لاحظت في السنوات الاخيرة، أن أكبر هموم المواطن المصري اصبحت تكمن في الطعام! بالطبع شريحة الفقراء خارج نطاق موضوعي، لأني أخص بالذكر الفئة المتوسطة، والميسورة، فأكثر ما يشغلهم هو طعام اليوم.. وغد!.. وبعد غد!! ليس لحاجتهم له ! وليس كنوع من الجوع أو الضرورة!! فعند شراء الأغراض الأساسية من المحلات، أول ما نفكر فيه هو ركن الأغذية، هذا ليس عيباً فهو بالفعل من أساسيات حياة الإنسان، وليس عيباً كذلك أن نركض وراء العروض والتخفيضات الهائلة التي تعلن المحال التجارية عنها، ولكن الكارثة الكبرى في إعتقاد المواطن المصري أنه في سباق مع باقي المستهلكين المتواجدين في "السوبرماركت"، فيصبح كل همه هو الحصول على المنتجات المتواجدة في العرض أو التخفيض كلها! وكأنما لا يشعر براحة نفسية إلا عندما يحصل على كل السلع ويترك الرفوف فارغه، بل ويقيم الدنيا، وتنشب المشاكل بين اثنين، لحصول هذا على عدد أكبر من السلع !! على الرغم من أن كليهما ليسا بحاجة لها !! لا أعلم إن كان هذا نوع من كره الخير للآخرين، فيعمل الكل جاهداً على الإستفادة لأقصى درجة ممكنه، ليمنع الآخرين منها ؟! أم هو نوع من الشراهة والطمع، لمجرد أن سعر السلعه أصبح مخفضاً، أو أنهم أرفقوا بالسلعة "كوب زجاج" او "ملعقة سكر" هدية!! في إعتقادي، أنه طمع بالفعل، فلا يرتاح المصري إلا والطعام يغرق ثلاجته، والأعجب! والأدهى! بل والأمر من كل هذا!! أن ضميره لا يؤنبه عندما يفسد نصف هذا الطعام، لركنه فترات طويله، ويرمى في سلة المهملات بكل بساطه! ، وأكبر دليل هو شهر رمضان، شهر الصوم!.. والعبادات!! فلا تكون الأسرة المصرية راضية عن شكل مائدة الإفطار إلا وتحمل كل ما لذ وطاب من الأصناف حتى لو لم يتعدى أفراد الأسرة 3 أفراد فقط! ، والمشكلة لا تكمن في أنهم يملؤون بطونهم بهذا الطعام، فيتكاسلوا عن اداء العبادات والصلاة فقط! بل تكمن القضية في أن بواقي هذه السفرة الملقاة في سلة المهملات، تكفي عشرات الأسر المحتاجة لزيادتها عن الحد! ، إذا كانت نقودك كثيره لهذه الدرجة التي تجعلك تسرف في حاجة منزلك للطعام، وفرها للمحتاجين، فهم كثر! والأفراح تقام في بطونهم إذا دخلتها كسرة الخبز فقط!! ولكن تفكير كل شخص في ذاته.. في انه أولى بهذا المال والطعام من غيره ، كون أزمة عميقة جذورها تأصلت، ويصعب انتشالها من المجتمع المصري..!
-
Donia AdelStudent at mass comm, journalism department,young writer