يوميات متأمل - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

يوميات متأمل

الحركة والسكون

  نشر في 03 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 28 فبراير 2024 .

للوهلة الأولى قد تشعر أن موضوع الحركة والسكون لا يستدعى دراسة أو تأمل ، فعندما تسير على الطريق تستطيع بكل سهولة الحكم على أعمدة الانارة والأشجار على جانبى الطريق بأنها ثابتة (أى فى حالة سكون) ، بينما تلك السيارة التى تسير على الطريق ذاته فهى بالطبع متحركة.

ولكن..هل الأمر يختلف عندما تكون أنت بداخل السيارة ؟ هل سيتغير حكمك ؟؟

- قطعا ،ستختلف الأمور ، فعندما تستقل السيارة ، سترى أن أعمدة الانارة والأشجار تتحرك ، والمفارقة أنك داخل السيارة ،سترى مقاعد السيارة ساكنة لا تتحرك ، فى حين أنك كنت ترى السيارة بكل محتوياتها تتحرك وأنت على الطريق..

فإذا كنت أنت قد راقبت كل هذه الأجسام ( أعمدة الانارة ،الأشجار، السيارة..) ،فلماذا يختلف حكمك عليها من مرة لأخرى ؟؟ وهل يمكن أن يكون لجسم واحد صفة الحركة والسكون ؟؟

ثم أن الأمثلة السابقة ، تدل على أنه ليس هناك سكون مطلق أو حركة مطلقة .. وهل هناك مرجع ثابت من نتعرف من خلاله على حركة الأجسام؟؟

-ويبدو أنه لا وجود لجسم ساكن فى الكون ، فالكون كله فى حركة مصطخبة ..ولكن..لماذا نرى بعض الأجسام ساكنة لا تتحرك؟؟

-والواقع أننا نرى الأجسام متحركة إذا تغيرت مسافة الجسم مع الزمن ، وإذا لم تتغير تلك المسافة فنرى الجسم ساكنا . أما عن حقيقة الأمر فإن الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس ، وتدور معها كل الأجسام الموجودة فوق سطحها ، وكل ما هنالك أن حالة السكون التى نرصدها ما هى إلا تساوى سرعة حركة مقدار الأجسام إلى الزمن ، وهذا ما يجعلك فى هذه الحالة ترى الأشجار أو أعمدة الانارة ساكنة ، لأنها تتحرك بنفس السرعة التى تتحرك بها أنت وهى سرعة دوران الأرض ، ولذلك لا تشعر بحركتها ..وعليه فنحن لا نلاحظ الا مقدار الزيادة لحركتنا بالنسبة للأجسام الأخرى ، وهذا يقع حينما نركب السيارة .

والواقع بأن الحقيقة التى تقول بأنه لا وجود لجسم ثابت فى الكون ، لم تغفل الآيات القرآنية عن ذكرها منذ أكتر من ١٤٠٠ سنة ، وستعلم هذا عندما تطالع تلك الآية { وترى الجبال تحسبها جامدة وهى تمر مر السحاب صنع الله الذى أتقن كل شئ انه خبير بما تفعلون} .

ولكن السؤال : هل يمكن قياس حركة الأجسام أو سكونها ؟؟

- وفى الحقيقة قياس حركة الأجسام أو سكونها ، يحتاج إلى رصيف ثابت للملاحظة ، وبدون وجود هذا المرجع الثابت لا يمكن معرفة الحركة من السكون ، ولكن ليس هناك وجود لرصيف أو مرجع ثابت فى الكون ، والكون كله فى حركة مستمرة ، ولهذا يستحيل قياس الحركة الحقيقية أو المطلقة وكذلك السكون ، وكل ما نستطيع قياسه هى الحركة النسبية (حركة جسم بالنسبة لآخر).

وفى هذا الصدد كتب د/ مصطفى محمود فى كتابه ( أينشتين والنسبية) : [ وقد تعب نيوتن من مشكلة البحث عن الحركة الحقيقية ، وظل يتخبط من حركة نسبية إلى حركة نسبية ، فحاول الخروج من المشكلة بافتراض أن هناك جسما ساكنا تماما يوجد فى مكان غير معروف ، تقاس به الحركة الحقيقية ، ثم عاد واعترف بعجزه عن البرهنة على وجود هذا الجسم الثابت ، واعتبر أن الجسم الثابت هو الفضاء نفسه، واستمر على هذه العقيدة بدوافع دينية ، قائلا أن الفضاء يدل على وجود الله ، ولم تنفع هذه الدروشة بالطبع] .

وقد أطلق العلماء على هذا الجسم الثابت (المزعوم) اسم (الأثير) .. ولكن سقطت نظرية الأثير ، وكان رأى أينشتين أنها خرافة ، وحسب د/مصطفى محمود فى كتابه (أينشتين والنسبية) : [ أما أينشتين فكان رأيه فى المشكلة أن وجود الأثير خرافة لا وجود لها ، وأنه لا يوجد وسط ثابت ، ولا مرجع ثابت فى الدنيا ، وأن الدنيا كلها فى حركة مصطخبة ] 



   نشر في 03 مارس 2018  وآخر تعديل بتاريخ 28 فبراير 2024 .

التعليقات


لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا