بيت صغير في قرية ريفية من قري إشبيلية ..تقف الصبية موارية الزجاج النافذة العتيق تراقبه من بعيد ...حركاته الأنينة و هي تقلد ذلك المهرج الشهير ..يعزف قيثارة الناي بصوت هاديء مريح للأعصاب ..لباسه الغريب لتلك الصبية الاسبانية ذات الأصول العربية ...جبة طويلة مزرررة و قفطان أعلاها ينسدل شعره القصير علي رأسه و تواري اذناه تلك العمامة البيضاء التي تخرج منها عصا حمراء طويلة .....
تقترب منه في هدوء و هي تقدم له يخنة الثوم و اللحم الذي تشتهر به اشبيليه يقترب منها بهدوء و هو ينشد اناشيد الحب الالهي و المدح الرباني ....
" حط البلبل علي شجرة السرو و راح يشدوا اناشيد الحب الالهي "
تنظر له بتعجب شديد و هي لا تدر ما مصدر الصوت الهامس تلمح عيناها تلك الشجرة السرو المرتفعة التي تتسم بالخضار اليافع ...تلمح الصبي و قد أسند رأسه الي جذع النخيل و هو ينشد بالناي ...
يشدوا البلبل باناشيد تصوف رائعة يبدأ الشاب في الرقص علي انغام الناي علي أطراف أصابعه يظهر في الصورة شيخ ذو جبة بنية اللون و يبدأ في الغناء و الإشارة بكفيه الي الصبي الذي انضم الي حلقة سماع ....
يبدوا المشهد جليا الصبية و هي تراقبهم بعينها الأنينة تشدو اناشيد الرقص و الطرب الأندلسية الجميلة يمسك الشاب كتاب أسماه " المثنوي "
تقترب الصبية من الكتاب بلهفة و هي تسال الصبي الشاب بفضول
ماهذا الكتاب التراثي الجميل الذي تحمله يا فتي
المثنوي لمولاي جلال الدين الرومي .....
سمعت عن هذا الكتاب الكثير يوجد في مكتبة والدي كتاب قديم يتحدث عنه ....
مولاي جلال الدين الرومي أنه ملجاي و مغاثي حيث تسد الطرق و تغلق الابواب ...هو من علمني كيف احب الله و كيف اصل إليه أنا مريده و من أحفاده ....
اوووه لنا في الاندلس موشحات أندلسية هل سمعت عن موشحات ابن زيدون وولادة بنت المستكفي .....
اووووه طبعا لنا في التاريخ امل لا يخيب سمعت عنها الكثير ....
يمكننا التعاون إذن سانشد الموشحات الأندلسية و ستنشد اناشيد المولوية ...
و سيجمعنا الحب حيث نلتقي ......
خلق العشق لدمشق و خلق الحب الاندلس و ما بينهما من طرق عشق و محبة .....
تقترب الصبية من حافة الجبل تبدأ في انشاد الموشحات الأندلسية نري الدف و الربابة يرتفع أصواتها يشاركها الانشاد الصبي يرقص علي أطراف أصابعه و الناي يعزفه ....يتراقصان في عذب و حب يجمع بينهما مواعيد العشق حيث لا فناء و لا ثري انغام الماضي و عذوبة الحاضر و كيان الموسيقي الجميلة العذبة التي جمعت روحي كفي يمتزجان في عذوبة تبصرها انين الماض و زحمة الحاضر الأنين تبسما ضاحكا من قولها انشاد عذب و موسيقي بريئة و قلوب تتلاقي حيث لا فراق .......
التعليقات
لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... ! تابعنا على الفيسبوك
مقالات شيقة ننصح بقراءتها !
ماذا نستحق بالضبط
صليت كثيرا لتحقيق أمنياتي القادمة ودعوت في عمق الليل وسكونه حيث لا صوت الا أصوات تنفس الهواء وشهيق الأشجار ، صليت طويلا ، لكنني جنيت عكس رجائي وتحققت عكس غاياتي وقهرتني الظروف والأماكن والأزمنة ، واستهزأ العالم بإمنياتي الصغيرة....
مقالات مرتبطة بنفس القسم
إلهة الأبجدية والإبداع
عزيزتي .. عزيزي.. منبر كلاود.. منبر جديد ., يسعدني أن أنشر به ويسعدني متابعتكم لكل المقالات به.. كما دعمتموني دومًا ادعموا ها الموقع العربي المؤثر .."بينما يتأوهون.. يسرقون.. يجيدون الفوتوشوب.. هاهاهاوحدي.. سر نبضه .. بهجته عبر الأكوان.. العوالم.. العصوروحده .. عشقي فاكسين..سموم شيخوخة قلوبكم الكاذبة..بلحظاته
الخلاص
الخلاصقصة قصيرةفي ليلة موحشة وفي إحدى القرى التي لا يكترث لمآسيها أحد وفي سنوات الحرب واليأس كان الليل يوشك أن يرحل بعد عناء طويل عندما سقط رأس الأم على صدر زوجها من التعب والإرهاق ، ثلاثة أيام بلياليها وهي تضع
وتوالت الذكريات
قصة قصيرة /وتوالت الذكريات بقلم:حسن غريب أحمدكاتب وناقد مصر__________________________________قالت له ذات يوم : ولدى لا تغادر .. أنت جسر البيت .. نظر إلى الأفواه الجائعة فى الخارج .. كانت حبات المطر ترسم شكلاً ما فوق النافذة .. المدفأة تصدر شخيراً مخيفاً
