إنها الأرزاق يا صديقي

هاتفي النقال كان يفصل سريعًا وتنفذ بطاريته في وقت قصير ، وعندما أردت شراء بطارية من مدينتي من المنصورة- لم أجد نوع بطارية هاتفي المحمول - حيث ذهبت لعدد من المحال المتخصصة في بيع الهواتف المحمولة وقطع غيارها- ولكن للأسف لم أجد النوع الذي يناسب هاتفي -حيث لم تعد موجودة!! وأخبرني أحدهم أنه سيجلب لي واحدة بعد يومين - ولكن للأسف لم يجد مطلبي -وتمضي الأيام وتأتي رحلة الأقصر وأسوان التي انضممت لها بعد طول تردد برفقة زملاء العمل وأثناء خروجنا من المطعم الذي تناولنا به وجبة الغداء لفت انتباهي أحد دكاكين المحمول فوقفت اسلي نفسي بمشاهدة الهواتف المتنوعة وتذكرت فجأة بطارية هاتفي!! وسألت صاحب المتجر ان كان لديه هذا النوع من البطاريات التي تناسب جوالي؟! وكانت المفاجأة أنها عنده بالفعل متوفرة لديه بكل سهولة! وليست صعبة المنال كما كنت أعتقد وكما صور لي أصحاب الدكاكين من حولي في المنصورة واشتريت البطارية وسعدت كثيرا بالحصول عليها اذ لم أكن أتخيل يومًا أنني عندما - لم أجدها في المنصورة -بأنني سأشتريها من أسوااان!!!! أسوان التي ذهبت لها دون تخطيط ودون ترتيب مسبق !بل جاءت الرحلة عفوية سريعة خاطفة!

إنها الأرزاق يا عزيزي!!، رزق هذا الرجل صاحب المتجر في اسوان الذي كتبه الله له ولم يكتبه الله لأصحاب محلات المنصورة!

"وَفِي السَّمَاءِ رِزْقُكُمْ وَمَا تُوعَدُونَ"22 الذاريات

سبحانك يا الله !!كل شيء يجري في هذا الكون بتصريفك وقضائك ومشيئتك وحكمتك !وكل شيء عنده بمقدار والرزق مكتوب لا يستطيع أن يمنعه أحد عن أحد.

وعلى المسلم أن يعلم أنّ رزقه مكتوب عند الله تعالى، ولا حيلة له فيه، فهو سبحانه الذي يبسط الرّزق لمن يشاء ويقدر، وإنّما على المسلم أن يأخذ بالأسباب التي أمرنا الله سبحانه وتعالى بها، مع التّوكل عليه سبحانه. قال عليه الصّلاة والسّلام: ” لو أنّكم توكّلتم على الله حقّ توكّله لرزقكم كما يرزق الطّير، تغدو خماصًا وتروح بطانًا “، رواه أحمد والترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني.