اقلام المناسبات
محمد خلوقي
-------------------------------
اقلام تدمع في رياء .. وترتعش وسط محابر فارغة مثقوبة .. ولا تقو على التسطير فوق الصحائف الكبيرة .. بل ترتجف في صمت حتى تجف ...وعند الحواشي المنبوذة .وبقايا الأوراق التائهة او المبللة .. تنبت بأحجام وألوان وتصرخ بلغات مختلفة لتفرغ بعضا من قطراتها الباهتة ..
اقلام اقزام تكتب اليوم عن اغتصاب فتاة .. وتتفنن في التصوير ..والتحوير وحين اغتصب وطن باكمله..ونهش عرضه سرا وجهرا امام اعين الاخوان..وتحت تصفيقات النسوان ذوات الجلابيب البيضاء .. سحل الوطن امام الاعين دون رحمة حتى سالت دماؤه .. على ارصفة الضياع .. ونهشت لحمَه انيابُ الضباع ..حينها سكنت كعادتها تلك الاقزام .. وجفت في أيديها الاقلام .. واسكروا السذج والعوام بخطابات السلم والسلام ..
أكثر هذه الاقلام الورقية تظهر جلية في مناسبات الفتنة والإلهاء ،ثم تعود الى محابرها النتنة ..منتظرة تدوينية صغيرة تفرغ فيها شيئا من حبرها الباهث .