أفضل هذه المرة أن أستهل حديثي باقتباس من كاتب عزيز على قلبي قال في كتابه "أناشيد الإثم والبراءة ":
"لو دخل كل منا قلب الأخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنيه برغم اختلال الموازين الظاهريه ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور".
لو دخل كل منّا قلب الآخر لأشفق عليه !
بالله قد أوجزت وكفيت وأديت المعنى بكل قوة !
لو دخل كل منّا قلب الآخر لأشفق عليه حقًا ، أودّ لو أصرخ في كل طريق بهذه الكلمات ، أن أعلقها في الطرقات وأكتبها في الدفاتر وأنحتها على الصخور !
شعورٌ اختلط على قلبي ، مزيج من الحزن والألم ، شعور لا أستطيع وصفه اجتاح قلبي عندما حاولت أن أدخل قلب هذا وأتفحص قلب ذاك ، لا أدري إن كان ليّ الحق في ذلك ولكن عندما سمحت لي الفرصة كانت النتيجة غير متوقعة !
وددت لو أن الأمور تعود محجوبة عنيّ ولن أحاول مرة آخرى الولوج إلى مثل تلك الأماكن المحظورة !
لن أقتحم قلوب الآخرين مرة أخرى!
ولكن في رحلتي تلك لم أكن أعددت العدة لهذا ، وبدأت رحلتي !
لعلي أردت أن أنهيها من الجولة الأولى ، لم أستطع الصمود والجمود أمام ما رأته عيناي في بادئ الأمر !
ها أنا على أعتاب هذا القلب !، ماذا بعد؟
قلبٌ مظلمٌ اتخذت الأحزان أعشاشها في جوانبه واجتاحت أشكال الهموم أروقته ، رائحة اليأس تفوح من الأرجاء وخيبات كثيرة أراها مرصوصة بنظام ، و خيانات من جميع الأنواع ، وصراعات صوتها يصّمُّ الآذان !
سواد يخيم بالأرجاء ، ونزاعات وهموم يبدو عليها أثر الزمان !
ربّاه .. وددت لو أن أصرخ بعلوّ صوتي كفّى بذلك ، لقد اكتفيت !
لم أعلم أن هذا القلب الجميل من الظاهر يستطيع أن يحتضن هذا الكم من الآسى !
لم أعلم حقيقة "الكتاب ليس بعنوانه" إلا حينما قرأته وتصفحت ورقاته الواحدة تلو الأخرى .
انتهت رحلتي ؟
لم تنتهِ ، ولكن أنا من أنهيتها وحاولت البحث عن المخرج سريعًا ، فلم أستطع أن أغوص في أعماق هذا القلب أكثر من ذلك فقد رأيت ما يكفي ..
يا من تَعتب على هذا و تنفر من هذا وتزجر هذا ، لو دخل كل منّا قلب الآخر لأشفق عليه !
لا تثرثر كثيرًا ، لا تجعل لسانك سلاح يضرب قلوب العزّل !
لا تحاول في يومٍ أن تحكم على الكتاب من عنوانه !
فقط عِش في هذه الدنيا مكافحًا لتُري الناس ابتسامة تُنسيهم همومهم ، كافح لتكن أنت بصيص الأمل و شعلة الضياء ، لا تزد الطين بلة!
فلا تدري ما بقلب صاحبك ...
أعتذر لِقصر المقال ، و قلة كلماته ، ولكن عجزت الحروف أن تعكس ما يحمله قلبي الصغير ، عجزتُ هذه المرة في تجسيد فكرة تضرب برأسي وشعور يعصف بقلبي ..
تبًا ليدٍ لا حيلة لها !
-
Maryam Tahaطالبة بكلية الطب ، أهوى الكتابة شعراً ونثراً ، لي آرائي الخاصة التي أحب أن أبرزها للعيان بشكل بلاغي ..