أهوى الكتابة لكن ! - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

أهوى الكتابة لكن !

القلمُ دائمًا مكسورٌ

  نشر في 01 أبريل 2016 .

بداية .. أعتذر لهذا القلم الذي كسرته قبل أن أدرك أن لا غنى عنه ولا غنى عما أريد .. أعتذر لأنني حتى أدركتُ ذلك .. احتجتُ أن أفقد الكثير .. فلم تعد باستطاعتي أن أكتب شيئًا بعد الآن .. لأنني وبرغم احتياجي للكتابة كاحتياجي للهواء .. لم أعد أدري أيَّ معنىً للكتابة ! ..

هم علموني .. أن أكون ما علي أن أكون .. علموني أن لا مكان للإرادة .. علموني أن لا مجال للاختيار

واليوم حين أسير في الشارع .. لا أحس بالهوآء .. !

لا أشعر ببلة في ريقي .. عند شرب الماء .. !

حين أمسك بالقلم ، أحسني غريبةً عنه وينفر مني ولا يعود .. فالقلم في واقعهم دائمآ مكسور ! ..

تتملكني رغبة ملحة للضحك ، ورغبة ملحة للبكاء اللذيذ ! تتملكني رغبة في العيش

لكنني ، لا أستطيع

فـ أنا .. لست حقيقية ..

ولا أدرك إن كنت ميتةً أم أني من صنع الخيال .. !

حتى مرآتي تنفر مني .. هي لا تريد أن تعكس صورة لوهم .. فهي لم تعتد يومآ .. أن يكون الوهم خلف زجاجها انعكاسًا لوهم أيضآ !.

إنني أحتاج حقآ .. لمن يذكرني ، ويعلمني

هل ما جرى 'ها ~ هنا' حقيقيآ ؟؟ أم أنه من صنع خيالي !

هل ما شاهدته حقيقة ؟؟

هل الحياة حقيقة ؟؟

هل الوطن حقيقة ؟؟

هل الدفء حقيقة ؟؟

هل الحلم حقيقة ؟؟؟؟

هل هم حقيقة .. ؟؟

حينهآ .. وفقط حينهآ .. سأعرف إن كنت وهمآ أم حقيقة

لكن اليوم .. لا زلت في وآقعهم ، وفي وآقعهم :

"القلم دائمآ مكسور"

إنني لا ألومُ القلم .. فمن حقّه أن يعبر عن اشمئزازه وحزنه تجاه هذا العالم

فكيف يكتب .. وهو مقيدٌ في يدي أنا

أنا التي قد عرفتُ أن لا قيمة للحياة .. ولا قيمة للكتابة بعد الآن ..

فكيف أكتب ؟؟ وقد خانني الحب الذي كتبتُ لأجله عشرات المرات

كيف أكتب ؟؟ وقد أحرق الحبيب مئات الأوراق التي كتبتها لأجله

كيف أكتب ؟؟ وقد قُتِل الوطن الذي صغتُ لأجله آلاف الأشعار

وحلمتُ في دفاتري ليالٍ وشهور وأعوام .. بعودةٍ قريبة سعيدةٍ إلى هناك

كيف أكتب ؟؟ وقد تبعثرت أحلامي التي نسجتُ الأغاني بحبّها

وقد تاهت ورحلت دونما رجعة تُؤمل .. كيف أكتب ؟؟

كيف أكتب .. وقد سقطت كلُ معاني المحبة , والوحدة , والفداء

التي علمتموني إياها في الطفولة

كيف أكتب .. بعدما خان الأخُ أخاه

بعدما قتل الولدُ أباه ..

بعدما تخلت الأمُّ عن ابنها .. كيف أكتب ؟؟

كيف أكتب بعدما صار الحبُ غباءً واستخفافًا بالذات !

بعدما صار الحبيبُ حمضًا مالحًا .. إن وُضع على المكان السليم لوّثه

وإن وُضع على الجرح .. قتل صاحبه !

كيف أكتب .. وأنا منذ ولادتي حتى اليوم .. يحدثونني يوميًا عن الصداقة

وأنا لم أرَ ليومٍ واحدٍ في كل حياتي .. معنىً حقيقيًا ملموسًا للصداقة !

كيف أكتب ؟؟

بعد أن صارت الوحدةُ ملجأ السعادة الوحيد .. كيف أكتب !

كيف أكتب ؟؟

بعد أن صار الوطنُ نجمةً لا ترى حتى ليلًا في السماء !

تبعدُ عنا ملايين المجرات .. تحاط بمليارات الكواكب

يفصلها عنا .. عالمٌ .. وتحرمنا منها عوالم !

كيف أكتبُ ؟؟

وقد ماتَ الطفل أمام عينيّ جوعًا .. في عالمٍ يعجّ بالأشجار والموائد !

كيف أكتب ؟؟

وقد ماتت الفتاةُ قهرًا .. في عالم استلذّ بالأنوثة حتى قتلها ..

كيف أكتب ؟؟

وقد قُطع لسانُها أمام عينيّ .. وقُصّت شفتاها ..

بعدما خُيّرت .. إما أن تكون تسلية لهم .. أو طعامًا للكلاب .. فاختارت سيء الأسوأين .. كيف أكتب ؟؟

كيف أكتب .. بعد ما بكت الرجال

كيف أكتب .. بعد ما قًهر الجميع

كيف أكتب ..

بعدما ..

مات الجميع

كيف أكتب ؟؟

ولمن سأكتب ؟؟

وأي حلمٍ بعد حلمي الراحل سيلهمني في الكتابة

وأي قصةٍ سأختار ؟؟

ما عدتُ أحمل قصةً مسلية .. ما عدتُ أحمل قصةً تستجلبُ القرّاء ..

فما عاد اليوم في عالمي بالأصل قرّاء !

وما عاد في عالمي مهتمون بالحلم وبالطفولة !

كلٌ مشغولٌ اليوم بالبحث عن قوت يومه .. وغده

كلٌ مشغولٌ اليوم بالبحث عن الحياة ..

آهٍ يا قلمي المكسور ..

آهٍ يا قلمي المبتور ..

آهٍ يا قلمي المقتول ..

ليتنا متنا جميعًا .. وبقيتَ أنت على قيد الحياة

ليتني رحلتُ وتركتك خلفي .. تحدثُ الأجيال القادمة عني

تخبرهم أني خُلقتُ لأعيش في عالمٍ لا حياة فيه

أني خُلقتُ لأتجمّل في عالمٍ لا جمال فيه

أني خُلقتُ لكي أقاوم نفسي .. قبل أي شيء آخر

لكي أهاجم نفسي .. قبل أي شيء آخر

لكي أقتل نفسي .. دون أي شيء آخر

لكنّي وبالرغم من حزني .. ومن مأساتي الدائمة ..

لا زلتُ أعذركَ ..

وسأعذركَ للأبد ..

فحقًا .. ما عاد هناك شيءٌ .. يستحقُّ الكتابة .


  • 1

   نشر في 01 أبريل 2016 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا