خمسة وعشرون عاماً من نقض الوعود
أعد لى أشياءى وألوانى و ضحكتي وبريق عيونى التى سرقها الحزن، متى ستنفذ وعودك و واجباتك؟
نشر في 05 يونيو 2022 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
اليوم سأطفئ شموع العيد الخامس والعشرين من عمرى...لست أدرى كيف مرت كل تلك السنين بدون أن تنفذ أى وعد لى...
تلك الالة البنية ذات الأحبال الفضية والعصا السحرية معها المثيرة للإنتباه، تصدر أصوات تنقلك إلى عالم آخر
الخان الخليلى كان أكثر الأماكن شهرة ببيعها ببلدُنا ،كنت أَشَعَّ فرحة لتواجدى هناك بمحض الصدفة وانا فى سن العاشرة للتسوق قبل العيد وخُيل إلى أنك ستنفذ وعدك لى بإبتياع تلك الآلة (الكمان) لى ولكنك تجاهلت رؤيتهم أمام عينك ياأبى بشكل أثار غضبى ولكن حاولت تبرير ذلك لعله فى وادىٍ آخر ...
أنا: "أبى ها هى الآلة التى وعدتنى بها"
أبى:" أجل جميلة ،هيا بنا نذهب"
أنا:"ماذا تفعل ؟ أنت جئت إلى هنا لتبتاع شئ أحبه وثمنه فى متناول يدك ..ستخلف بوعدك مرة أخرى"
أبى:" .......سنبتاع واحدة من منطقتنا
أنا:"تمام"
وسرت معه حزينة ولا أفهم ، لماذا وعدنى بها إذا ومن هذا المكان خصيصاً وعندما جئنا إليها لم يشتريها لى لعله يراها باهظة الثمن، كان أبى ميسور الحال ولم يوقفه شي كهذا ، ومرت السنوات واستمر نقض الوعود وكبرت أهمية الأشياء المطلوبة ولم يتم تنفيذها إلى أن وصل الأمر لعُمرى وحياتى ومستقبلى وعدنى بالحفاظ عليهم ، لكن كعادته نقض وعده
عمرى حبانى الله إياه وأنت ماذا فعلت به؟!
خمسة وعشرون عاماً من الألم كنت تُجبرنى على التعايش معه وختامُها ترى لى بيعة لأجل مصلحة شخصية
خمسة وعشرون عاماً من البيع المستمر إلى أن تلفت بضاعتك وبالت من كثرة الأيادى التى خُيل إليك أن لك حق التصرف بدون إذنها أو أنه لاشي بالعالم سيوقفك ..
خمسة وعشرون عاماً مرت على سخريتك من خطوطى وألوانى ورسوماتى كلما رأيتها ،ونسيت إنها أنا ...