استمع لهبوب الرياح في عاصفتها..تسلى واستمتع بما تحب أن تراه وتنصت اليه ،لم تكن مصنفا ممن لا حق له بالحرمان ،بل كنت مجندا بمن له الحق بالامتنان ،سؤالي عن عصرك الذي لاذات منه الدنيا فرار وقد قاومت جدارا وحصارا لذاك الحق الذي تمرد على طلبك ، لم تكن مقنعا بالحجة كفاية ..لا أظن ؟ لم تكن بارعا في الحديث بفواصل الكلم والكلام..لا أظن ،فابداعك صال وجال وملأ الدنيا لهيبا وجمرا وسحرا وعبقا وعنفوانا ،سألتني عنك الأيام وبالضبط عن جرح دفين في أعماقك ،فلاحت لي أجنحة السلام تحلق بكتلتيها على أجساد ميتة لم تعي ولم تفقه ولا تريد أن تفهم أن رحلة الدنيا ما هي الا ساعة وما عانتيه من جرح سيندمل،لا أملك الوصفة السحرية له لكني أملك عمن طبيبه الذي ان دعوته أجاب وحن ورقت عليك رحماته، لم أكن البادىء في نصحك أن تلوذ له قد لمحت في سجودك سمو التذلل والانكسار ،تراجعت في نصحي لك لأني بالكاد أفهم أنك بحاجة لنصحي ، وتقدمت نحو جرحك أجس نبض الألم فيه ، فوجدته حمل لسنوات أخطاء الغير وسهامهم ،لم أشعر أني أتطفل ذعرا وخوفا و احتراما، لكني أردت عمدا أن أواسيك فوجدتك نعم المتكفي بالمواساة .

هل سحرك في جمال صبرك زادك لهيبا من جمرة سكنت يدك و لم تبرحها ؟هل أردت أن تجيب على فضولي لمدى الشجاعة التي لم تستقر يوما وأنت تنتفض ألما وحزنا واصرار وصمودا ،لم أستوعب بعد قيمة وقمة عطائك مع نفسك ،لم أفهم بعد مبتغاك الذي تلاحت له شرارات الأسى لقطات ومحوتها في لحظات وارتقت في مهلات فارقة ،هي هكذا فنون القتال لديك موسوعة من الحكمة والتجربة و الخبرة والفنيات ،يرفضها البعض لأنه ناقصون بل مفتقرون لها ويحبها البعض لأنه يعرف معدنك و أصلك فيقلدك في تفاصيلها ،استودع جرحك لمن عنده الدواء ولا تأسى على ماض سيكون في عداد الأموات بموت فاعليه ولا تحزن على ضياع حق فهو حرمان مؤقت والقادم حقوق مضاعفة لأنه هو من عد فقال و صدق في قوله :"انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب".

كم أبغضك في ابتلائك وكم أتمنى أن أكون مثلك في مرتبة الحامدين الشاكرين الصامدين الأقوياء بأخلاقهم..سلام من مشجع ظن أنه لك ناصحا لمن ستستودع جرحك فوجد نفسه بحاجة الى فيض نصائحك..ما أروعك بقيمك ومبادئك واحتسابك وجميع صفاتك ولو كانت تمردا.. فالتمرد من أجل الحق فضيلة والسكوت عنه رذيلة والثبات عليه وسام استحقاق في قادم المناسبات والأعياد..فهنيئا لك.