لماذا بداية ريادة الأعمال في سنوات الدراسة ؟
تجربة رائد الأعمال حين تكون طالبا
نشر في 14 ماي 2015 وآخر تعديل بتاريخ 30 شتنبر 2022 .
هذه التدوينة ليست لذوي الرؤية المحدودة، ليست لأولئك الذين يسألون عن المال و الربح و الأجر الشهري حين تحدثهم و تشاركهم فكرتك، ليست لمن يريدون تناول كعكة واحدة عوض الإنتظار ساعة و تناول عشرة.. هذه التدوينة لمن يرون الفرص في المستقبل، الفرص في التعاون، لمن لهم بعد النظر ..!
فكرو في الأمر مليا ! لابد أن العديد منكم متخرجمن معهد أو مدرسة مرموقة.. عندما تكون لديك خيارات كثيرة في حياتك، ستكون لديك أعذار كبيرة لبداية حياتك كرائد أعمال.. فكرة طالب رائد أعمال رائعة ، و في نظري هناك خمسة أمور تجعلك تختار ريادة الأعمال في سنوات الدراسة و قبل إنهاء ربع قرن من حياتك..!
1 - الصرامة و الجدية
من أهم عناصر القوة التي يمتلكها الطلاب فيحياتهم و قد تتوفر عليها أنت أيضا الصرامة في العمل.. لا بد أنكم شاهدتم فيلم الشبكة الإجتماعية الذي يروي قصة نجاح مارك زكيربيرج مؤسس فيسبوك.. يصور هذا الفيلم شخصية مارك كشخص خارق باستطاعته عمل كل شيء في مجال البرمجة، شخص أمضى ليلة من عمره في كتابة أولى شفرات الشبكة الإجتماعية، ليتربع بعد ذلك على عرش الشركة الأكثر نجاحا في العقد الأخير.. لكن دعني أقل لك أن القصة خلف هذا النجاح أكثر تعقيدا و مأساة، ولم تكن بالبساطة التي يرويها الفيلم.. ماتحتاج معرفته هو أن كل قصة نجاح محتاجة لوقت...!
كيف تنشأ الأفكار العظيمة .. تقرير
دروس تعلمتها في سنة 2014.. 2015 ستكون سنة الإنجازات
تحتاج على الأقل سنة كمتوسط مدة لتعمل على فكرتك الريادية، إلى ثلاث سنوات لتعرف هل الفكرة ناجحة و تحولها لمنتوج.. كما ستحتاج لعشر سنوات لإنشاء شركة كبيرة ناجحة من خلال منتوجك
ما يميز السنوات الأولى العشرين في حياتنا هو وقت الفراغ و الوقت الكبير الذي تمتلكه، أتذكر أني كنت أحيانا أتذمر من أوقات الفراغ الطويلة التي تمر بي. قد يعتقد البعض أن ليس لديه الوقت الكافي بفعل الدراسة، أو أنشطة أخرى، لكن صدقني اعتقادك هذا نابع من عدم تنظيمك لوقتك بالشكل المطلوب.
أن يكون لديك وقت فراغ كافي فهذا يمكنك من إتخاذ قرارات إستراتيجية على المدى الطويل، ستحدد من خلالها القيمة الذي تود أن تجنيها في المستقبل، و الهدف من خلال فكرتك على المدى الطويل.
سواء ستقوم بذلك للمال أو لشيء أخر فإن المقياس الموضوعي لرائد الأعمال الناجح هو عائداته المالية من خلال نشاطه.
دائما المردود المالي للشخص العامل يتزايد اضطرادا مع مرور الوقت بمنحنى تزايدي قد يبدأ عند التخرج و العمل بالنسبة للطلاب. أن تختار العمل كرائد أعمال فهذا يعني أنك ستقوم بتقطيع هذا المنحنى لمدة زمنية و المخاطرة بمالكلمدة معينة لأشهر، و تقوم بجلب مجموع ما ستجنيه طوال عمرك في مدة عشر سنوات. و كما درسنا في الفيزياء هذا يحتاج بذل طاقة متناسبة مع ما تريد جنيه لكي تنتج قوة الجذب هاته لهذا المردود. هذا يعني أنك ستحقق في عشر سنوات ما كنت ستحققه طوال سنوات العمل كمستخدم لشركة أخرى..
2 - الحاجة للمساعدة و تطوير الذات
يعتقد العديد من الأشخاص أن الاحتياج أو الفقر هما عائقان يمنعان الأشخاص من البداية في ريادة الأعمال، لكن و عكس البديهي، دعني أقل لك أن هذا السبب هو أكثر شيء قد يدفعك لبداية المغامرة.. مهما كان مستواك الإجتماعي، سواء كنت غنيا أو فقيرا، متميزا أو عاديا، أن تكون شابا فأنت بالنهاية محتاج.. من الخطأ أن يعتقد الشخص الذي يحصل على المال بدون مجهود أنه غني، لأن هذا المال في الحقيقة يقوم بتقييد حريته الكاملة.
إذا تعودت الحصول على المال كل شهر من والديك، اعلم أنهم يقومون بذلك لمقابل، و هو أن تبرهن في دراستك على الجدية و العمل، و العكس أيضا غير جيد نوعا ما، فلو أنك توفر المال بطريقة أو بأخرى، في نهاية الشهر لن يبقى شيء من مدخولك..
أن تكون محتاجا فهذا يعني أنه ليس لديك خيارات كبيرة، ليس لديك ما تخسره، تحكيمك لقراراتك غير معقد و بسيط جدا، أن أكون أو لا أكون..!
هناك مفهوم في الإقتصاد .. هل تفضل بناء حياتك في الحاضر أو المستقبل؟ هل ستختار الاستمتاع في الحاضر أو المستقبل؟
تجربة الحلوة لمعرفة شخصيتك و تحكمك:
توضع قطعة حلوى لطفل صغير، وتقول له لديك إختياران، أن تأكل الحلوى الان أو تنتظر لمدة ساعة لتأخذ اثنتين .. الباحثون قاموا بتحديد المدة القصوى الذي قد ينتظرها البعض للحصول على رغبته، فمنهم من بمقدرته انتظار يوم .. لثقته في المستقبل..!
لتعرف ان كانت شخصيتك ريادية جرب هذه اللعبة .. هل باستطاعتك الإنتظار ؟ هل باستطاعتك التضحية بالوقت ؟ هل تثق في المستقبل ؟ هل لديك الثقة الكاملة العميقة في الحصول على المساعدة من الغير..! ريادة الأعمال هو عمل و بناء الثقة في النفس، في الأشخاص و في المستقبل، ما سيجعلك تعتقد بمضاعفة قطع الحلوى: 10، 100، 1000..
أخطر شيء قد تقوم به في حياتك هو ألا تختار المخاطرة منذ سنوات شبابك الأولى..! ريادة الأعمال ستعلمك أن أهم شيء في الحياة ليس هو الحصول على العلاقات، السلطة أو التأثير.. منذ سن مبكر. لكن أهم شيء هو خروجك من الماء و من منطقة الأمان..
منذ عشر سنوات كانت الأمور مختلفة،كان عليك أن تجيب على السؤالين التاليين: ما الذي يميزك في السوق؟ ما الذي يميزك عن المنافسين ؟ فالأهم هو إتقان فنون التسويق لتنتهي في ركب الناجحين..
الان هاذين السؤالين غير مطروحين ؟
في 2010 تجاوزت فيسبوك 200 مليون مستعمل..! أطلقت الشركة خلال هذه السنة منصة فيسبوك - Facebook Platform، أعطت هذه الأخيرة إمكانيات هائلة للشركات و الأفراد للحصول على معلومات مهمة و استغلال بيانات ما يقارب المليار مستعمل.. الان تستطيع استهدافهم بالجنس، العمر، التوجه، الموقع الجغرافي و هذا ليس بتطور صغير، هذا التطور بارع و ثوري..
تأثيرات هذا التحول
- الجميع أصبح يعتقد بإمكانية أن يصبح رائد أعمال.
-الجميع يستطيع أن يصبح رائد أعمال.
قانون pareto للإحصائيات
- أقل من %20 من الناس يفهمون أكثر من %80 من قيمة منتج. في ريادة الأعمال كن مستعدا لهاته الحقيقة: أقل من %1 من الناس سيفهمون أكثر من %80 من قيمة منتوجك.
- جوجل تنفق سنويا أكثر من %1 من رقم المعاملات لاستقطاب عملاء جدد.
- هل تعلم أن بإمكان أحد المدونين أن يحقق من وجوده على المدونات و الشبكات الإجتماعية جمهورا ، أكبر مما حققته بعض الشركات التي تتواجد لمدة سنوات في السوق.
-شركات إنتاج الأفلام تأثرت كثيرا بانتشار الشبكات الإجتماعية، منذ مدة كانت العائدات المالية لفيلم متناسبة مع ما يتم إنفاقه في الإعلانات بغض النظر عن جودته.. الان بإمكان الجميع الحصول على تقييم الفيلم من الأصدقاء بسرعة كبيرة، قبل إتخاذ القرار بمشاهدته على السينما..
3 - الحرية و عدم التقيد
سنوات الدراسة هي أفضل الأوقات التي قد تحصل فيها على الحرية و عدم التقيد لاختيار المكان المناسب الذي ستتواجد فيه لإنجاح مشروعك، و للحصول أيضا على علاقات رائعة و متينة.. إن لم تفعل ذلك في الدراسة فقد تمضي سنوات بدون أن تؤسس لعلاقات قوية.. عندما تكون طالبا لديك مهارات و طاقاتستجعل كل من حولك يأخذ نظرة إيجابية عنك..
في كل القصص التي نقرأها، المغامرون و الأبطال جميعا أيتام، لماذا ؟ لأن الحرية هي دافع المغامرة الأول.. تخيل بطلا مغامرا يتسلق الجبال، و في كل مرة يستقبل إتصال أبويه القلقين..! هذا غير ممكن طبعا..!
إلى تتمة الجزء الثاني من المقالة و السبب الرابع و الخامس لبداية ريادة الأعمال في سنوات الدراسة
-
عبد الله العبُّوس - Abdellah El Abbousشريك مؤسس لمنصة مقال كلاود، وشركة خدمات الويب ديفين ويب - مهتم بخدمة الويب، المحتوى العربي الإليكتروني، القراءة، ريادة الأعمال - أنشر بين الفينة و الأخرى بعض الخربشات
التعليقات
كحامل شهادة دون خبرة ، قلة تدفعهم الحاجة أو إصرار الأهل إلى العمل بمصاحبة الدراسة ، متخلصين من أعذار واهية بضيق الوقت ، تلك القلة هي التي تدخل سوق العمل مباشرة وتختصر سنوات التأهيل والخبرة ، نعم ريادة الأعمال تبدأ مع سننين الدراسة ، حتى قبل الجامعة، إنه تنظيم الوقت والاستفادة الأمثل من الزمن المتاح ، والثقة بالنفس ، والقدرات الذاتية ، والبعد عند التبرير بحجة صعوبة الدراسة،