“هم البنات للمات”
لم تكن هذه الجملة يوماً مجرد مثلِِ شعبيّ
لخص قصة طريفة أو عبرة أراد أجدادنا إيصالها لنا
فهي لخصت فكر عاش في مجتمعاتهم وانتقل تلقائياً إلينا
لخص نظرة المجتمع لكونك أنثى
لا يهم إن كنتي ذات أخلاق عالية أو ذكية أو قوية
فيكفي أنك أنثى تحمل بين قدميها شرف العائلة
يكفي أنك أنثى حتى تكوني همّاً
يرافق حياةَ والديكِ منذ يومَ ولادتكِ
هماً ليسَ هنالك راحةَ منهُ سوى عندَ الموتِ
تكبرُ الأنثى في مجتمعاتنا والخوفُ ملازم لها كظلِّها
الخوف من ضعفها
“الضعف الذي خلقه الله في بنيتها ”
الخوف من فقدان عذريتها، تلك العذرية التي صوَّرها لها المجتمع والدّين والتقاليد بأنَّها أغلى ماقد تملك وأنها بوليصة التأمين الوحيدة والأفضل على كرامتِها وعفّتِها وحتى مستقبلها…
ينصبُّ تركيزُ الفتاةِ على هذا الغشاء حتى تنسى نفسها وتنسى ماهو أهم، تنسى عقلها وعلمها ومهنيتها
كما يرافقها الخوف على معالم جسدها ، فهي تخاف من أي دهونِِ زائدة قد تتجمع حول خصرها ف تفقدها جمالها وقوامها و تنفر عريس الغفلة منها ..
يتشبث بعقلها خوف من ممارسة أي حركة أو نشاط أو رياضة قد تفقدها نعومتها وأنوثتها
من الغضب ومظاهره ونتائجه التي قد تفقدها رقّتَها وجمالَها
فالمجتمع قد يحرم الفتاة من أبسط حقوق الإنسان ” التعبير عن الغضب ”
تكبر الفتاة في مجتمعنا الشرقي وهي مؤمنة إيمانا قاطع لا ريب فيه بأنها نصف إنسان
بأنها كائن عاجز ضعيف يحتاج بالدّوام إلى الإعالة والعناية..
حتى تصل بعض الفتيات إلى الاعتقاد بأن الضعف والاستكانة أجلى مظاهر الأنوثة
التي تكملها الرجولة والفحولة الطاغية في الذكر
فيصبح هذا الأمر جزء من كيانها
فهي تتبنى فرضية ضعفها بكلّ سرور ..
تتبنى فكرة حاجتها الدائمة للإعالة
فالمجتمع إذاً يخلق ضعف الفتاة ومن ثم يتذمُّر منه
المجتمع يقنعها بأنها بحاجة دائمة للعناية ثم يسأم من العناية بها يملُّ من طلباتها الدّائمة ومن قلة تحملها للمسؤولية..
المجتمع والعادات والتقاليد والتربية تجعل من الفتاة همّاً ثم تعاقبها أشد العقوبة النفسيّة بعد حينِِ على ذلك.
-
reem mahmoodفتاة سورية مهتمة بقضية المرأة وتحقيق المساواة في المجتمع ،أسعى لتطوير مجتمعي والقضاء على الأفكار المتخلفة والبالية فيه