الناس.. وتكلُّس الاحساس . - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

الناس.. وتكلُّس الاحساس .

  نشر في 16 يونيو 2020 .

        احذروا تَكلُّس َ الاحساس .

              بقلم محمد خلوقي

———

من وجوه تَبلُّد إحساس المرْء وتَكلُّسه ،حين تراه أمام بيته يَسْكب الماء سكبا ، مما تبقى له من تلك القنينة البلاستيكية التي يَحملها بين يدين عابثتين ، وينتشي ببلادة في رَش ِّالماء يمينا ويسارا، ويُضيِّعه تضيُّعا على الحجر دون الشجر ، ولأن احساسه صار فيه شيء من النسب والقرابة مع طينة الحجر ، فانه لم يَعد يُكلِّف نفسه حتى النظر الى تلك الشجيرة التي تُجاور ُبيت منزله ، وهي تقف صامدة بِقَدِّها القزَمي ّ ِ، وأغْصانها الطَّرية ، ووُرَيْقاتها الصغيرة ، لتُقاوم حر ّ َالصيف ولهيبه المحرق .ولو فتح عينيه للحظة وجيزة ، لادرك ان هذه الشُّجيرة مع شقيقاتها هي التي تُظلِّل جزءا من ممرات زُقاقه ، وتُؤنِسه يوميا حتى مدخل بيته ، بل تقدم له في كل خرجة ورَوحةٍ معان من التضحية والعطاء والايثار ، واشاعة الجمال ..

لكن أنى لجُلمود مُتكلس أن يدرك هذه المعاني ؟؟!!

فهو الان ما عاد يملك سوى لسانٍ طويل يلوك الفراغ ، وحركات بلهاء ، وعيون رمْضاء، وقلب فارغ أجوف ، وفكر شارد أسخف وأنحف ..

هو الان يسكب الماءفي غير نفع يُذكر ، ويعيش حياة بلا وقع .

والشجيرة تقف امامه شاحبة لكنها شامخة لا تستجديه، بل تقاوم العطش في اباء وعزة .

..ولكنها لو دَرَت ما المحاورة لاشتكت من هذا الجفاء، وتحسرت من هذا الغباء..وتساءلت في استغراب :

كيف يعقل ان يُرش الماء على الفضاء التافه ، ويحرمُ منه النبات النافع ؟؟!!

والحقيقة ان المرء حين يصل الى هذا المستوى ، ويموت فيه الاحساس بالآخر ، فقد وصل درجة خطيرة يصْعب الاستشفاء منها .وقد لا ينفع فيه ،بعد ذلك ،نصحٌ او لوم ٌاوعتابٌ او تقريعٌ ، لانه كما قيل ( ما لجرح بميت إيلام ُ).

       بقلم محمد خلوقي.  من المغرب


  • 1

   نشر في 16 يونيو 2020 .

التعليقات

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا