسي انتي وسط "الميتين " و انا عايزة اكل "

" انتي دايما كده همك علي معدتك و الله اخاف تاكلي الميتين ههههههه "

" هههههه ليس لهذه الدرجة الا تريدوا لي أن أبدع و ابتكر كيف أبدع بدون طعام !!" 

" ههههه لا تفصحينا أمام الاجانب يا " جهاد " عندما نركب الطائرة سنجد طعام و مشروبات كما تريدي " 

" اذا كان هذا فلا مانع هيا الي الطائرة يا فتيات " 

حلقت الطائرة في منتصف الخطوط الجوية و نبه الكابتن علي الركاب ربط الأحزمة ضحكت " جهاد " و هي تنظر لرفيقتها "هالة " 

" وحدووووه كلنا لها يا اختي ههههههه " 

"  ههههههههه لا اله الا الله محمد رسول الله ما دايم الا وجه الله يا حبيبتي من سيوزع علينا القهوة السادة "

" القهوة السادة هذه  نوزعها علي أرواح الميتين في الكهف هههههههه "

" ههههههه نحن نستطيع تكوين ثنائي كوميدي رائع "

"طبعا طبعا يا " هالة " لصمتي الان سيسمعنا الدكتور " يوسف " 

" اوووه هذا  رجل معقد كيف تتحمله زوجته و أولاده " 

" هههههه انتي مصممة أن نرسب في مادته انا سمعت أنه مطلق من زوجته "

" عندها حق يا اختي الم اقل لكي هذا رجل لا يحتمل " 

" ساخبرك سرا زوجته اخت صديقة لي كان دائم الشجار معها لأنه لا يهتم بها وولده و دائما ما يتحجج بالعمل حتي وصلت إلي أن المسكينة تعرضت لحادث قوي ادي الي اصابتها بالشلل فطلقها دون تفكير و لم يسأل عنها أو عن الولد "

" مسكينة هذه الفتاة حظها قليل المفروض ندفن هذا الدكتور مع الميتين "

" هههههه هل سنتحول الي " ريا " و " سكينة " " 

" ههههههه مظبوط عارفة دورك تمام اين القماش و الماء ههههههههه " 

" و مكان الدفن موجود و لن يشك أحد هههههههههههه "

" ههههههههه تحسي داخلك مشروع سفاح صغير هههههههه"

عند الكهف " تشتبيتري " دخل الجميع في انتظام ما بين تبادل الضحكات و المزاح نظر إليهم دكتور " يوسف " بحزم 

" هنا يا شباب موقع كهف " تاشبيتري " الذي حدثتكم عنه سابقا و لان قولوا لي ما ملاحظتكم العملية يا شباب " 

"رائحة الجثث عفنة يا دكتور لا استطيع التنفس "

"ملاحظة ذكية يا " جهاد " الطالبة النجيبة هذا ناتج عن تحلل الهياكل العظمية من أكثر من مائة سنة ..." 

تهمس لصديقتها بضحك 

"" هالة " أنه مصر انني الطالبة النجيبة " 

" أنه مخدوع بكي يا " عبقرينو " ههههههه"

" تقللي انتي دائما من قدراتي لولاي كنتي زمانك لا تفهمي شيء تنسي مين يذاكر لك قبل الامتحان " 

" هههههههه لن تتوقفي عن اذلالي لتلك المرة اليتيمة التي ذاكرتي لي بها و ياليتك ما فعلتي  كدت ارسي بسببهم دخلت الامتحان و انا أتساءل من  احلي وجبة ماكدونلز التي اكلناها ليلة الامتحان مع الكاتشب و البيبسي و لا الهياكل العظمية   ههههههه "

" ههههههههه انا بهت عليكي انا تقريبا فيروس ههههههه "

" ههههههههه اين المصل اذن "

" هي فنجان شاي مع بسكويت و راح تبقي A1  هههههههه"

" اكيد بتتناقشوا في الهياكل العظمية يا " جهاد " يا فخر الدفعة "

تكتم ضحكتها و هي تتكلم و ظهر علي وجهها البلاهة 

"طبعا طبعا يا دكتور " ثم تهمس لصديقتها 

" انا الاولي الالفا ههههههههه " 

" هههههههه من اخر الدفعة لا يوجد احد بعدك هههههه "

"انظري يا " هالة " بائع الايس كريم اريد منه "

" هههههه طفلة طول عمرك كيف ستتصرف الان "

" سوف نذهب و نعود بسرعة دون أن ينتبه لنا الدكتور "

" هذا يسمع دبة النملة هههههههه"

" الله يستر يا بنتي و لا نظبط متلبسين بجريمة الايس كريم هههههه"

ذهبت الرفيقتان تجاه البائع و هن يتضاحكن 

" لو سمحت نريد ٢ ايس كريم شيكولاتة و فراولة "

" !!!!! " 

"اخ لقد نسيت البائع لا يعرف العربية ماذا نفعل " 

" هل من مشكلة يا بنات "

تتجه إليهم فتاة تحمل ملامح عربية مصافحة لهم 

"نحن لا نعرف اليابانية و نريد ايس كريم "

" انتم اغراب اذن "

" نعم نحن طلاب عرب قادمين في جولة لدراسة و زيارة  كهف تشستبري "

" اهلا بكم انا " لين " مترجمة ياباني عربية ايضا و اعيش في اليابان "

" اهلا بكي انا " جهاد " و هذه " هالة " بالتاكبد الحياة في اليابان صعبة "

" بصراحة نعم الغربة مرة و لكنها شرلابد منها "

"معكي حق و الله هل كنتي في جولة منذقليل " 

" ليس لدي عمل اليوم يمكنني مرافقتكم " 

" شكرا هذا لطف منكي حبيبتي يسعدنا ذلك "

" صحيح الا تخافي حين تأتي هذا الكهف "

"اعتدت الذهاب إليه لكن كل مرة اري الهياكل العظمية احس كأنني داخل زمن المعركة و أضع نفسي مكان الجندي الياباني و أتساءل لو كنت محله هل كنت سانتحر ام ساقاتل حتي الموت لكني لن استسلم للهزيمة ابدا "

"لو كان الانتحار حلا لانتحر الجميع يا " لين " الشهادة بشرف خير من الموت منتحرا خوفا من الهزيمة "

" خير يا " جهاد " انتي مريضة اول مرة تتحدثي بعقل "

" اوووه ههههههه الا استطيع ان تتقمص الشخصية و لو الثانية هههههههه "

" انتن كثير لطيفات يا بنات " 

"احم احم و انتي سكر سكر عسل ابيض تؤبشي قلبك خيتو " 

" هناك سؤال اود طرحه عليكي يا " لين " كيف تري الخوف " 

" سؤال ذكي و محير جدا تعرفين الخوف هو العدو الرئيسي لإنسان ..الخوف هو الهواجس و الاشياء التي نخشاها الإنسان علي مر العصور ظهر مخاوفه من خلال اخذاحتياطته احيانا يكون الخوف إيجابي كالخوف الذي دفع الإنسان القديم استصلاح الأراضي و زراعتها خوفا من الحيوانات المفترسة المنتشرة في الصحاري "

"الخوف يتحول الي ظاهرة سلبية حين يقف بينا و بين احلامنا و طموحاتنا كان القائد و البطل الشهيد"  عمر المختار " رحمه الله قال لحظة إعدامه من ايطاليا 

" سوف تأتي أجيال من بعدي تقاتلكم أما أنا  لحياتي ستكون أطول من حياة شانقي "

لم يجزع " عمر المختار " أو يهاب  من الموت بل كان علي يقين كامل أن الموت لن يعني نهاية الحلم بل ستأتي الابطال من بعده يواصلوا المسيرة و هذا ما حدث فعلا .."

" احسنتي المثال و الله يا " لين " رحمه الله " اسد الصحراء "" 

" التاريخ مليء بالسير التاريخية التي حدثونا عن مواقف الشجاعة و عدم الخوف تحضرني هنا لحظة تسليم " غرناطة "للاسبان وثب " موسي بن أبي الغسان " من عرب الاندلس رافضا تسليم المدينة قائلا

" ليعلم ملك النصاري أن العربي قد خلق للجواد و الرمح فإذا طمح الي سيوفنا. فليكسبها غالية اما أنا فخير لي  فقبر تحت أنقاض غرناطة في المكان الذي اموت دفاعا عنه  من قصور نغنمها بالخضوع لأعداء الدين "

 يدخل إليهم دكتور يوسف 

" احسنتي يا " آنسة لين " نحن سعداء بتواجدك معنا " 

 تهمس " جهاد " الي رفيقتها ضاحكة 

" الحمد لله سينساني قليلا ههههه"

"لصمتي سيسمعنا يا جيجي ههههه"

" جيجي مرة واحدة اكيد تردي مني شيء مقابل هذا الدلال " 

"اوووه عارفني انتي يا " جيجي " من رفيقتي التي ستشتري معي الهدايا "

" ههههههههه يا مصلحة انتي طبعا ساكون معك هيا بنا يا فتاة "

اوقفتهم " لين " ضاحكة

" انتظروا ساعرفكم علي محلات الهدايا انتوا لا تعرفوا اللغة "

" اوووه لقد نسينا هذا لطف منك يا " لين " هيا بنا يا فتيات "

" عند الطائرة استعد الطلاب لصعود الطائرة و كالعادة الهمس و الضحك بين " جهاد " و " هالة " ودعتهم " لين "

" انا جائعة يا بنات الن نجد طعام بالطائرة " 

" هههههه المفروض كنا تركاناكي مع الموتي هههههه أتركي طعام لنا سننقرض يا " جهاد " هههههه "

" انكري انك شريكتي في الجريمة ههههههههه "

" ساشتاق اليكن يا فتيات مع من ساتبادل المزاح "

"معنا مقعد فارغ في الطائرة اركبي معنا الم تشتاقي   لاهلك "

" فكرة رائعة يتكون مفاجأة روعة لامي "

أعلنت الطائرة عن تحركها وسط ضحكات الفتيات التي ملان  الجو مزاحا و ضحكاتهم تمليء الطائرة العائدة الي ارض العروبة "

" النهاية "