عالمنا حالياً
هو ليس قانون للعيش ، لكنه قانون للتعايش مع منهم معنا في هذا العالم.
نشر في 05 أكتوبر 2018 .
الوضع يا صديقي ليس جنة ، والناس ليسوا مصداقيين بما يقولوه أو يفعلوه ، الوضع هنا مملكة حيوانات تتميز بعقل محشوا بفراغ موقوعه الرأس، تراهم يعيشون لأنفسهم يبحثون عن أنفسهم حتى بداخلك ، هنا يا صديقي تكون معهم أو ستكون ذليلاً بينهم كما الحشائش .
صدقني لن تستطيع العيش معهم ولو كنت حتى كالحشائش ، الناس هنا تأكل من غيرها كأنما لها الحق في ذلك ، تعيش كأنها جوهرة ألماسية وبداخلها كومة من الكربون تزداد سواد وتحجر دون أن يشعروا بذلك .
هنا يا صديقي مملكة كما غابة الحيوانات الحقيقية ، هنا يعيش القوي ويموت الضعيف ، هنا يموت من يصادق الأسد في حال أنه غزال ، هنا يموت من يعيش قوت يومه مع ثعلب في حال أنه عصفور ، هنا مملكة تملكها أو تموت فيها .
هنا قصة أوجاع تكتمها لا تتحدث بها ، فإذا ما أخرجتها للعلن صارت نقطة ضعف لك دونما رحمة في كمية ما تكمنه من العذاب عند ذكرها .
هنا يُنسى الخير ، وينسى الحلال والحرام ، ينسى أن هناك حقيقة لي لابد من أن اظهرها أمام الناس فكم هي جميلة !، هنا لابد من أن تصنع لك حقيقة آخرى غير حقيقتك الصادقة ، لابد من أن تظهر أمام الناس كونك مثلهم وإلا حلة عليك لعنة الأختلاف.!
هكذا أسيء لك ، لكن العالم سيء جدا ، لذا لابد من أن تظهر لهم غير حقيقتك حتى تكون أنت صاحب المملكة ، فكيف بمقدورك أن تغير شارع يملؤه التراب بشارع تملؤها الأشجار إذا ما عملت على ذلك ، فأن كنت شجرة في ذلك الشارع لن تستطيع العيش حتى يأتي غيرك وغيرك ، العالم يزداد شحوبا حينما نجاريه ، قد يكون تغييره صعب لكن لابد من وجود طريقة لذلك لكوننا مسؤولون عن هذا العالم.
-
hifa ahmedأنا فتحة عند الرخاء ،و ضمة عند الغضب ، وكسرة عند الشعور بالخطر .