الزمان هو أي زمان تريده ، والمكان هو السماء ،ذلك الغطاء الأزرق الذي يسلب اللب ويريح النفس ..
الأبطال هم نحن جميعاً ،نعيش فوق ؛نحن النجوم ..
نسبح في السماء بدون طائرة أو مكنسة ساحرة ، نجاور القمر ، نستريح عالغيم ، نتراشق بالسحب ونذرع العالم كله جيئة وذهاباً في غمضة عين _لا إحساس بالوقت _.
لاشئ يشغل بالنا ، ولاشئ يؤرقنا ،ولاشئ على الاطلاق سوى السعادة ، نمارس الحياة بلون واحد فقط من الأشياء ، لانعرف كل الأضداد التي تعطي للحياة ماهيتها وكينونتها ، لانعرف غير الأزرق والأسود ، لانعرف غير الضحك والتحليق والحياة ، لانعرف إلا مانحن عليه ،أطفال نحن وجميع الألعاب بحوزتنا ، لاشغف للاستمرار ، لن نرى أكثر مما كان .
بيوم ما ، وعند سفرنا بأرجاء المجرة ، اكتشفنا شيئاً ....ثم شيئاً ....ثم أشياء ، فقط بنظرنا إلى الأسفل ولأول مرة بحياتنا وجدنا شغفاً .
وجدنا لونا مغايراً يشبه ليلنا ، لكنه أغبر ، تساءلنا عن كنهه ولاإجابة ، فمن تسأل ومن سيجيب وجميعنا نفس العقول المدمغة بختم السحاب ، حاولنا الهبوط للاستكشاف ، للمعرفة ، ولكن كبلنا الخوف في هذه المرة .
انتصر الخوف على الفضول هذه المرة ..
عدنا إلى الوطن _السماء بأكملها وطن _ لكننا عدنا حيث يوجد الآباء ، وحيث ولدنا ودرجنا أولى الخطوات .
لأول مرة وجدنا شيئاً يستحق التفكير _مذاق خاص للمرة الأولى _ لابد أن الكبار يعلمون ماهذه الأشياء ، ومايوجد بالأسفل ، لم يرفضوا لنا طلباً ، كل من اشترك بالتحليق ورأى ماقد رأى ،ذهب إلى والديه وطرح عليهما مجموعة من الأسئلة ..
في أول الأمر ارتباك ، ثم عدم تصديق ، ثم غضب مكتوم ، ثم ثورة ..
يتبع .....
-
هبه هيكلأكتب لأبقى ، لأعبر عما أعايشه ، وماأشعر به من مشاعر الآخرين ، أرقبها وأنزفها على الأوراق ، أبحث عن الأمل ، وأحاول الاحتفاظ بسلامي الداخلي في هذا العالم الدامي .