للحكماء فقط - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

للحكماء فقط

وفي كل محنةٍ منحة .. فهل نهتدي !.

  نشر في 22 ديسمبر 2016 .

ونحن نسلّم حلب بذرّات ترابها و نسيم هوائها و زرقة سمائها .. 

ونحن نسلّم حلب .. سالمةً من كلٍّ خائن ولو هو يمرّ عليها، عزيزةً عن الخسارة ولو كانت صولة الباطل في ذروتها فيها، عصيّة على الانكسار ... ولو تجرّدت من أهلها و أحبابها ..


ونحن نسلّمها متفرّجين مكلومين .. لا يفتأ ديننا يلمع بأرواحنا كلمعان السّيف إذ ازداد بريقه كلّما اشتدّ السّواد حوله، و تشمخ حقائقه لتتماهى عزّة في نفوسنا، فعزّةً في واقعنا بين أهلينا و أعدائنا.. 

كيف لا .. و فطرة الطبيعة كلّها تتهادى على أمواج شريعتنا بتناغمٍ لا مثيل له ولا حدّ، 

كيف لا و نواميس الكون كلّها تحيّي ديننا وهدي حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلّم .. 

كيف لا .. و ديننا و سنّة نبيّه تحيّي كلّ ما فينا من إنسانيّة و كرامةٍ وكبرياء و عزّة ،

ففي السّلم تجد أهل الإسلام يميلون حيث النّماء يميل ..

فلا حقد ولا غلّ يسوّد وجه القلب، ولا وجهين للرأي ففتنةٌ تأكل القلب، ولا قطيعة تجفّف نبع الوصل، ولا طمع ولا كبرٌ يعطي غير صاحب الحقّ الحقّ.

و في الحرب تجدهم يحملون ترس الحلم والحدّة بتوازن و قوّة ..

فلا بغي ولا انتهاك عرض ولا شرب دمٍ ولا أي مظهر تشرئب منه نفوس الذين( آمنوا)،

ولا رقصٌ على جراح الإخوة ولا تنابز بالألقاب ولا ردحٌ بغير منطق ولا جدلٌ لغير نفعٍ ،،


أمّا الرّوح،، فمن سلك طريق الدين سليماً ففي الروح تراصٌّ فلا فراغاتٍ بلا هدف، ولا شهوة لغير سبيل، ولا لذّة بلا ضابط ومهذّب .. ولو كانت أخفى من دبيب النّملة كان ضابطها وعينا بها و إقرارنا بوجودها .. وهو لبّ المرء و ذاته : "وعيه وإدراكه".


وفي النّفس سموٌ يشبه غاية خلقنا وسرّ غيرة الشيطان منّا وخصامه لنا و"قعوده"لغوايتنا: (الرّيادة في هذا العالم)، .. والرائد لا يقبل لنفسه الدنيّة ولا الناقصة،، وكذا النّفس لا تقبل غير السمو والطّهارة..

كلّما ابتعدنا عن ديننا ابتعدنا عن سويّتنا و فطرتنا .. واقتربنا إلى البهيمية ربما أو أضلّ سبيلا.

فهنيئاً لمن أدرك اللحظة و وعى بها، فأمسك زمام نفسه و قادها .. واقترب خطوةً فخطوة بإسلامه نحو إنسانيّة أتمّ و إسلاميّة أعظم .. نراها سلمًا وحربا.. وصلاً و قطيعة، نفساً وروحاً وعقلا،، و لا نقع عند أول مطبٍّ نتعثر به في سيرتنا ومسيرتنا .

وهنيئاً لمن أشعل فتيل وجعه نوراً يهديه سبيل الرّشاد.


  • 1

   نشر في 22 ديسمبر 2016 .

التعليقات

كنت اقرأ الجملة وأعيدها اكثر من مرة تأثرا بحمولتها وكبر دلالاتها وفي نفس الوقت أتلذذ ببلاغة صياغتها .. فعمق تأملك مع رقة الإحساس وصدق التعبير جعل الموضوع مميزا وموجها بالفعل للحكماء فقط .. وفق الله قلمك .. وكلنا شوق ال الآتي من مثل هذه الحكم .
0
خديجة منذ 7 سنة
سلمت يداك..كأنّني أرى الدّمع يتحجّر في مقلتيك..و ملامح وجهك تنطق بالعزّة و القوّة رغم الألم..و أجيج الغيرة على الدّين و الوطن يدفع الروح و يؤزّها أزّا لترفع شعار ا كُتبت أحرفه من ذهب ..وسط العذاب تندسّ الرحمة .. و كلّ محنة تحمل في أحشائها منحة و ما بعد العسر إلاّ اليسر..أحييّ فيك عمق تفكيرك..و سداد رأيك و توهّج بصيرتك..أسلوب رائع و إحساس أروع..
1
Hadeel Hesham
أشكر قراءتك المتأنّية وتعليقك دكتورة

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا