مسرحية كهرومغناطيسا - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

مسرحية كهرومغناطيسا

خيال علمي لليافعين

  نشر في 20 ديسمبر 2017 .

مسرحية كهرومغناطيسا

تأليف هواش نصر الصالح

المشهد الأول

تنزاح الستارة عن غرفة . في صدر المسرح ما يشبه نافذة كبيرة تطل على فضاء كواكب و نجوم

شاب في الخامسة عشر من عمره شعره أحمر يتسلى

بملاعبة سلحفاة آلية و في زاوية الغرفة جلس رجل آلي

يبدو أنه خادم ينتظر الأوامر

تدخل طفلة مرحة في السادسة عشر من عمرها شعرها

أحمر أيضاً ترتدي قميصاً رياضياً مكتوب عليه نادي

نبتون لكرة القدم

الطفل يخفي سلحفاته في درج في خزانة خشبية

و يتصفح دروسه في كمبيوتر لوحي

منيرفا : لماذا لا تذهب معنا لحضور المباراة في كرة

القدم للفتيات بين كوكب نبتون و كوكب بلوتو, إنها

النهائية , سيتحدد بعدها الفائز

زاهد : منذ أعلن كواكبا إلغاء مسابقة كرة القدم للذكور

و اقتصارها على الإناث , زهدت بمباريات كرة القدم

منيرفا : بالفعل انك زاهد , لا أقول لك على شيء , إلا

و تقول لي زهدت , و لكن ما هو كواكبا

زاهد : يا لك من حكيمة , أنت اسم على مسمى ,

منيرفا سيدة الحكمة و لكن كيف لا تعرفين كواكبا انه

اتحاد كرة قدم الكواكب

منيرفا : ما الذي يشغل بالك يا زاهد

زاهد : في أي عام نحن

منيرفا : في العام 200 ب ك

زاهد : تقصدين بعد الكارثة

منيرفا : هكذا يؤرخ أهلنا , بعد الكارثة التي أودت

بكوكبهم الأصلي الأرض

زاهد : هذا ما يشغل بالي يا منيرفا , الأرض , أشعر

باشتياق إليها و كأنني ولدت فيها و عشت فيها

منيرفا : هل هذا معقول , هل الحنين الى الوطن

محمول على الجينات الوراثية

زاهد : ربما كان , من يدري

منيرفا : لكن كوكب الأرض محاط بموجات

كهرومغناطيسية تمنع أي أحد من الوصول إليه

زاهد : و كيف عرفت هذه المعلومات

منيرفا : من الأهل , من الناس , من المدرسة

زاهد : هل هناك وثيقة تثبت ذلك

منيرفا : بالطبع أفلام فيديو من الصناديق السوداء

زاهد : أية صناديق

هنا يدخل الأب

منيرفا : جئت في وقتك يا أبي أريد أن اذهب لأشجع

فريق نبتون , لا بد أنه سيفوز على فريق بلوتو و يحقق

كأس الكواكب

الأب : احذري أن تضيعي في الزحام

منيرفا : أي زحام يا أبي , طوال مئتي عام , لم يصل

عدد سكان المجرة لأكثر من بضع مئات من الآلاف

تنصرف منيرفا

زاهد : صحيح يا أبي , كم كان عدد سكان الأرض

عندما حدثت الكارثة ؟

الأب : تقول احصائيات الصناديق السوداء إن العدد كان

ثمانية مليارات في نهاية القرن الميلادي الحادي

والعشرين

زاهد : أهكذا كانوا يؤرخون

الأب : نعم

زاهد : و ما هي الصناديق السوداء

الأب : صناديق تحفظ في قوالب متينة للغاية ,

مصنوعة من مواد قوية مثل عنصر التيتانيوم، تحيطها

مادة عازلة لتتحمل صدمات ، و لتتحمل حرارة تفوق

ألف درجة مئوية . سجلت هذه الصناديق كل شيء عن

كوكب الأرض . كان سكان مارديدا و هم كائنات فائقة

الذكاء قد زرعوها في الأرض للتجسس عليها , ثم

انقذفت هذه الصناديق بعد الكارثة و وصلت معنا الى

كواكب المجرة

زاهد : سكان مارديدا ، هل كانوا هم سبب كارثة

الأرض

الأب : بل لقد فوجئوا بجنون البشر ، و قيامهم بحروب

عالمية أفنتهم ، و لم ينج منهم سوى بضعة آلاف انقذفوا

بفعل الضربة الهائلة ، التي نجمت عن انجذاب كويكب

الحديد الى الأرض ، و ارتطامه بها

و سقطوا على كواكب المجرة ، و نجوا بفضل أجهزة

الإسعاف الذاتي ، التي زرعها سكان مارديدا في هذه

الكواكب ، و انقذفت معهم مئات من الصناديق السوداء

زاهد : و كيف كانت علاقتكم معهم

الأب : سكان مارديدا ، حصنوا مجرتهم بعد الكارثة ،

فلم يخرجوا منها ، و لم يسمحوا لأحد بالوصول إليهم

زاهد : هل كانت كارثة الأرض بفعل القنبلة النووية

أو الذرية

الأب : لا , بل بفعل القنابل الكهرومغناطيسية و هذا سر

انجذاب كويكب الحديد

زاهد : كما علمونا في المدرسة ﺗﺘﻤﻴﺰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ

ﺑﺄﻧﻬﺎ ﺗﻌﺘﻤﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﻮﺟﺎﺕ ﻛﻬﺮﻭﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺗﻨﻄﻠﻖ

ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻮﻟﺪ ﺭﺃﺱ نووي ، ﻭﻟﻴﺲ تفاعلاً

ﻛﻴﻤﻴﺎﺋﻴﺎً ﻛﻤﺎ ﻫﻮ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﻊ ﺑﻘﻴﺔ ﺍﻟﻘﻨﺎﺑﻞ ، ﻟﺬﺍ فهي

ﻻ ﺗﺘﺴﺒﺐ ﺑﺨﺴﺎﺋﺮ في ﺍﻷﺭﻭﺍﺡ

فكيف انتهت الحياة على الأرض

الأب : لقد تعود الناس على الكهرباء , و أصبحت

حاجة أساسية . تخيل نفسك تشاهد مسرحية خيال

علمي و عرض فيديوهات , و فجأة تنقطع الكهرباء

= يمكن للمخرج أن يقطع الكهرباء لثواني

الغسالات , الطهي , الإنارة , وسائل النقل ,

الكمبيوترات ، كلها تعتمد على الكهرباء . في ﺃﻗﻞ ﻣﻦ

ﻏﻤﻀﺔ ﻋﻴﻦ استطاعت ﺍﻟﻘﻨﺒﻠﺔ ﺍﻟﻜﻬﺮﻭﻣﻐﻨﺎﻃﻴﺴﻴﺔ ﺃﻥ

ﺗﻘﺬﻑ ﺑﺎﻟﺤﻀﺎﺭﺓ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ إلى ثلاثمئة ﻋﺎﻡ

للوراء ﻟﺘﺘﺴﺒﺐ في ﺍﺗﻼﻑ ﻭﺗﻌﻄيل ﻛﻞ ﻭﺳﺎﺋﻞ

المواصلات ، ﻭﺃﺟﻬﺰﺓ الكمبيوتر ، ﻭﺍﻟﻤﻴﻜﺮﻭﻭﻳﻒ

ﻭﺍﻟﺒﻨﻮﻙ، ، ﻭﻣﻌﺪﺍﺕ ﻭﺴﻔﻦ ﻭﻛﻞ شيء معروف للبشرية

و كان من نتائج الحرب تشكل طوق مغناطيسي حول

كوكب الأرض , و لا شك إن جميع البشر قد فنوا هناك

زاهد : أبي أريد الذهاب الى الأرض لاستكشاف

إمكانية الحياة بها

الأب : لا يمكن . الغلاف المغناطيسي يمنع

زاهد : فلنجرب , ألم تقذفنا قوة هائلة الى هنا ، فلعل قوة

شبيهة تعيدنا

الأب : دعك من الترهات , فكر بحلول تجعل شعرك

أسوداً , هل يعجبك لون شعرك الأحمر

زاهد : انه لون شعر جميع سكان الكواكب , ليس محبباً

لكننا ألفناه , علمنا أن أجدادنا الأرضيين كان لون

شعرهم أسود

الأب : إذن ، فكر بنشاط علمي تمارسه هنا , لا

بالذهاب الى المجهول

= طائرة هليكوبتر صغيرة جداً تمرّ بجانب الأب فيجفل

الأب : ما هذا ؟

زاهد : لا تخف يا أبي , هذه مصغرة اخترعتها

الأب : و كيف خطرت على بالك الفكرة

زاهد : شاهدتها في الأفلام الوثائقية عن حياة

أجدادنا على الأرض

الأب : الأرض . أكان عليهم أن يكونوا أغبياء

زاهد : أرأيت يا أبي حتى أنت تحن

الأب : كفى , سأرسلك عدة أيام الى كوكب الاستجمام ,

طالما بدأت عطلة الصيف . هل تعرف إني دبرت

كرت دخولك إليه بالوساطة

زاهد : بالفعل إدارة الكواكب لا تسمح لأكثر من أربعين

شخصاً بالدخول أسبوعياً الى كوكب الاستجمام . و لكن

يا أبي ، تغفر لنفسك الحنين و تلومني عليه . أنت

استخدمت للتو عبارة عطلة الصيف. نحن نسميها

العطلة السنوية . لأنه لا أربعة فصول لدينا كأجدادنا

و لكنك استخدمت تعبيرهم

الأب : هل تريدني أن اطلب من آليتو أن يتولى

إقناعك . قلت لك انتهينا . جهز لوازمك للسفر الى

كوكب الاستجمام

= الرجل الآلي يبتسم ابتسامة ساخرة

و هو يجلس يلف رجلاً على رجل في زاوية المسرح الذي يمثل بيت زاهد

زاهد : عشنا و شفنا . خادم آلي يتحكم بنا .

اشتهيت بيتاً في الكواكب ، لا يوجد به خادم آلي .

سأذهب الى كوكب الاستجمام ، على الأقل لا يوجد

هناك آليون

يسدل الستار ثم يرفع بعد وقت يصبح فيه المشهد الثاني جاهزاً




   نشر في 20 ديسمبر 2017 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا