" انت فاكر اللي انت بتعمله ده حيجيب معايا نتيجة .. حتفضل متردش لحد امتى يعني "
رسالة جديدة منكِ تلاحقني على الـ whatsapp، يتبعها اتصال جديد يهتز له هاتفي برعشة صامتة بعد أن كممت فمه باختياري للوضع silent
استرخي في مقعدي، أغلق عيني، و أحاول أن أتلهى عنكِ بالبحث في العقل عن أمور، عن مواضيع وأفكار لا تربطها بكِ صلة من قريب أو من بعيد، لكن .. كل الطرق تؤدي إلى روما !
الأشياء التي تسعدني، التي تشقيني، حتى التافهة منها، تلتصق بكِ بشكل أو بآخر
وبشكل أو بآخر أجدني أدور في دائرتك المفرغة، التي أحبها كثيراً، وأبغضها أكثر !
مازال الهاتف يستغيث بي كي أريحه من أنينه وأجيب على اتصال أعلم أنه يحمل في طياته عاصفة هوجاء تختلط بها الأوراق ما بين غضب وحنق، ثورة، اسئلة لن تجد لدي إجابة شافية، الكثير من العتاب والقيل والقال، ثم في النهاية .. شئ من اشتياق وبعض من حنين
لبرهة، أفكر في أن أصفعكِ برد مني يفوق كل توقعاتك
يرديكِ قتيلة على مفارق الحديث
يجعلكِ تدورين حول نفسك بحثاً عن مخرج استثنائي لا وجود له
ثم أتخيلكِ وأنتِ هكذا مضطربة، مصدومة تماماً، أتخيلكِ تبكين، فتنمو الشفقة في قلبي، وتزدهر، لتمنعني من رد أرعن يمزق ما تبقى من جسد الحب وحلاوة الروح
هدأ الهاتف أخيراً
وربما فقد وعيه بعد أن أنهكه اصرار اتصالك وتواصل اصراري على التجاهل
وقبل أن تنطلق من صدري زفرة ارتياح
ينطلق نقيق الـ whatsapp من جديد معلناً عن وصول رسالة جديدة
لأجد صوت عمرو دياب يتردد في أذني مشوباً بشئ من الضيق ونفاذ الصبر: " حبيبي يا عمري أنا كلي جراح .. لو كنت حبيبك سيبني أرتاح"
فلم لا تتركينني فقط " أرتاح " ؟!
متعب حد الرحيل
مثقل بكِ
وكأنما تنحدر الشمس في روحي إلى أفق غربي
منذرة بمساء طويل
طويل جداً
لا يخلو من أرق
معتاد على الألم
ولكن
لن تنقذني اليوم كلماتك
لن تغريني اليوم ابتساماتك
فبعض الألم عزيزتي
بعض الألم
غامض جداً
قاتم جداً
شائك جداً
مستعصي على منهجية الشفاء
متمرد على الهجوع