ماذا نستحق بالضبط - مقال كلاود
 إدعم المنصة
makalcloud
تسجيل الدخول

ماذا نستحق بالضبط

لم نعد نعرف هل الخير شرا أم الشر خير

  نشر في 10 يناير 2016 .

صليت كثيرا لتحقيق أمنياتي القادمة ودعوت في عمق الليل وسكونه حيث لا صوت الا أصوات تنفس الهواء وشهيق الأشجار ، صليت طويلا ، لكنني جنيت عكس رجائي وتحققت عكس غاياتي وقهرتني الظروف والأماكن والأزمنة ، واستهزأ العالم بإمنياتي الصغيرة وكتمت صوت الطفلة من أعماقي وواصلت في صلواتي ، فأنا أعلم جيدا ، تماما أعلم أن هناك أمرا ما سيتمرد على الواقع وهناك شرور كثيرة نزعتها  صلواتي من قاموسي ، هكذا كلما تبادر لذهني أن الله لن يستجيب لي ، فأنا أعلم جيدا ماهي مهمة الشيطان وقد علمني الله ماهي مهمتي ، ولقد أخبرني الله ماذا أفعل بالضبط حين تواجهني مثل هذه الحالات من القنوط والإستيئاس ، إذا لماذا سأحتار . 

علمت أن صلواتي أعطتني الكثير من الأمل ونزعت الكثير من المحن وعلمتني الكثير من الدروس ونزعت مني الكثير الزلل ، وعلمت جيدا ومع أنني أعلم أن عليّ أن لا أتحدى الواقع حين يرضخ أمامي . فتعودت أن لا أرضخ أمامه حين يتحداني ، فأنا سأحصل على كل شيء أريده حين أكون قد أردته بالفعل ، هكذا يحدث معي ، وحين أبتهل بصلاة الحاجة للحصول على شيء يقبل التردد فأنا لن أحصل عليه لأنني لم أحسم الأمر مسبقاً ، لم أكن أعلم ماذا أريد بالضبط ، حتى خرجت من عبائة الوهم التي تلفني في سوادها فرأيت عالما واسعاً من العجب العجاب ، وألوان من الناس فمنهم من يتعامل بسلوكه الراقي لكل البشر ، ومنهم من يتعامل احتساباً للمقامات ، ومنهم من يتعامل وقت العطاء ، ومنهم من يحب الضعفاء ليشفق عليهم وحين يصبحون أقوياء أو يكونون بخير انبثقت منهم اشعة تحرقه لكأنه ليس من حقه إلا أن يظل كما كان ، ومنهم من يبارك له حياته ، ومنهم من يحقد عليه ويحسده ومنهم من يدمره ، كثيرون هم البشر بطباعهم ملئوا الكرة الأرضية بالخير والشر ولكن أين الخير ؟ وأين يكمن الشر ؟!!

لقد تعلمت أثناء تعاملي مع الحياة أن الإحترام الحقيقي هو إحترام المرء لذاته ، وعلمني الحزن أن أتغلب عليه مهما أمرتني سلطاته أن أذرف أمنياتي في ساحة غيه وهيمنته ، ولقد تعلمت من صمتي كيف أصرخ حين تغتالني سكاكين الظلم وكيف أستعين بالله وأطلب حقي منه حين أعجز .

تعلمت من غدر الأماكن والأزمان . ومن خدعة الحروب وهروب الأمان كيف أواجه العالم بابتسامة تنبع من ثقتي العظيمة أن الله بجواري يسمعني في صقيع الليالي وصمتها الذي يزلزل الأكوان بأصوات لن نسمعها نحن البشر ، ضجيج عجيب يعبث بهدوئي وشعور صاخب يستفز رضوخي لما حدث ولما سيحدث ، هناك شيء واحد تستطيع أعماقي أن تصرخ حتى تهز أرجاء السماوات ولكن لن يسمعني أحد سوى الله حين اقول رب اني مغلوب فانتصر .



  • 24

   نشر في 10 يناير 2016 .

التعليقات

Maryam JA منذ 8 سنة
جمالية السرد
1
بوركتي ، مقال في وقته بالنسبة لي ... شكرا
2
مریم كاظم منذ 9 سنة
الفقرة الأخيرة ...مذهلة..
2
خديجة منذ 9 سنة
ماذا فقد من وجد الله..لا شيئ طبعا..حُقَّ لك أن تفرحي..ثقتك بالله ،إحتماؤك به،يقينك بأنّه معك ..كلّها نِعم لا يُحسّ بها إلاّ من هو في طريقه إلى معرفة الله ..معرفته ..التي ينبغي أن نعي جميعا بأنّها الغاية العظمى لتواجدنا في هذه الحياة.فهنيئا لك يا افتهان..
2
ويالها من دروس ..! ابدعت افتهان
2

لطرح إستفساراتكم و إقتراحاتكم و متابعة الجديد ... !

مقالات شيقة ننصح بقراءتها !



مقالات مرتبطة بنفس القسم

















عدم إظهارها مجدداً

منصة مقال كلاود هي المكان الأفضل لكتابة مقالات في مختلف المجالات بطريقة جديدة كليا و بالمجان.

 الإحصائيات

تخول منصة مقال كلاود للكاتب الحصول على جميع الإحصائيات المتعلقة بمقاله بالإضافة إلى مصادر الزيارات .

 الكتاب

تخول لك المنصة تنقيح أفكارك و تطويرأسلوبك من خلال مناقشة كتاباتك مع أفضل الكُتاب و تقييم مقالك.

 بيئة العمل

يمكنك كتابة مقالك من مختلف الأجهزة سواء المحمولة أو المكتبية من خلال محرر المنصة

   

مسجل

إذا كنت مسجل يمكنك الدخول من هنا

غير مسجل

يمكنك البدء بكتابة مقالك الأول

لتبق مطلعا على الجديد تابعنا